أحلام آل سعود تتبدد اليمن ينتصر

في الخميس ٢٣ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

صمتُ آل سعود وحلفائهم عن حصادهم السياسي والعسكري للجولة الاولى من العدوان على اليمن سوف لن يتبدل سريعاً. هم قرروا، أمس، المباشرة في الجولة الثانية التي تركز على الجنوب، وتحديداً على استعادة السيطرة على مدينة عدن، ضمن سياق خفض سقف الاهداف الكبرى، ومن أجل تحقيق نتيجة ميدانية كافية للقول بأنهم يقدرون على الذهاب الى مفاوضات يحققون فيها بعض شروطهم.
وبانتظار المواجهات القاسية المقبلة خلال الساعات والايام المقبلة، من المفيد إجراء مقاصة أولى للجولة الاولى.

العدد ٢٥٧٣
 

يمنيون يرفعون بنادقهم خلال المشاركة في تظاهرة في صنعاء أمس (أ ف ب)

عين العدو على عدن، عبارة تلخّص الوضع الآن في اليمن حيث تحشد السعودية لإنزال يعيد عبد ربه منصور هادي إلى المدينة الجنوبية، فيما تخوض إيران معركة من نوع آخر، تتركز على إغاثة البلد المنكوب

انتهت «عاصفة الحزم» من دون أن تنتهي المجازر. العدوان السعودي لا يزال مستمراً جواً وإن بوتيرة مختلفة، في ظل عملية تنشيط للمجموعات العسكرية الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي في عدن، حيث رُفعت الجاهزية العسكرية ضد الجيش و«أنصار الله»، بالتزامن مع حملة سياسية ودبلوماسية يقودها السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير لأجل القيام بعمل عسكري خاطف، على شاكلة انزال مظلي بحري وبري، هدفه السيطرة على عدن وإعادة هادي إليها.

العدد ٢٥٧٣
 
 

أكدت طهران أمس أن «أمن المنطقة من أمن إيران»، مشددة على أنها سترد بقوة على أي إجراء من شأنه أن يعقد الوضع، سواء صدر من السعودية أو من أي جهة أخرى، من دون أن تنسى الإعراب عن الأمل بأن يبدأ الحوار بين الأطراف اليمنية بسرعة ويعود الصلح والأمن إلى هذا البلد في أقرب وقت.
وشدد الرئيس حسن روحاني على أن «منطقتنا تشهد كل يوم ارتكاب مجازر وحشية لأهداف غير مشروعة». وأشار، في كلمته في القمة الآسيوية الأفريقية، إلى أن «الظروف المؤلمة في سوريا واليمن أثبتت عدم جدوى الحل العسكري». واستطرد بالقول: «من مسؤولية المجتمع الدولي الدفع نحو الحلول السلمية في المنطقة، ونحن مستعدون للتعاون مع الدول العربية في هذا الشأن».

العدد ٢٥٧٣
 

يمنيون ينتظرون أمام مخبز في تعز أمس(أ ف ب)

يمثل إعلان التحالف الذي تقوده السعودية عن انتهاء العدوان على اليمن، على عكس ما يبدو، فتح فصلٍ جديد من حرب السعودية الطويلة. فبعد إدراكها التكلفة الباهظة لخيار العمليات الجوية غير المجدية، وارتباكها أمام الفشل في تحقيق إنجازات تُذكر، انتقلت الرياض إلى وسائل جديدة، أبرزها الرهان على الداخل اليمني، من دون استبعاد احتمال العملية البرية

صنعاء | لم تنهِ السعودية عدوانها على اليمن. إعلان العدوان السعودي الأميركي إيقاف عملياته العسكرية على اليمن يشبه «الانسحاب التكتيكي» للانتقال إلى مرحلةٍ أخرى من الحرب، بأساليب مختلفة.
ليلة أول من أمس، تعرضت السعودية لضغط دولي شديد نتيجةً لخرقها القوانين والمواثيق الدولية، بعد استخدامها السلاح المحرم دولياً على الأحياء السكانية في منطقة، تحديداً مجزرة حي عطان ـ حدة، جنوب العاصمة صنعاء، حيث استخدم العدوان القنبلة الفراغية المزودة باليورانيوم المستنفد، والتي بحسب خبراء تأتي في المرتبة الثانية من حيث قوتها التدميرية بعد الأسلحة النووية.

العدد ٢٥٧٣
 
 

أحيطت الجلسات المغلقة التي جمعت رؤساء أركان الجيوش العربية، في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة وسط حراسة مشددة، بسرية كبيرة لم تتح التعرف على أهم ما نوقش فيها، وخاصة أن الأمس القريب شهد إعلان السعودية انتهاء حربها الجوية على اليمن، وهي من أحدث المواجهات التي تخوضها السعودية بعدما رفضت بلدان عربية وإسلامية الدفع بقوات برية في الحرب.

العدد ٢٥٧٣
 
 

احتفى قسم مهم من صحف دول مجلس التعاون الخليجي بـ«انتهاء» عمليات «عاصفة الحزم» وانتقالها إلى مرحلة جديدة، وكانت الصحف السعودية بطبيعة الحال الأكثر ترحيباً بما جرى، على اعتبار أنّ المملكة استطاعت فرض قراراتها.
وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» ــ القريبة من عائلة الملك سلمان ــ الأكثر وضوحاً في هذا السياق، فعنونت على صفحتها الأولى «انتهت العاصفة.. والحزم مستمر»، معتبرة أنّ ذلك تم «إثر تحقيق أهدافها الاستراتيجية في اليمن وضرب قدرات الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح».
وأفردت الصحيفة تقريراً (ضمن سلسلة مخصصة لتطورات العدوان) بعنوان: «عاصفة الحزم تنجح في قطع طرق استراتيجية لنقل السلاح». ورأى التقرير أنه من نتائج ضربات «التحالف» أن «أصبحت قوات الحوثيين وصالح شبه مقطعة الأوصال في المناطق التي توجد بها، فلم يعد لديها سوى محافظتين خطّهما مفتوح، بشكل مباشر، هما تعز والحديدة، وغير ذلك، فالطرق مقطوعة أو مستهدفة بين تعز وإب، وتعز وعدن وأبين والبيضاء وشبوة باتجاه عدن وصنعاء وصعدة وعمران، في أقصى شمال البلاد، في الوقت الذي تمنع فيه المقاومة الشعبية الشرسة في محافظة الضالع الجنوبية ميليشيات الحوثي وقوات صالح من العبور باتجاه مدينة عدن من اتجاه وسط البلاد».

العدد ٢٥٧٣
 

توغّل «أنصار الله» جنوب الاراضي السعودية واستنفار أمني في الرياض (أ ف ب)

بعيداً عن الاعلام وحتى عن أوساط دبلوماسية متعددة، جرت خلال الساعات الـ24 الماضية سلسلة من التطورات الميدانية، ألزمت نتيجها السعودية بقرار وقف العدوان الواسع على اليمن، لكنها لم تقفل الباب على الحرب المفتوحة، ما يجعل قرار وقف الغارات أشبه بهدنة تحتاج الى توثيق وتثبيت من خلال خطوات ميدانية وسياسية.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الأخبار» بعض ما جرى منذ ليل أول من أمس:
- تلقت طهران مؤشرات على نية السعودية توسيع دائرة القصف العشوائي، وتم إحصاء عدد من الضربات الوحشية التي أدت الى سقوط مدنيين بالعشرات في أكثر من منطقة يمنية.

العدد ٢٥٧٢
 
 

فجأة، ومن دون مقدمات، أعلنت السعودية، بلسان ما يُعرف بالتحالف، وقف العدوان على اليمن، بذريعة «إزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة»، في خطوة تعكس ضغوطاً من النوع الذي يوجع السعودية، عبّر عنها اتصالا الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتن بالملك سلمان، ولعبت فيها إيران دوراً مركزياً، على مستويات مختلفة. ورغم الارتياح الذي يبثه وقف النار في المشهد الإقليمي، وما يحمله من رفع معاناة الشعب اليمني، إلا أنه يثير مجموعة من التساؤلات، تتعلق على وجه الخصوص باليوم الذي يلي، وخاصة أنه لم تكن قد مضت ساعتان على وقف النار حتى قصفت الطائرات الأميركية مواقع لتنظيم «القاعدة» في المكلا، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

العدد ٢٥٧٢
 
 

السعودية هُزمَت في اليمن..
هذه هي الخلاصة الواضحة الجلية، غير القابلة للتأويلات، للعدوان السعودي على الشعب اليمني. انتهى العدوان، بعد أربعة أسابيع من الحقد الأسود، بإعلان وقف «عاصفة الحزم»، من دون تحقيق أي من أهدافها السياسية؛ لم يركع «أنصار الله» تحت القصف الهمجيّ، ولم تنسحب قواتهم من أي شبرٍ استطاعت السيطرة عليه، ولم يتوقف كفاحها المشروع ضد إرهابيي «القاعدة» في حضرموت وسواها.
السعودية هُزمَت في اليمن..

العدد ٢٥٧٢
 

يبدو «الطاقم الملكي» الجديد في السعودية مواكباً للشأن اليمني بدقة وعارفاً بتفاصيله (الأناضول)

لا يمكن أحداً إخضاع اليمن. كان هذا أكثر ما وعاه الملك عبد العزيز آل سعود في «غزواته» قبل أكثر من 80 عاماً. لهذا سيجهد، ومن بعده الملوك والأمراء من أبنائه وأحفاده، إلى تمزيق اليمن وجعله في حالة احتضار دائم طوال العقود الماضية. لطالما خاف آل سعود اليمن ورأوا فيه نقيض وجودهم. أيّ يمن، اليوم، في عين الملك الجديد وولي عهده... وولي ولي عهده؟

لم يتعامل آل سعود مع اليمن، طوال فترة حكمهم في شبه الجزيرة العربيّة، إلا كمحافظة تابعة لهم، أو، في أحسن الأحوال، كبلد يجب استدامة احتضاره حتى يظلّ ممكناً السيطرة عليه. كان ذلك منذ «غزوات» عبد العزيز ضد «الكفّار» في جزيرة العرب وتأسيسه الدولة السعودية الثالثة. ظلّت هذه السياسة هي الحاكمة في عهود الملوك الذين تعاقبوا من بعده، وصولاً إلى الملك الحالي، سلمان بن عبد العزيز.

العدد ٢٥٧٢
 
 

صنعاء | في وقتٍ ترفض فيه السعودية الاعتراف بإخفاقها في تحقيق أهدافها على الأرض، كانت جماعة «أنصار الله» تمضي في تغيير خريطة النفوذ والسيطرة العسكرية فيها لمصلحة الجيش و»اللجان الشعبية»، في أبلغ ردٍّ على العدوان. مع انتهاء العمليات العسكرية، باتت الجماعة تسيطر على كل المحافظات اليمنية، باستثناء حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى (جنوب شرق)، وبعض المناطق في محافظتي مأرب (شمال شرق) وتعز (وسط).

العدد ٢٥٧٢
 
لم تضع الحرب أوزارها قبل القضاء على عدد كبير من السكان ودمار الأبنية والمنازل والمحال. لم تستثنِ الغارات المقار الحكومة ولا المدنية، وفيما كانت مدن أكثر تضرراً من أخرى، لكن الجامع بينها يبقى... العدوان الغاشم

صنعاء | شهدت المدن اليمنية التي استهدفها العدوان السعودي حركة نزوح للعائلات داخل المدن نفسها وبين الأحياء، خصوصاً صنعاء وصعدة، اللتين واجهتا أعنف الغارات.
تبدو صعدة أكثر تماسكاً من غيرها، رغم أنها واجهت وحدها أعنف الغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي، كونها تآلفت مع الحروب الماضية التي خلقت مجتمعاً مترابطاً، بشكل كبير. هذه الحروب جعلت من المجتمع الصعدي أشبه بالأسرة الواحدة التي تعمل كخلية نحل، يقوم فيها كل فرد بما يمكنه لمساعدة مجتمعه؛ فالطبيب يلتحق للتطوع تلقائياً بالمخيمات الطبية، والتاجر يتبرع من ماله، وصاحب العقارات يفتحها لإيواء الأسر التي دُمّرت منازلها.

اجمالي القراءات 3552