التاريخ و التأريخ – الجزء الرابع
توقفنا فى الجزء الثالث عند موسى عليه السلام, ونذكر اليوم من السيد العبقرى الطبرى قصة أخرى عن موسى عليه السلام:
حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، عن حماد بن سلمة، عن عمار بن أبي عمار، مولى بني هاشم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه، قال: فرجع فقال: يا رب، إن عبدك موسى فقأ عيني، ولولا كرامته لشققت عليه، فقال: ائت عبدي موسى، فقل له: فليضع كفه على متن ثور، فله بكل شعرة وارت يده سنة؛ وخيره بين ذلك وبين ان يموت الآن، قال: فأتاه فخيره، فقال له موسى: فما بعد ذلك؟ قال: الموت، قال: فالآن إذا، فشمه شمة قبض روحه. قال: فجاء بعد ذلك إلى الناس خفية " .
الأن فلنقارن ما جاء فى كتب الأحاديث ( الصحاح كما تسمى وإن كان ذلك فى حد ذاته مدعاة للضحك) التى يرفضها اهل القرآن , كما يرفضها او يرفض بعضها " بعض" اصدقاء اهل القرآن , كما ينبغى ان يرفضها او على اقل اقدير معظمها كل من أعطاه الله عقلا يفكر به.
من صحيح مسلم:
صحيح مسلم. الإصدار 2.08
للإمام مسلم
*** Found in: الجزء الرابع.
43- كتاب الفضائل.
42 - باب من فضائل موسى صلى الله عليه وسلم.
وجدت الكلمات في الحديث رقم:
157 - (2372) وحدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع: حدثنا) عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:
أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام. فلما جاءه صكه ففقأ عينه. فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. قال فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه. فقل له: يضع يده على متن ثور، فله، بما غطت يده بكل شعرة، سنة. قال: أي رب! ثم مه؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فلو كنت ثم، لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر".
من أحمد بن حنبل :
مسند الإمام أحمد. الإصدار 2.05
للإمام أحمد ابن حنبل
*** Found in: المجلد الثاني.
مسند أبي هريرة رضي الله عنه.
حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال
-أرسل ملك الموت إلى موسى فلما جاءه صكه ففقأ عينه فرجع إلى ربه عز وجل فقال
أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت قال فرد الله عز وجل إليه عينه وقال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة فقال أي رب ثم مه قال ثم الموت قال فالآن فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر.
ومن صحيح البخارى:
باب: من أحب الدفن ليلا في الأرض المقدسة أو نحوها.
وجدت الكلمات في الحديث رقم:
1274 - حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
)أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، فرد الله عليه عينه، وقال: ارجع، فقل له يضع يده على متن ثور، فله بكل ما غطت به يده بكل شعرة سنة. قال: أي رب، ثم ماذا؟ قال: ثم الموت. قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر). قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فلو كنت ثم لأريتكم قبره، إلى جانب الطريق، عند الكثيب الأحمر)
بعد ذلك , هل هناك كلمات للتعليق على كتاب التاريخ او على التأريخ طبقا للسيد الطبرى...................!!!!!!!
ولقد تجاوزنا الكثير مما جاء فى الجزء الثانى من كتاب الطبرى, عن انبياء بنى إسرائيل, وكلها حكايات من النوع الذى لايمكن ان يفسر بشيئ سوى انه اهانة وتسفيه لأى قارئ لديه ذرة واحدة من المنطق او العقل او الذكاء. ولا اريد ان اصيب القارئ بالغثيان او على اقل تقدير بالملل القاتل فى الإستطراد فى نقل تلك الخرافات التى وضعت فى قالب التاريخ والتأريخ ويعلم الله ان لا علاقة لها بالتاريخ ومن ثم لا تستحق التأريخ.
غير انى وجدت من باب الدقة ان اعرض بعضا اخر من الأمثال التى جاءت فى كتابه حتى لا يتهمنا احد بأننا إستهدفنا عصرا دون عصر اخر, او سيرة تاريخية لنبى دون نبى اخر, فنتوقف هنا عند عيسى عليه السلام, كى ننقل بعضا مما اورده الطبرى فى تأريخ تلك الفترة.
فيقول عن الإسكندر المقدونى وعن نسبه الى سيدنا إبراهيم ما يلى:
وأما الروم وكثير من أهل الأنساب فإنهم يقولون: هو الإسكندر بن فيلفوس، وبعضهم يقول: هو ابن بيلبوس بن مطريوس، ويقال: ابن مصريم ابن هرمس بن هردس بن ميطون بن رومى بن ليطى بن يونان بن يافث بن ثوبة بن سرحون بن رومية بن زنط بن توقيل بن رومي بن الأصفر بن اليفز ابن العيص بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام
وهكذا فإن شجرة الإسكندر العائلية قد كشفت لمن كان يتساءل مثلى عن أصله او فصله.
أما عن يحيى بن زكريا الذى ذكره القرآن فيقول:
عن يحيى بن زكريا :
ثم إن ملك بني إسرائيل كان يكرم يحيى بن زكرياء، ويدنى مجلسه، ويستشيره في أمره، ولا يقطع أمرا دونه، وإنه هوى أن يتزوج ابنة امرأة له، فسأل يحيى عن ذلك، فنهاه عن نكاحها، وقال: لست أرضاها لك، فبلغ ذلك أمها فحقدت على يحيى حين نهاه أن يتزوج ابنتها، فعمدت إلى الجارية حين جلس الملك على شرابه، فألبستها ثيابا رقاقا حمرا، وطيبتها، وألبستها من الحلي، وألبستها فوق ذلك كساء أسود، فأرسلتها إلى الملك، وأمرتها أن تسقيه، وأن تعرض له، فإن أرداها على نفسها أبت عليه، حتى يعطيها ما سألته، فإذا أعطاها ذلك سألته أن تؤتى برأس يحيى بن زكرياء في طست، ففعلت فجعلت تسقيه وتعرض له، فلما أخذ فيه الشراب أرادها على نفسها، فقالت: لا أفعل حتى تعطيني ما أسألك، قال: ما تسأليني؟ قالت: أسألك أن تبعث إلى يحيى بن زكرياء، فأوتى برأسه في هذا الطست، فقال: ويحك سليني غير هذا؟ قالت: ما أريد أن أسألك إلا هذا. قال: فلما أبت عليه، بعث إليه فأتى برأسه، والرأس يتكلم، حتى وضع بين يديه، وهو يقول: لا تحل لك، فلما أصبح إذا دمه يغلي، فأمر بتراب فألقى عليه فرقى الدم فوق التراب يغلي، فألقى عليه التراب أيضا، فارتفع الدم فوقه، فلم يزل يلقى عليه التراب حتى بلغ سور المدينة ، وهو في ذلك يغلي وبلغ صيحائين فنادي في الناس، وأراد أن يبعث إليهم جيشا، ويؤمر عليهم رجلا، فأتاه بختنصر، فكلمه، وقال: إن الذي كنت أرسلت تلك المرة ضعيف، فإني قد دخلت المدينة، وسمعت كلام أهلها، فابعثني، فبعثه فسار بختنصر، حتى إذا بلغوا ذلك المكان تحصنوا منه في مدائنهم، فلم يطقهم، فلما اشتد عليه المقام، وجاء أصحابه أراد الرجوع، فخرجت إليه عجوز من عجائز بني إسرائيل، فقالت: أين أمير الجند؟ فأتى به إليها، فقالت: إنه بلغني أنك تريد أن ترجع بجندك قبل أن تفتح هذه المدينة. قال: نعم، قد طال مقامي، وجاع أصحابي، فلست أستطيع المقام فوق الذي كان مني، فقالت: أرأيتك إن فتحت لك المدينة، أتعطيني ما أسألك، فتقتل من أمرتك بقتله، وتكف إذا أمرتك أن تكف. قال لها: نعم، قالت: إذا أصبحت فاقسم جندك أربعة أرباع، ثم أقم على كل زاوية ربعا، ثم ارفعوا بأيديكم إلى السماء، فنادوا: إنا نستفتحك يا الله بدم يحيى بن زكرياء فإنها سوف تتساقط. ففعلوا، فتساقطت المدينة، ودخلوا من جوانبها، فقالت له: كف يدك، اقتل على هذا الدم حتى يسكن، فانطلقت به إلى دم يحيى وهو على تراب كثير، فقتل عليه حتى سكن، فقتل سبعين ألف رجل وامرأة ....الخ الخ الخ الخ الخ.
كانت رأس يحيى بعد ان فصلت عن جسده تتكلم, وبالطبع لأنه أدرك انه مات بالفعل ( او فى طريقه الى الموت بعد ان قطعت رأسه) فلم يكن يخشى ان يقتل مرة اخرى فكان يقول للملك ( لاتحل لك) (لا تحل لك) ( لا تحل لك), ولا نعرف بالطبع ان كان يهمس بذلك ام كان صوته عاليا مسموعا للجميع, خاصة وأن الرأس لم تكن متصلة برئته كى يكون للصوت صوتا مسموعا, ثم ماذا حدث لتلك الرأس العجيبة التى تتحدث بعد ذلك ,هل ارسلوها الى سيرك لتدور فى بلاد الله لخلق الله وتتحدث الى الناس ام انهم احتفظوا بها فى خزانة الملك لكى يخوفوا بها الأولاد الصغار الذين يخالفون امهاتهم........... , ثم يقول الطبرى لافض فاه, انهم قتلوا سبعين الف رجل وأمرأة حتى يتوقف دم يحيى عن الغليان, ......................ولا حتى القنبلة النوويه , فإن التى القيت على هيروشيما قتلت حوالى ستين الف مباشرة والأخرى على ناجازاكى, قتلت حوالى أربعين الف مباشرة, وهو نصف عدد الموتى, والباقى بالطبع مات من بعد ذلك كنتبجه للحروق والأشعاعات.....الخ, هذا هو التاريخ المؤرخ طبقا للأستاذ الطبرى, وكنت اتمنى ان يكون الطبرى قد تحدث مع رأس يحيى مباشرة ونقل ما قال, فماذا أقول!! وماذا يقول الأخوة المنتفعين بقصصه وحداويته دفاعا عن ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وعن عيسى عليه السلام يقول لا فض فاه:
وكانت مريم ويوسف بن يعقوب ابن عمها يليان خدمة الكنيسة، فكانت مريم إذا نفد ماؤها - فيما ذكر - وماء يوسف أخذ كل واحد منهما قلته، فانطلق إلى المغارة التي فيها الماء الذي يستعذبانه، فيملأ قلته، ثم يرجعان إلى الكنيسة. فلما كان اليوم الذي لقيها فيه جبرئيل - وكان أطول يوم في السنة وأشده حرا - نفد ماؤها، فقالت: يا يوسف، ألا تذهب بنا نستقي قال: إن عندي لفضلا من ماء أكتفي به يومي هذا إلى غد، قالت: لكني والله ما عندي ماء، فأخذت قلتها، ثم انطلقت وحدها، حتى دخلت المغارة فتجد عندها جبرئيل قد مثله الله لها بشرا سويا: فقال لها: يا مريم، إن الله قد بعثني إليك لأهب لك غلاما زكيا، قالت: " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " ، وهي تحسبه رجلا من بني آدم فقال: إنما أنا رسول ربك، قالت: " إني يكون لي غلام ولم يمسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا " ، أي أن الله قد قضى أن ذلك كائن. فلما قال ذلك استسلمت لقضاء الله، فنفخ في جيبها، ثم انصرف عنها، وملأت قلتها.
قال: فحدثني محمد بن سهل بن عسكر البخاري، قال حدثنا إسماعيل ابن عبد الكريم، قال: حدثني عبد الصمد بن معقل، ابن أخي وهب، قال: سمعت وهبا قال: لما أرسل الله عز وجل جبرئيل إلى مريم، تمثل لها بشرا سويا. فقالت: " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا " ، ثم نفخ في جيب درعها حتى وصلت النفخة إلى الرحم، واشتملت على عيسى.
أين هذا من القرآن الذى قال فيه عز وجل, (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا, فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّ) هل هناك شيئ هنا عن مغارة, وعن قلة ماء !!!!!! ) هل انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فإتخذت من دونهم حجابا, يعنى انها كانت فى طريقها الى مغارة لكى تملأ قلتها ماء, ومن الأدهى انه يكرر الحوار كما جاء فى القرأن كلمة بكلمة, ولكن لكى يضفى بعضا من ( الدراما ) على القصة, فكان لزاما ان ينفذ من قلتها الماء وان تذهب الى المغارة!!!
أما عن عيسى ومعجزاته فسوف نترك ذلك لخيال القارئ الخصب.
ثم ننتقل سريعا الى اهل الكهف, فيقول عز وجل فى كتابه الكريم:
سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا
أما السيد الطبرى فيقول:
ذكر الخبر عن أصحاب الكهف
وكان أصحاب الكهف فتية آمنوا بربهم؛ كما وصفهم الله عز وجل به من صفتهم في القرآن المجيد؛ فقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: " أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا " .
والرقيم هو الكتاب الذي كان القوم الذين منهم كان الفتية، كتبوه في لوح بذكر خبرهم وقصصهم، ثم جعلوه على باب الكهف الذي أووا إليه، أو نقروه في الجبل الذي أووا إليه، أو كتبوه في لوح وجعلوه في صندوق خلفوه عندهم، " إذا أوى الفتية إلى الكهف " .
وكان عدد الفتية - فيما ذكر ابن عباس - سبعة، وثامنهم كلبهم.
حدثنا ابن بشار، قال: حدثنا عبد الرحمن، قال حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس: " ما يعلمهم إلا قليل " ، قال: أنا من القليل، كانوا سبعة.
حدثنا بشر، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة: قال ذكر لنا أن ابن عباس كان يقول: أنا من أولئك القليل الذين استثنى الله تعالى؛ كانوا سبعة وثامنهم كلبهم.
قال: وكان اسم أحدهم - وهو الذي كان يلي شراء الطعام لهم، الذي ذكره الله عنهم أنهم قالوا إذهبوا من رقدتهم: " فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاما فليأتكم برزق منه " . حدثني عبد الله بن محمد الزهري، قال: حدثنا سفيان، عن مقاتل: " فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة " - اسمه يمنيخ.
وأما ابن إسحاق فإنه قال - فيما حدثنا به ابن حميد - قال حدثنا سلمة، عنه: اسمه يمليخا.
وكان ابن إسحاق يقول: كان عدد الفتية ثمانية؛ فعلى قوله كان كلبهم تاسعهم. وكان - فيما حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق - يسميهم فيقول: كان أحدهم - وهو أكبرهم والذي كلم الملك عن سائرهم - مكسملينا، والآخر محسملينا، والثالث يمليخا، والرابع مرطوس، والخامس كسوطونس، والسادس بيرونس، والسابع رسمونس، والثامن بطونس، والتاسع قالوس. وكانوا أحداثا.
وقد حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن إبن إسحاق، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد، قال: لقد حدثت أنه كان على بعضهم من حداثة أسنانهم وضح الورق. وكانوا من قوم يعبدون الأوثان من الروم، فهداهم الله للإسلام، وكانت شريعتهم شريعة عيسى في قول جماعة من سلف علمائنا.
ونجد هنا اختلافا بين ( إبن عباس الذى ادعى انه من القليل الذين يعرفون عدد اصحاب الكهف), وبين إبن أسحاق , فالأول حكم بأنهم سبعة, والأخر بأنهم ثمانية, ولم يتفضل السيد الطبرى بترجيح واحد على الأخر, بيدو انه لم يكن يريد ان يغضب احدهم, فأثر ان يضع الحكايتان, وأن يترك القارئ لكى يختار ويدار ما دخلك شر, منتهى الدقه فى عملية التأريخ.
من الملاحظ ان إبن عباس له نصيب الأسد فى كتاب الطبرى عن التاريخ, فهل شارك بن عباس ايضا فى كتاب الطبرى عن شرح القرآن, والإجابه على ذلك بنعم, فله فيه أيضا - مما تصفحته حتى الأن - نصيب الأسد كمرجع موثوق به لشرح القرآن مما يجعلنى اتساءل لماذا يدعى الطبرى انه فسر القرآن بنفسه إن كان يعيد بالحرف كثيرا مما قاله و مما ردده الأخرون من قبل ؟.
مرة أخرى نرجع الى كتب الأحاديث للمقارنه عما جاء بشأن أصحاب الكهف, فلا نجد اى من البخارى او مالك او مسلم او احمد او الترمذى قد ذكر ذلك, ولكن السيد الطبرى هو الوحيد الذى استأثر بتلك المعلومات, ولم يكررها بعده سوى الجلالين وكان المرجع فى ذلك بالطبع هو الطبرى, وبالطبع ذكرها مرة ثانية فى كتابه عن تفسير القرآن, إذن فقد بين لنا عدد اصحاب الكهف بناء على ما ذكره إبن عباس. لابد ان نتذكر انه ان كانت النسخة الأولى او النسخة الأساسية من اى شيئ فاسدة, فكل ما ينسخ عنها بعد ذلك مهما حاول من حاول, لا يمكن إلا ان تكون فاسدة هى الأخرى او بمعنى اصح ما بنى على باطل فهو باطل.................
ننتقل الأن الى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام, فيقول الطبرى عن الرسول ما يلى:
حدثنا نصر بن عبد الرحمن الأزدي، قال: حدثنا محمد بن يعلى، عن عمر بن صبيح، عن ثور بن يزيد الشأمي، عن مكحول الشأمي، عن شداد بن أوس، قال: بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل شيخ من بني عامر، وهو مدره قومه وسيدهم؛ من شيخ كبير يتوكأ على عصا، فمثل بين يدي النبي الله صلى الله عليه وسلم قائما، ونسبه إلى جده، فقال: يا ابن عبد المطلب، إني أنبئت أنك تزعم أنك رسول الله إلى الناس، أرسلك بما أرسل به إبراهيم، وموسى، وعيسى، وغيرهم من الأنبياء، ألا وإنك فوهت بعظيم، وإنما كانت الأنبياء والخلفاء في بيتين من بني إسرائيل، وأنت ممن يعبد هذه الحجارة والأوثان، فما لك وللنبوة ! ولكن لكل قول حقيقة، فأنبئني بحقيقة قولك، وبدء شأنك؛ قال: فأعجب النبي الله صلى الله عليه وسلم بمسألته، ثم قال: يا أخا بنى عامر، إن لهذا الحديث الذي تسألني عنه نبأ ومجلسا، فاجلس، فثنى رجليه ثم برك كما يبرك البعير، فاستقبله النبي الله صلى الله عليه وسلم بالحديث فقال: يا أخا بني عامر، إن حقيقة قولي وبدء شأني، أنى دعوة أبي إبراهيم، وبشرى أخي عيسى بن مريم. وإني كنت بكر أمى، وإنها حملت بي كأثقل ما تحمل، وجعلت تشتكي إلى صواحبها ثقل ما تجد. ثم إن أمى رأت في المنام أن الذي في بطنها نور، قالت: فجعلت أتبع بصرى النور، والنور يسبق بصرى، حتى أضاءت لي مشارق الأرض ومغاربها. ثم إنها ولدتني فنشأت، فلما نشأت بغضت إلى أوثان قريش، وبغض إلى الشعر، وكنت مسترضعا في بني ليث بن بكر، فبينا أنا ذات يوم منتبذ من أهلي في بطن واد مع أتراب لي من الصبيان نتقاذف بيننا بالجلة، إذ أتانا رهط ثلاثة معهم طست من ذهب ملئ ثلجا فأخذوني من بين أصحابي، فخرج أصحابي هرابا حتى انتهوا إلى شفير الوادي، ثم أقبلوا على الرهط فقالوا: ما أربكم إلى هذا الغلام، فإنه ليس منا، هذا ابن سيد قريش، وهو مسترضع فينا؛ من غلام يتيم ليس له أب، فماذا يرد عليكم قتله، وماذا تصيبون من ذلك ! ولكن إن كنتم قاتليه، فاختاروا منا أينا شئتم، فليأتكم مكانه فاقتلوه، ودعوا هذا الغلام فإنه يتيم. فلما رأى الصبيان القوم لا يحيرون إليه جوابا، انطلقوا هرابا مسرعين إلى الحي، يؤذنونهم ويستصرخونهم على القوم؛ فعمد أحدهم فأضجعنى على الأرض إضجاعا لطيفا، ثم شق ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي، وأنا أنظر إليه، فلم أجد لذلك مسا. ثم أخرج أحشاء بطني ثم غسلها بذلك الثلج فأنعم غسلها، ثم أعاداها مكانها، ثم قام الثاني منهم فقال لصاحبه: تنح؛ فنحاه عني، ثم أدخل يده في جوفي فأخرج قلبي وأنا أنظر إليه فصدعه، ثم أخرج منه مضغة سوداء، فرمى بها ثم قال بيده يمنة منه؛ كأنه يتناول شيئا، فإذا أنا بخاتم في يده من نور يحار الناظرون دونه، فختم به قلبي فامتلأ نورا، وذلك نور النبوة والحكمة، ثم أعاده مكانه فوجدت برد ذلك الخاتم في قلبي دهرا، ثم قال الثالث لصاحبه: تنح عني، فأمر يده ما بين مفرق صدري إلى منتهى عانتي، فالتأم ذلك الشق بإذن الله. ثم أخذ بيدي فأنهضني من مكاني إنهاضا لطيفا، ثم قال للأول الذي شق بطني: زنه بعشرة من أمته، فوزنوني بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة من أمته، فوزنوني بهم فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف من أمته، فوزنوني بهم فرجحتهم. فقال: دعوه، فلو وزنتموه بإمته كلها لرجحهم قال: ثم ضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني، ثم قالوا: يا حبيب، لم ترع؛ إنك لو تدري ما يراد بك من الخير لقرت عيناك. قال: فبينا نحن كذلك، إذ أنا بالحي قد جاءوا بحذافيرهم، وإذا أمي - وهي ظئري - أمام الحي تهتف بأعلى صوتها وتقول: يا ضعيفاه ! قال: فانكبوا علي فقبلوا رأسي وما بين عيني، فقالوا: حبذا أنت من ضعيف ! ثم قالت ظئري: يا وحيداه ! فانكبوا علي فضموني إلى صدورهم وقبلوا راسي وما بين عيني، ثم قالوا: حبذا أنت من وحيد وما أنت بوحيد ! إن الله معك وملائكته والمؤمنين من أهل الأرض. ثم قالت: ظئرى: يا يتيماه، استضعفت من بين أصحابك فقتلت لضعفك، فانكبوا علي فضموني إلى صدورهم وقبلوا رأسي وما بين عيني، وقالوا: حبذا أنت من يتيم، ما أكرمك على الله ! لو تعلم ماذا يراد بك من الخير ! قال: فوصلوا بي إلى شفير الوادي، فلما بصرت بي أمي - وهي ظئري - قالت: يا بني ألا أراك حيا بعد ! فجاءت حتى انكبت علي وضمتني إلى صدرها؛ فو الذي نفسي بيده، إني لفي حجرها وقد ضمتني إليها، وإن يدي في يد بعضهم، فجعلت ألتفت إليهم وظننت أن القوم يبصرونهم، فإذا هم لا يبصرونهم، يقول بعض القوم: إن هذا الغلام قد أصابه لمم أو طائف من الجن، فانطلقوا به إلى كاهننا حتى ينظر إليه ويداويه. فقلت: يا هذا، ما بي شيء مما تذكر، إن آرائي سليمة وفؤادي صحيح، ليس بي قلبة. فقال أبي - وهو زوج ظئري - ألا ترون كلامه كلام صحيح ! إني لأرجو ألا يكون بابني بأس، فاتفقوا على أن يذهبوا بي إلى الكاهن، فاحتملوني حتى ذهبوا بي إليه، فلما قصوا عليه قصى قال: اسكتوا حتى أسمع من الغلام، فإنه أعلم بأمره منكم، فسألني، فاقتصصت عليه أمري ما بين أوله وآخره، فلما سمع قولي وثب إلي فضمني إلى صدره ثم نادى بأعلى صوته: ياللعرب، يا للعرب ! اقتلوا هذا الغلام واقتلوني معه، فواللات والعزى لئن تركتموه وأدرك، ليبدلن دينكم وليسفهن عقولكم وعقول آبائكم، وليخالفن أمركم، وليأتينكم بدين لم تسمعوا بمثله قط ! فعمدت ظئري فانتزعتني من حجره وقالت: لأنت أعته وأجن من ابني هذا ! فلو علمت أن هذا يكون ممن قولك ما أتيتك به، فاطلب لنفسك من يقتلك، فإنا غير قاتلي هذا الغلام. ثم احتملوني فأدوني إلى أهلي فاصبحت مفزعا مما فعل بي، وأصبح أثر الشق ما بين صدري إلى منتهى عانتي كأنه الشراك؛ فذلك حقيقة قولي وبدء شأني يا أخا بني عامر.
أترك ذلك للقارئ بدون تعليق, فلا اجد لدى تعليقا يليق بما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام ويما ادعى ا لطبرى ان الرسول قد قاله!!!!!!!!!!!!!!!!
وحتى نلتقى فى الجزء الخامس, أرجو ان يسامحنى القارئ على تنغيص مزاجه وتلويث مخيلته بما جاء فى هذا المقال من هراء منتقى من تأريخ مؤرخنا الفاضل "ابو لمعه" الطبرى , أو فى قول اخر, شاهد مشافش حاجه, مع وافر تحياتى.