هؤلاء لا يقرأون

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٧ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً


هؤلاء لا يقرؤون ومشغولون فقط بالكتابة الغير مجدية طالما انهم لا يرون الا مساوئ الاخرين وعميت أبصارهم عن مساوئهم التي ليس لها مثيل ودائما وأبدا يسخطون على من يخالفهم بالديانة والعقيدة وتزكية أنفسهم على الجميع من مسلمين وغير مسلمين والسبب في ذلك انهم لا يقراون رغم ان الله حذرنا من ذلك نحن المسلمين باننا لا نزكي انفسنا على احد ولا نسخر من احد بصرف النظر ايا كان معتقده, قال تعالى:
((الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى)) سورة النجم آية 32.

وإن كل إنسان يعتقد كيف يشاء مقابل هذه الحرية التي قال عنها رب العزة:
((وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً)) سورة الكهف آية 29.

هذا فكل إنسان مسؤول فيما اختار لنفسه امام الله تعالى يوم القيامة فليس من حق اي احد ان يجبر اي فرد او يكرهه ان يتبع فكره او عقيدته التي هي ملكا لكل شخص وعلى كل إنسان أن يجاهد نفسه وإذا أراد الخير فعليه أن يدعو بالحسنى لأنه لا يوجد سلطة دينية منذ ان خلق الله السماوات والأرض، وينطبق ذلك على الانبياء عليهم الصلاة والسلام اجمعين, اذا كنا نريد أن نقتدي بهم فعلينا أن نفعل افعالهم, فهل يا ترى هل من رجوع الى الله وكتابه ونتبع الوحي الذي نزل على رسوله خير من الظنيات التي ليس لها يقين وان اليقين لن يكون موجود الا في كتاب الله العزيز.

الى متى سنظل مشككين؟!َ.. إلى متى سنظل هاجرين القران ونتهمه بالتقصير ونحن المقصرين؟!.. هل هناك كتاب اخر نتدبر فيه غير كتاب الله عز وجل؟!.. هل هناك شرع اخر نأخذ منه الشرع الذي أمرنا به الله؟!.. هل هناك يقين آخر نتيقن منه غير كتاب الله؟!.. فانا في رأيي سبب تأخير المسلمين أننا ابتعدنا كل البعد عن كتاب الله عز وجل لأسباب كثيرة جدا لأن القران العظيم تحدث عن الايات الكونية وعن الذرة وعن الجيولوجيا وعن كل العلوم التي لا يعلمها إلا من قرأ القران وتدبر فيه, فاعداء الاسلام وأعداء الدين منذ أن نزل القران علمو جميعا ان هذا الكتاب هو كتاب اعجاز وكتاب علمي وكتاب هداية لمن أراد وإذا استغلوا العلم الموجود في هذا الكتاب العظيم سيصلوا إلى كل العلوم التي يريدونها ولذلك أبعدوا المسلمين عن كتاب الله لكي يستفيدوا هم بكل العلوم التي ذكرها القران الكريم والأمثال موجودة أمام الجميع.

هل القران أنزل في لندن أو أمريكا؟!.. إن القران أنزل في الدول العربية ومع ذلك لم نستغله بما فيه من آيات ومعجزات لكي نتقدم كما تقدموا هؤلاء الغير مؤمنين بهذا الكتاب أصلاً، فأعداء الدين يا سادة جعلو بيننا وبين القران حجابا وقالوا انك لا تفهم القران ولا تفهم معانيه إلا إذا قرأت آلاف المجلدات لبعض المفسرين وهذا ليس صحيح لان القرآن من الممكن أن يفهمه أي إنسان ولكن يجب أن يكون متدبرا في آياته لكي يفهم فعلى سبيل المثال قال تعالى بخصوص المنافقين:
((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً)) سورة النساء آية 145.

حين نزلت هذه الاية الكريمة اين كان يقع المنافقين؟!.. بالتأكيد مائة بالمائة كانوا ممن أسلموا ولكن أسلموا ليس حبا بالاسلام ولكن ليخادعو الله ورسوله والمؤمنين ولذلك هم اشد اعداء الدين لانك لا تدري ماذا يخفون لك ولدينك فبالبداهة حين مات الرسول عليه الصلاة والسلام كان من الموجودين في ذلك الوقت من المنافقين الذين يريدون تدمير الدين والذي قال عنهم رب العزة:
((وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ)) سورة التوبة آية 101.

وقال عنهم:
((الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)) سورة التوبة آية 97.

وحين يتحدث رب العزة عن هؤلاء المنافقين هم اشد كفراً ونفاقاً لا يوجد تعبير بعد كلام الله بخصوص هؤلاء المنافقين وكفرهم ونفهم من ذلك ان هؤلاء المنافقين هم أشد أعداء الله ورسوله ودينه, فأعداء الإسلام يا سادة هم من الداخل وليس من الخارج لان المشركين لا يؤمنون بالدين جملة وتفصيلا فكيف يحرفون دينا، هم ليسو مؤمنين به أصلاً وإن من يحرف الدين هم من المنافقين في كل زمان ومكان, فعلى سبيل المثال منذ فترة وجيزة هاجت الدنيا وماجت بما قام به بعض المختلين عقليا برسم كاريكاتوري عن الرسول عليه الصلاة والسلام وأنا في نظري لو تريثنا في هذا الموضوع واتبعنا أوامر الله في كتابه العزيز لدافعنا عن الرسول وعن كتاب الله كما امرنا الله بذلك ويقول الله تعالى الى الرسول الكريم:
(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) سورة القلم آية.

وإذا أردنا أن نتبع الرسول فعلينا ان نفعل ما كان يفعل الرسول عليه الصلاة والسلام, كان يجب علينا في هذه المحنة ان نقول لهؤلاء الذين قاموا بهذا العمل الغير محبب لدينا (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وقال تعالى ايضا:
(وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)) سورة هود آية 38.
هذا ما كان ينبغي أن نفعله بالفعل ولكن ما حدث منا ومن بعض الدول العربية بحرق السفارات والطريقة الغير مقبولة فهذه حفرة حفروها للمسلمين أيضا وسيسجل التاريخ ذلك أن المسلمين حرقوا كذا وفعلوا كذا... ويندرج هذا تحت ما يسموه بالارهاب دون أن ندري نحن أصحاب الديانة الحسنة والسمحاء التي قال عنها الله تعالى:
((وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ)) سورة التوبة آية 6.

وهذا أمر من الله الى الرسول عليه الصلاة و السلام.

هل سمعتم يوما ما من أي دولة على مستوى العالم أنه أتى شخص منها منفي إلى دولة عربية؟!.. حين نسمع ذلك عندها سنكون منفذين أوامر الله.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 13121