هل يتهم "الاهرام" بإنكار السنة ؟

داليا سامي في الإثنين ١٢ - مايو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

كتب رجب البنا أمس في 6 جمادي الاولي 1429 هجرية الموافق 11 مايو 2008 فى العدد 44351 من جريدة الاهرام الرسمية الحكومية بباب قضايا وآراء مقالة عنوانها 
( لماذا تخلف المسلمون‏(5)‏ ) ويبدو انها كانت سلسلة من المقالات وهذا ما جاء فيها


******************************

من أسباب ما وصل إليه العالم الإسلامي من تخلف اعتماد رجال الدين والدعاة علي الأحاديث النبوية أكثر من اعتمادهم علي القرآن‏,‏ دون تمييز بين الحديث الصحيح والحديث الموضوع‏,‏ مع كثرة الأحاديث الموضوعة لأغراض سياسية للفرق والطوائف التي انقسم إليها المسلمون‏.‏

وإما الأحاديث التي وضعها الذين دخلوا في الإسلام لتخريبه من الداخل وهم المنافقون الذين حذرنا منهم القرآن‏.‏ وبعض الدعاة بل وبعض العلماء أيضا اعتبروا الأحاديث مساوية للقرآن في المنزلة والتشريع‏,‏ حتي إن الشيباني أحد رجال الفقه في القرن الثاني الهجري ـ رأي أن أحكام السنة يجوز أن تنسخ أحكام القرآن ولم يخالف ذلك تلميذه الإمام الشافعي‏,‏ وذهب ابن قتيبة إلي أن للحديث مصدرا إلاهيا‏,‏ وأمثال ذلك كثير مما ذكره حسين أحمد أمين في كتابه الشهير دليل المسلم الحزين‏,‏

ويضيف أن المسلمين أساءوا فهم الحديث‏:‏ شر الأمور محدثاتها‏,‏ وكل محدثة بدعة‏,‏ وكل بدعة ضلالة‏,‏ وكل ضلالة في النار فجعلوه سلاحهم لاغلاق الباب أمام الاجتهاد وحرية الرأي والتفكير ومحاربة كل جديد في أي مجال‏,‏ كما لجأ الفقهاء إلي تأييد كل رأي يرونه صالحا بحديث من عندهم وذلك بعد رحيل الصحابة الذين كان بوسعهم أن يقولوا إن هذه الأحاديث موضوعة‏.‏ بل إن بعض الفقهاء أقروا الأحاديث الموضوعة ـ مع علمهم بذلك ـ اعتقادا منهم بأن في ذلك خدمة للإسلام وتأييدا للدعوة إلي مكارم الأخلاق بخلاف أحاديث أخري موضوعة لخدمة مصالح سياسية‏(‏ مع أو ضد حكم الأمويين والعباسيين‏),‏ وقد شاع استخدام هذه الأحاديث في الدعاية السياسية والترويج لحكم الحكام‏(‏ والنفاق السياسي والديني ظاهرة قديمة‏).‏

وعلماء الأزهر يعلمون أن أبا هريرة أشهر رواة الحديث لم يصحب النبي إلا في السنوات الثلاث الأخيرة من حياته ـ صلي الله عليه وسلم ـ ومع ذلك روي أكثر من‏5874‏ حديثا‏,‏ وينقل حسين أحمد أمين ما رواه عبدالله بن لهيع‏(‏ المتوفي‏174‏ هجرية‏)‏ عن أحد رواة الحديث قوله‏:‏ كنا إذا هوينا أمرا صيرناه حديثا وكان نقاد الحديث الكبار كما قال الإمام أحمد بن حنبل‏:‏ إذا روينا عن رسول الله في الحلال والحرام والسنن والأحكام شددنا في الإسناد‏(‏ أي في فحص سلسلة الرواة‏)‏ وإذا روينا عن الرسول في الفضائل والأعمال تساهلنا في الاسناد ولكن المحدثين توسعوا فنسبوا إلي الرسول أحاديث عن نبوءات عما سيحدث في الغيب وتجاهلوا الآية‏:‏ قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب الانعام‏(50)‏ ـ ومن ذلك أيضا أحاديث للترويج لأصحاب المذاهب مثل‏:‏ سيقوم من أمتي رجل يدعي أبا حنيفة يكون سراج هذه الأمة وأسندوا هذا الحديث إلي أبي هريرة عن النبي‏.‏ ورد أتباع المذهب المالكي بحديث يقول‏:‏ أفقه أهل الأرض فقهاء المدينة‏.‏ وكان مالك من أهل المدينة وأبوحنيفة من أهل العراق‏.‏

في الدولة العباسية كان الخليفة المهدي يهوي سباق الحمام وكان فقهاء السنة يحرمونه‏,‏ فأطلق غياب‏(‏ من أشهر أهل الحديث‏)‏ حديثا عن النبي يقول‏:(‏ لا سباق إلا في خف أو حافر أو جناح‏)‏ فأجزل له المهدي العطاء‏.‏ ثم ظهرت طبقة من رواة القصص والأحاديث عن النبي وعن أنبياء العهد القديم‏,‏ كما فعل كعب حين كان يروي قصة يوسف فقال إن اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا‏,‏ فنبهه أحد الجالسين إلي أن يوسف لم يأكله الذئب فاستدرك قائلا‏:‏ صدقت‏,‏ فهذا اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف‏.‏ وبعد ذلك ظهرت أحاديث موضوعة تخالف العقل والمنطق وتروج للخرافات التي سيطرت علي العقل المسلم إلي اليوم وجعلته يؤمن بالسحر والخرافة واللامعقول‏!‏

ومازلنا نسمع إلي اليوم هذه الأحاديث في المساجد يستخدمها خطباء لا يهمهم إلا جذب انتباه المستمعين بالغريب من الحديث دون تدقيق‏.‏ وقد روي البخاري أنه جمع الأحاديث الصحيحة بعد أن رأي نفسه في المنام يطرد الذباب عن النبي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ وفسر له أحدهم بأن الذباب الذي رآه هو تلك الأكاذيب التي أقحمت علي أحاديث الرسول‏.‏

وفي الأزهر مركز أنشيء لتنقية السنة وفرز الأحاديث الصحيحة من الأحاديث الموضوعة‏,‏ صدر به قرار جمهوري منذ سنوات‏,‏ ولم يفعل شيئا إلي اليوم‏.‏ ومازالت الأحاديث الموضوعة تسهم في الاساءة إلي الإسلام وتشوية العقيدة وتضليل العقول وإعطاء الفرصة لإعداء الإسلام ليحاربوه بادعاء أنه دين لا يحترم العقل‏!‏

هل وصلت الرسالة أم علي عقول أقفالها؟

******************************
(انتهي )

وللاجابة علي السؤال الذي انهي بة الكاتب رجب البنا مقالتة اقول .. نعم على عقول وقلوب اقفالها وكسل وانشغال الشيوخ ببيزنس القنوات الفضائية  لم يجعل لديهم وقت 
الا لتكفير المخالفين لفكرهم حتي يناولوا رضي اتباع الفكر السلفي والوهابي والمنتفعين من تخدير الشعوب باسم الدين باستخدام الاحاديث الملفقة والموضوعة لخدمة رجال السياسة واصحاب النفوذ فتنهال عليهم العطايا..  وأتسائل هل هذة بداية جادة وحقيقية للصحو من الغفلة وإثارة القضية الخاصة بالاحاديث والاكاذيب التى تحيط بها على مستوي من الشفافية والامانة الدينية والتاريخية لوجه الله عز وجل فقط ام انها مجرد مقال ويكون فى الصفحة التالية بعده خبر عن اعتقال أحد القرآنيين بتهمة انكار السنة !
 او مقال آخرعن تكفيرهم وخروجهم عن المعلوم من الدين بالضرورة !! ؟

 

ارق تحياتي للجميع

 

اجمالي القراءات 15053