عدوان آل سعود: النار تهدد الجزيرة العربية

في السبت ٢٨ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

عدوان آل سعود: النار تهدد الجزيرة العربية

 
 

الساعات تمر، والاستعراض السعودي مستمر على الشاشات بطولاتٍ وانتصارات. والغارات تقتل المزيد من المدنيين اليمنيين، وتدمّر بنى تحتية تخص الدولة والجيش. لكن مفعول الصدمة الأولى انتهى. والقوى المعنية مباشرة بالحرب داخل اليمن استوعبت، ليس موجة الغارات الأولى فقط، بل حتى تداعياتها السياسية داخل اليمن. حتى الرهان والعمل على استمالة علي عبد الله صالح، لا يبدو أنه سيحقق أي نتيجة تذكر. وحدهم جماعة «الإخوان المسلمين» يعودون إلى انتهازيتهم القاتلة، يحركون تظاهرات مرحّبة بالعدوان على بلدهم في بعض مناطق الجنوب، ويشاركهم الخيانة بعض مجانين الانفصال في جنوب اليمن، من الذين يتحدثون اليوم عن وعود قاطعة قدمتها لهم السعودية بإعلان الجنوب بلداً مستقلاً.

العدد ٢٥٥٣
 

نصرالله للسعودية: ألم تهجموا على الحوثيين وانهزمتم؟ (أ ف ب)

أدان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أمس، العدوان السعودي ــ العربي ــ الأميركي على اليمن، داعياً إلى وقفه واستعادة مبادرات الحل السياسي قبل فوات الأوان و«هزيمة العدوان»، ووجه خطاباً نارياً ضد المملكة العربية السعودية.
بدأ نصر الله كلمته المتلفزة، بالحديث عن مواقف اللبنانيين من العدوان، مشيراً إلى أن موقفه جاء متأخراً بالنسبة إلى الموقف الذي أصدره الرئيس سعد الحريري، والذي أعلن تأييده للعدوان على اليمن بعد نصف ساعة على إعلان بدء الضربات الجوية السعودية. وأشار إلى أنه «كنا نحلم بهبة أو نسمة حزم عربية (نسبة إلى التسمية السعودية للعدوان على اليمن «عاصفة الحزم»)، سواء تجاه فلسطين أو تجاه اجتياح لبنان، أو في الحرب الأخيرة على غزة».

العدد ٢٥٥٣
 

حدّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله موقف الحزب من الحوار مع تيار المستقبل والمحكمة الدولية في بداية إطلالته التلفزيونية مساء أمس، مؤكداً أن فريقه اختار الحوار و«هذا من مصلحة البلد، وكان الهدف منع انهيار البلد وتخفيف الاحتقان المذهبي». ولفت إلى «وجود قوى سياسية داخل تيار المستقبل وخارجه تعمل على تخريب هذا الحوار، ومنها ما يدلي به البعض من شهادات في المحكمة الدولية».
وأكد أنه لا يعير «هذه الأصوات أي أهمية، ونحتمل كل هذه الاستفزازات»، داعياً «جمهور المقاومة إلى عدم الاهتمام بهذه الأصوات التي لا مكان لها إلا في الفتنة». وقال نصر الله: «موقفنا من المحكمة الدولية معروف، ولا نحتاج إلى أي تعليق ولا يعنينا أي شيء يقال فيها».

العدد ٢٥٥٣
 

ردّ رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مشيراً إلى أن «اللبنانيين استمعوا هذا المساء لعاصفة من الكراهيات ضد السعودية ودول الخليج رداً على عاصفة الحزم ضد التغلغل الإيراني في اليمن»، لافتاً إلى أن «عاصفة الكراهية لا تستحق سوى الإهمال، لأنها وليدة الغضب والإحباط والتوتر». ورأى أن «الإصرار على وضع مصالح إيران فوق مصلحة لبنان أمر قائم منذ سنوات، لن نعترف بجدواه ولن يدفعنا اليوم إلى مجاراته بردود متسرعة»، مشيراً إلى أن «العلاقة مع السعودية ودول الخليج كانت وستبقى أكبر من أن تهزّها الإساءات والحملات المغرضة». وأشار إلى أن «السعودية قدمت للبنان والدول العربية الخير والسلام والدعم الأخوي الصادق، وسواها قدم ويقدم مشاريع متطورة للحروب والنزاعات والهيمنة».
من جهة أخرى، أكد الحريري الاستمرار في الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، قائلاً: «لأن مصلحة بلدنا تعلو فوق كل اعتبار، فإننا نؤكد ضرورة مواصلة الحوار لحماية لبنان».

 
العدد ٢٥٥٣
 
 

ساعات قليلة على بداية الحرب على اليمن، كانت كافية لتكشف الكثير من أسرار بداياتها والتحضير لها.
هكذا بات معلوماً أن قرار الحرب اتخذ على ما يبدو في الأسبوع الأول من هذا الشهر. حين حفلت مواعيد الرياض في الأيام الأولى من آذار الحالي، بسلسلة من الشخصيات ذات السمة المشتركة: قيادات المحور السني في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي. ففي أجواء الاستمرار في زيارات التعارف والتهاني والتعازي للقيادة السعودية الجديدة، جاء إلى الرياض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 2 آذار. في اليوم التالي وصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان. في الرابع من الشهر نفسه جاء رئيس وزراء الباكستان نواز شريف. في نهاية الأسبوع السعودي الطويل جاء وزير الخارجية الأميركية، جون كيري. اكتملت السلسلة. أُقر الحلف والمحور والمعسكر. وبدأت على الأرجح التحضيرات؟

العدد ٢٥٥٣
 

تمكن «أنصار الله» من تحقيق المزيد من التقدم في عدن وفي محافظة أبين (أ ف ب)

بدا أمس وكأن الحوثيين يسعون الى استباق القمة العربية اليوم وغداً بتحركات ميدانية اشبه برسائل بالغة الدلالة الى القادة المجتمعين في شرم الشيخ. سيطرة على المزيد من المناطق جنوباً وتحريك لواء مدفعية في صعدة شمالاً باتجاه الحدود السعودية، غير آبهين للقصف الجوي الذي لم يحصد سوى ضحايا مدنيين، ولا بالحراك الدولي الذي يستهدف وضع اليمن تحت الفصل السابع

تمضي السعودية في مغامرتها غير المحسوبة على الساحة اليمنية. في اليوم الثاني لحملة «عاصفة الحزم» التي تقودها الرياض بمشاركة 9 دول أخرى، اتسعت رقعة العمليات العسكرية، متجاوزةً القواعد العسكرية والدفاعات الجوية إلى مؤسسات الدولة والبنى التحتية في صنعاء، في تركيزٍ واضح على ضرب قدرات الجيش الوطني. وتسير الحملة الجوية على وقع حراكٍ دبلوماسي مكثف، خصوصاً من قبل الجانبين السعودي والمصري اللذين يسعيان إلى حشد دعمٍ عربي للحملة العسكرية، ما قد يتبلور اليوم في اجتماع القمة العربية في شرم الشيخ، التي وصل إليها الرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي يوم أمس، للمشاركة بصفته «رئيساً شرعياً» لليمن، قبل أن يتلقى مجلس الأمن مشروعاً عربياً خاصاً باليمن، يطلب غطاءً دولياً للعدوان، تحت الفصل السابع.

العدد ٢٥٥٣
 
 

بدعمها للعملية العسكرية بقيادة السعودية في اليمن، تواجه الولايات المتحدة خطر تقويض جهودها الدبلوماسية مع ايران إضافة إلى التورط في نزاع طائفي إقليمي، وهو أمر لا يخفى على أحد. ومع أن المفاوضات حول الملف النووي الإيراني بلغت مرحلة حرجة، لم يتردّد الرئيس الأميركي باراك أوباما في دعم الغارات الجوية التي يشنّها تحالف إقليمي تقوده السعودية ضد الحوثيين، في وقت أكدت فيه باكستان استعدادها للدفاع عن أمن السعودية لكنها رفضت أي مشاركة في العدوان على اليمن.

العدد ٢٥٥٣
 

دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى التحلي بمواقف مسؤولة. ورداً على تصريحات أردوغان بشأن ما وصفه بـ«سعي إيران إلى توسيع نفوذها في المنطقة»، قال ظريف إن «إيران لديها علاقات دبلوماسية قوية مع تركيا وإنها تحترم هذه العلاقات»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا».
وأضاف ظريف، خلال وجوده في لوزان، أن «طهران تعمل في الوقت الحالي على إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة». ورأى أن «من يرتكب الأخطاء الاستراتيجية بسبب سياساته الضاربة في الخيال، ويتسبب بالضرر للمنطقة، عليه الآن التحلي بالمسؤولية في اتخاذ المواقف والعمل على التضامن الإقليمي والتهدئة». وأكد استعداد طهران «وبمساعدة دول المنطقة للعمل على حث كافة الأطراف اليمنية على الحوار، بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد، مع حفظ وحدته وسيادته».
(الأخبار)

 
العدد ٢٥٥٣
 

التاريخ تكفّل بإقناع السعودية بأن هزيمتها مؤكّدة في حال خوضها هذه الحرب منفردة (الأناضول)

لعل الصورة الأكثر وضوحاً للخطأ القاتل ذاك الذي ترتكبه السعودية حالياً في اليمن، حيث نجحت في توحيد أطياف الشعب ضد «الأمراء» الذين يرمونهم بالقنابل من عل، والهدف «تصفية حساب» تاريخي يتجاوز عمره ثمانية عقود

على عجل، وبناء على ما توفّر لدى المؤسستين العسكرية والاستخبارية وما «تيسّر» في الأيام الأخيرة قبل العدوان من معطيات حول مراكز حيوية للجيش اليمني وحركة «أنصار الله» قدّمها اللواء الفار علي محسن الأحمر الذي يقود غرفة عمليات مشتركة تحت القيادة العسكرية السعودية على الحدود المقابلة لليمن، معطيان رئيسيان دفعا القيادة السياسية السعودية إلى تعجيل قرار الحرب:

العدد ٢٥٥٣
 

اليمن هو أحد أفقر البلدان العربية حيث 55% من سكانه يعانون من العوز (الأخبار)

من دون تضخيم أو تفريغ بيانات شعبوية، يرى الخبراء أنّ تقزيم الأحلام التنموية في اليمن لكي تناسب مقوّماته المتواضعة هو الحلّ الملائم لتحليل الخيارات المتاحة أمامه. السؤال هو حول هذا التواضع الذي تترسّخ جذوره في تاريخ موبوء بالفساد، سوء الإدارة، المصالح الإقليمية، واليوم، صورايخ آل سعود

لم تكن ولادة اليمن الموحد عام 1990 الحدث الإقليمي السعيد الذي تتطلّع إليه الشعوب الشقيقة الأخرى. فهو تزامن مع حرب الخليج الثانية، وسرعان ما لحقته الحرب الاهلية. مع اجتياح الكويت عاد أكثر من مليون يمني يعيشون في بلدان الخليج المجاورة، وخسر اليمن تحويلات حيوية، كذلك ساهمت الحرب في تهديم بناه المؤسساتية والاقتصادية. إلا أنه، وللمفارقة، سجلت البلاد معدل نمو سنوي متوسط بلغ 5،5%، خلال التسعينيات. لا شكّ في أنّ تقديم معدل كهذا يحمل الكثير من الغش في ظلّ تعطّش الاقتصاد إلى أي مبادرة أو استثمار. غير أنه يبقى ذا دلالة تشرح الكثير ممّا حصل خلال الألفية الجديدة.

العدد ٢٥٥٣
 
 

القاهرة | لم يتجمع الفرقاء الإسلاميون في مصر على رأي واحد منذ «30 يونيو» 2013 كما تجمعوا على مساندة التدخل العسكري في اليمن ضد «أنصار الله»، معتبرين إياها حلقة مهمة في كسر «الهيمنة الإيرانية» على المنطقة.
باستثناء جماعة الإخوان المسلمين التي لم تعلن موقفاً واضحاً ومحدداً، فإن الطيف السياسي الإسلامي ــ بما في ذلك أنصار «الإخوان» وحلفاؤهم منذ عزل الرئيس محمد مرسي ــ بارك وساند أي تدخل مصري عسكري محتمل في اليمن، وبارك أيضاً الضربات التي وجّهتها الطائرات السعودية لـ«أنصار الله»، برغم اختلاف النيات والدوافع.

العدد ٢٥٥٣
 
تحركات مصرية وسعودية مكثفة تتابع لحشد دعم دبلوماسي لـ«عاصفة الحزم»، فيما تتجه الأنظار اليوم نحو افتتاح القمة العربية في شرم الشيخ واللقاء الهامشي الذي قد يجمع بين الرئيس المصري وأمير قطر برعاية سعودية

قادت مصر والسعودية يوم أمس خلال اللقاءات التحضيرية للقمة العربية التي تفتتح صباح اليوم في مدينة شرم الشيخ، جهوداً دبلوماسية مكثفة لإقناع الدول الأعضاء في الجامعة العربية بدعم العمليات العسكرية في اليمن، وذلك عبر وزيري الخارجية، سامح شكري، وسعود الفيصل، إضافة إلى مندوب الرياض لدى الجامعة العربية، السفير أحمد القطان.
وسعى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى أداء دور كبير في تغيير مواقف العراق وسلطنة عمان والجزائر من التحركات العسكرية العربية، فعقد عدة لقاءات مع نظرائه من الدول الثلاث، لإقناعهم بالعدول عن موقفهم، والحصول على موافقتهم بتأييد العمليات العسكرية.

العدد ٢٥٥٣
 
 

بدأ رؤساء وملوك وأمراء وممثلون عن حكام عرب بالتوافد إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة العربية التي تبدأ أعمالها اليوم السبت. وحتى مساء أمس، استقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مطار شرم الشيخ كلاً من الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي والرئيس الفلسطينى محمود عباس والرئيس العراقي فؤاد معصوم والرئيس الصومالى حسن شيخ محمود والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، كما استقبل ابراهيم محلب رئيس وزراء مصر كلا من رئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح والشيخ حمد بن محمد الشرقى حاكم إمارة الفجيرة الإماراتية ممثلا دولة الإمارات، وأسعد بن طارق آل سعيد ممثلا عن سلطنة عمان، ورئيس الوزراء الجزائرى عبد المالك السلال؛ فيما تعذر حضور الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وسلطان عمان قابوس بن سعيد «لأسباب صحية».

العدد ٢٥٥٣
 
 

القاهرة | دعم وتأييد، طبيعيان، لاقاهما قرار الإدارة السياسية في القاهرة للمشاركة في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من قبل أحزاب منضوية تحت عباءة العملية السياسية لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مواقف بررها أصحابها بضرورات الأمن القومي، أو حتى ذهاب البعض إلى حد التخوف من «المد الشيعي»، معلنين أن الأحداث المتسارعة في اليمن تدعو لتأييد قرارات السياسة المصرية.
وفي حديث إلى «الأخبار»، قال عضو الهيئة العليا في حزب «الوفد»، ياسر حسان، إن حزبه «يؤيد بالقطع عاصفة الحزم التي تشنها الدول العربية تجاه الإرهاب الحوثي باليمن»، واصفا «النظام الإيراني»، «الفارسي»، بأنه «بات شديد الخطورة على الدول العربية جميعها». واعتبر أنّ «سيطرتهم (إيران) على اليمن عبر الحوثيين تعني السيطرة على مضيق باب المندب، وهو ما قد ينذر بغلق قناة السويس». وأشار إلى أن «هذه المسألة تعد جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي، و(بالتالي) ضروري تدخل مصر».

العدد ٢٥٥٣
 
 

لم تشارك سلطنة عُمان في العدوان الذي تشنّه السعودية مع 9 دول خليجية وعربية وإسلامية على اليمن. تمايُز عمان عن دول الخليج في التعاطي مع الملفات الدولية يثير تساؤلاتٍ حول السياسة التي تتبعها السلطنة، من دون أن تؤثر في عضويتها في مجلس التعاون الخليجي.
خلال الأزمة اليمنية الداخلية التي سبقت العمليات العسكرية الدولية، لعبت مسقط دور الوسيط بين القوى اليمنية، لا سيما بعد استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي ثم فراره إلى عدن وتفاقم النزاع، قبل أن تستقبله مسقط قبيل توجهه إلى السعودية.

العدد ٢٥٥٣
لَقِّم المحتوى
اجمالي القراءات 3728