ذكرت وكالة "الأسوشيتد برس" الأمريكية أن القطع البحرية المصرية والسعودية أصبحت بالفعل بالقرب من مضيق باب المندب, لتأمين مرور الملاحة البحرية في هذا الممر الاستراتيجي. ونقلت الوكالة عن عسكريين مصريين, لم تسمهم, قولهم :"إن سفنا حربية تابعة للبحرية السعودية والمصرية انتشرت أمام مضيق باب المندب". وتابعت الوكالة أن أن هذه القطع, بينها مدمرتان وسفينتان, مشيرة إلى أن تأمين مرور الملاحة البحرية هو الأولوية القصوى لمصر في الصراع باليمن, لأن باب المندب هو مدخل البحر الأحمر, الذي يقود إلى قناة السويس. وأضافت الوكالة " بالنسبة للسعودية, فإن هدفها الرئيس هو دحر الحوثيين الشيعة, المدعومين إيرانيا, وإعادة الحكومة الشرعية في البلاد". وسيطر مسلحو جماعة الحوثي بمساندة قوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح على منطقة "باب المندب"، المطلة على شواطئ مضيق باب المندب الاستراتيجي، وسط مخاوف متصاعدة من سعي الحوثيين للسيطرة على جزيرة "ميون" الواقعة على مدخل المضيق. وميون منفذ بحري استراتيجي، ومن يحكم السيطرة عليه يسهل عليه التحكم في مضيق باب المندب، الذي يتمتع بأهمية استراتيجية بالنسبة مصر، إضافة إلى الدول الكبرى لكونه يعد بوابة البحر الأحمر والمدخل الجنوبي لقناة السويس. ويرى مراقبون أن حصار الحوثيين لعدن في 25 مارس، لم يترك خيارًا أمام مصر, التي ترى في سيطرتهم على هذه المدينة الساحلية, تهديدًا لحركة الملاحة البحرية في مضيق باب المندب الرابط بين البحر الأحمر وخليج عدن، ما يعني بالتبعية تهديدًا لحركة الملاحة في قناة السويس, التي تمثل واحدًا من أهم روافد الدخل الأساسية التي تعتمد عليها مصر. وكانت اللجان الشعبية في عدن قالت في ساعة متأخرة من مساء الجمعة الموافق 27 مارس إن البحرية المصرية دمرت رتلا عسكريا تابعا للرئيس المخلوع صالح وجماعة الحوثي، كان متجها من مدينة الحديدة (غرب) إلى مدينة عدن (جنوب)، تم استهدافه في الخط الساحلي الذي يمر عبر طريق المخا وباب المندب. وجاءت هذه التصريحات بعد أنباء عن وصول أربع زوارق بحرية حربية تابعة لقوات البحرية المصرية إلى مضيق باب المندب, استعدادا للمشاركة في العملية العسكرية "عاصفة الحزم" ضد مليشيات الحوثيين باليمن، بالإضافة إلى تأمين عملية الملاحة في المضيق. وقال المدير العام لمديرية المضاربة ورأس العارة الواقعة في شواطئ مديرية باب المندب علي المحولي إن الحوثيين سيطروا سيطرة كاملة على منطقة باب المندب الاستراتيجية دون مقاومة، وبمساندة من قوات الجيش في اللواء 17 مشاة المرابط فيها والموالي للرئيس المخلوع صالح. وأضاف لـ"الجزيرة" أن مسلحي الحوثيين عززوا من وجودهم وانتشارهم الأمني في مديرية "ذوباب"، أقرب منطقة ساحلية مطلة على مضيق باب المندب، بعد ساعات من وصول مئات المسلحين من مدينة المخا, التي سيطر الحوثيون على مينائها في 27 مارس . وأشار المحولي إلى أن عشرات الأسر بدأت عمليات نزوح واسعة من منطقة باب المندب, بعد تصاعد المخاوف من إمكانية تعرض مناطقهم, التي يتمركز فيها الحوثيون لعمليات قصف من قبل قوات التحالف العربي، في ظل وصول زوارق حربية إلى وسط المضيق، يعتقد أنها تابعة لقوات التحالف. وأوضح أن هذه المخاوف تأتي بعد تحليق طائرات حربية فوق الشريط الساحلي للمضيق وإطلاقها قنابل ضوئية لاستكشاف المنطقة، وبعد تحذير المتحدث باسم عملية عاصفة الحزم العميد ركن أحمد عسيري المدنيين من الاقتراب من المناطق التي تتحصن فيها الميليشيات الحوثية. وأعرب المحولي عن مخاوف كبيرة لدى سكان المنطقة أيضا من إقدام الحوثيين على إغلاق المضيق المائي, وتحويل منطقتهم إلى ساحة صراع إقليمي.