الملك سلمان يعد بمواصلة عاصفة الحزم في اليمن

في السبت ٢٨ - مارس - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 
الملك سلمان يعد بمواصلة عاصفة الحزم في اليمن
العاهل السعودي يشدد على أن العدوان الحوثي في اليمن والانقلاب على الشرعية يشكلان تهديدا كبيرا لأمن المنطقة العربية.
العرب  [نُشر في 28/03/2015]
 
مشاركة العاهل السعودي تعد رسالة قوية للتأكيد على التنسيق المستمر بين القاهرة والرياض
 
شرم الشيخ (مصر)- أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية ان عملية "عاصفة الحزم" سوف تتواصل الى ان تتحقق اهداف الشعب اليمني في الحياة والامن والاستقرار.

وقال الملك سلمان ، في كلمته امام القمة العربية في شرم الشيخ السبت، أن دول الخليج استجابت لدعوة الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى للتدخل في مواجهة ميليشيات الحوثي المدعومة اقليميا ، والتي رفضت التحذيرات وهددت امن المنطقة والسلام الدولى.

واشار الى ان واقع سفك الدماء الذى تشهده الامة العربية ناجم عن التدخل السافر في شؤونها ، مشيرا الى ان الواقع العربي المؤلم ما هو الا نتيجة للإرهاب والطائفية.

واضاف ان تدخل قوى اقليمية في شؤون الامة العربية افرز واقعا عربيا مؤلما.

ووعد العاهل السعودي الذي تقود بلاده عملية عسكرية على رأس تحالف عربي ضد المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، بان يستمر هذا التدخل "حتى عودة الامن والاستقرار" الى البلاد واصفا التحركات الحوثية في اليمن بأنها "انقلاب على السلطة الشرعية واحتلال للعاصمة صنعاء".

وكان الملك سلمان بن عبدالعزيز عاهل المملكة العربية السعودية قد وصل إلى مدينة شرم الشيخ للمشاركة في مؤتمر القمة العربية التي تستضيفها مصر وتبدأ اعمالها السبت .

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مقدمة مستقبلي العاهل السعودي.

وتأتي مشاركة الملك سلمان بن عبد العزيز لأول مرة بعد توليه مقاليد الحكم في بلاده بعد رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليعطيها الصفة القوية لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه خاصة بالنسبة للوضع في اليمن، بالإضافة إلى أن المشاركة السعودية للملك سلمان تبعث برسالة قوية بأن التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية يجب التصدي لها في أسرع وقت.

وقالت مصادر سعودية مطلعة أن مستوى التمثيل السعودي للمشاركة في القمة العربية التي يراسها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي -المتمثلة بالملك سلمان بن عبدالعزيز- رسالة قوية وهى التأكيد على التنسيق المستمر بين القاهرة والرياض، خاصة في القرارات التي ستخرج في الدورة الحالية التي ترأسها مصر.

ووفق الموقع الرسمي للتلفزيون الحكومي المصري من المقرر أن يشارك 14 رئيسا وملكا وأميرا في قمة شرم الشيخ من إجمالى زعماء وقادة 21 دولة عربية، بينما يبقى مقعد سوريا في الجامعة شاغرا بموجب قرار مجلس الجامعة بتعليق مشاركتها فى الاجتماعات على خلفية الصراع الدائر بها منذ عام 2011.

وتفتتح في مدينة شرم الشيخ المصرية السبت قمة عربية تهيمن عليها مسألة انشاء قوة عربية مشتركة بينما يبدو التدخل العسكري لتحالف عربي في اليمن ضد حركة تمرد شيعية اقرب الى "اختبار" لهذا المشروع.

ومنذ اسابيع، يدعو الرئيس المصري بالحاح الى تشكيل هذه القوة العربية المشتركة للتصدي للجماعات "الارهابية" وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية الذي يرتكب الفظائع في سوريا والعراق ويحقق تقدما على الارض في ليبيا وشبه جزيرة سيناء المصرية.

ولكن ابعد من الجماعة الاسلامية السنية المتطرفة، يبدو ان الخشية من توسيع الخصم الايراني الشيعي نفوذه في المنطقة يمكن ان تدفع الدول العربية على تجاوز خلافاتها واقرار انشاء قوة عسكرية مشتركة في شرم الشيخ.

وكان تحالف عربي بقيادة الرياض يضم خصوصا خمس دول خليجية ومصر شن الخميس غارات جوية على اليمن لوقف تقدم الحوثيين المدعومين من ايران الذين يحاولون الاستيلاء على السلطة.

ووصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الجمعة الى مصر للمشاركة في القمة التي تستغرق يومين.

ومنذ الجمعة انتشرت دوريات للشرطة والجيش في الشوارع بينما تحلق طائرة عسكرية فوق منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر، كما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.

 
وزراء الخارجية العرب وافقوا على مبدأ مهم لتشكيل قوة عربية
 

ويتضمن جدول اعمال القمة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني وتقدم تنظيم الدولة الاسلامية، لكن مما لا شك فيه هو ان المناقشات ستتركز على انشاء قوة عربية مشتركة قالت الجامعة العربية ان الحاجة اليها "ملحة".

ويفترض ان يقر القادة المشاركون في القمة مشروع قرار مصري وافق عليه وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماع تحضيري الخميس.

واعلن الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي مساء الخميس ان وزراء الخارجية "وافقوا على مبدأ مهم لتشكيل القوة" واصفا القرار بانه "تاريخي". واضاف "انها المرة الاولى التي يتم فيها تشكيل قوة تعمل باسم الدول العربية".

ويقضي النص بان القوة التي تضم وحدات من الدول الاعضاء ستكلف تنفيذ "عمليات للتدخل العسكري السريع" للتصدي للتهديدات الامنية التي تواجهها الدول العربية.

وتبدو مصر التي تملك اكبر جيش عددا ومن بين الافضل تجهيزا في العالم العربي، رأس حربة هذه القوة بينما تشارك قواتها الجوية والبحرية في العملية في اليمن.

واكدت الحكومة المصرية انها مستعدة لارسال قوات برية اذا احتاج الامر.

وقال ماتيو غيدير استاذ العلوم الجيوسياسية العربية في جامعة تولوز في فرنسا ان العملية في اليمن تشكل "ضربة اختبارية لقوة التدخل السريع العربية المقبلة".

واضاف ان "هذه العملية تعطي فكرة عن ملامح هذه القوة"، قبل ان يوضح ان "بعض الدول مثل مصر او الاردن" يمكن ان تقدم بعد ذلك "قوات عامة (مدفعية) او خاصة (وحدات خاصة)".

لكن الخلافات في وجهات النظر بين الدول الاعضاء في الجامعة العربية يمكن ان تبطىء العملية.

وقال دبلوماسي يمني طالبا عدم كشف هويته انه "من المهم ان يكون لهذه القوة اهداف محددة وخطة وبرنامج واضحين".

ويرى عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية انه اذا كانت اولوية السعودية هي "مواجهة النفوذ المتزايد لايران في المنطقة"، فان مصر والاردن "يريدان مكافحة الارهاب".

وفي الواقع ما يثير قلق مصر فعليا هو توسع تنظيم الدولة الاسلامية في شرق ليبيا بينما تكافح القاهرة فرعه المصري في سيناء.

وكان السيسي القائد السابق للجيش المصري الذي انتخب رئيسا بعد عزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي في 2013، ارسل في فبراير طائرات حربية مصرية لقصف مواقع "الدولة الاسلامية" في ليبيا انتقاما لاعدام التنظيم مصريين اقباط بقطع رؤوسهم.

وقال غيدير "حاليا، يأتي الدولة الاسلامية في المرتبة الثانية في مواجهة تهديد اتساع السلطة الشيعية في اليمن الذي يمكن ان يغير بعمق الوضع الجيوسياسي للمنطقة".

اجمالي القراءات 3370