قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن تطوير الخطاب الديني لا يعني المساس بثوابت الإسلام، مشددًا على أنه "لا يصح أن يتطور الخطاب الديني وفي نفس الوقت الخطاب السياسي والخطاب الإعلامي والفني كما هو". وردًا على سؤال لإذاعة القرآن الكريم حول رؤيته للغة الخطاب الديني في الإذاعة التي تحتفل بالذكرى الـ 51 لتأسيسها، القران الكريم، أكد الطيب أن "الإذاعة نجحت في أن تُوصِل صوت الإسلام من خلال تقديم تلاوة القرآن الكريم بكل القراءات المعتمدة المتواترة للكتاب العزيز، وكذلك من خلال ما تُقدِّمه من شرح وتفسير، بالإضافة إلى الكلمات واللقاءات الإسلامية والأمسيات الدينية المختلفة". وأشار إلى أن "الخطاب الديني لا يُطوَّر في مضمونه، ولكن يُطوَّر في أساليب العرض وتقديم، أو تأخير الأهم على المهم"، معتبرًا أن مضمون الخطاب الديني في التعامل مع القرآن الكريم والسنة النبوية وما أجمعت عليه الأمة لا تطوير فيه؛ ذلك لأنها بمثابة ثوابت مطلوب من المسلمين المحافظة عليها. وأوضح الطيب أن "هناك مجالات أخرى للتطوير مثل مجال الاجتهاد لمن تتوفر فيهم أهلية الاجتهاد"، واصفًا إياه بـ "الضامن الأكبر لتطوير أي خطاب أو أسلوب ديني". وقال إنه ليس صحيحًا أنه تم إغلاق باب الاجتهاد، إنما هو مغلق على غير أهله، لافتًا إلى أنه "لا يصح أن يتطور الخطاب الديني وفي نفس الوقت الخطاب السياسي والخطاب الإعلامي والفني كما هو". وخلال حديثه، قال شيخ الأزهر، إن "إطلاق إذاعة القرآن الكريم مثل حدثًا جليلاً ومرحلة جديدة في تاريخ القرآن الكريم سماعًا وتلاوةً وعرضًا، خاصةً وأن إنشاءها جاء بعد أن تسرَّب في مصر مصحف مغلوط، حيث قرَّر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر أن تنطلق إذاعة تحفظ القرآن الكريم وتذيعه على الناس كما نزل". وأضاف: "إذاعة القرآن الكريم لعبت دورًا تاريخيًّا في الحفاظ على القرآن الكريم مُسجَّلاً ومسموعًا في السطور والصدور، وهو دور لا يقل شأنًا عمَّا تم في عهد النبي، وبهذا أغلق الباب للأبد أمام المحاولات الشيطانية لأعداء الإسلام والمسلمين من أجل تحريف كتابهم، يقول تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9]". وفي نهاية حديثه، تقدم شيخ الأزهر بالتهنئة لإذاعة القرآن الكريم، متمنيًا لها مزيدًا من التقدم والنهوض في خدمة كتاب الله - عز وجل - مطالبًا جميع العاملين بالإذاعة وتلاميذها ومُريديها أن يُطوِّروا في الأطر التي توضع فيها البرامج، وأن يكون هناك برامج تجمع بين العُمق وروح الحداثة والمعاصرة.