بسم الله الرحمان الرحيم.
السلام عليكم.
في البداية أشكر الأستاذ فوزي فراج على طريقته الجميلة لفهم القرآن الكريم في سلسلته ( تساؤلات من القرآن لأهل القرآن ) ة قد استحسنت فكرته لأنها تدعو جميع عقول أهل القرآن للتدبر و الإجابة على كل ما استعصى على السائل فهمه. لن تكون مقالتي مجموعة تساؤلات و لكنها مجرد سؤال واحد و الله وحده المعين على تتبع خطوات الحق المبين.
- يقول الله تعالى في سورة الذاريات ( وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَ¤َٱلإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) ). ففهمنا من تلك الآيتان أن الله تعالى اختصّ فئتين معينتين من خلقه هما الإنس و الجن بنوع واحد من التكليف و اتباع الرسالات السماوية كما قال الله تعالى في سورة الأحقاف ( وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوۤاْ أَنصِتُواْ فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوْاْ إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (29) قَالُواْ يٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَـٰباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِىۤ إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ (30) ) و في سورة الجن أيضا ( قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوۤاْ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانَاً عَجَباً * يَهْدِىۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَـئَامَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً * وَأَنَّهُ تَعَـٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَـٰحِبَةً وَلاَ وَلَداً ).
و لكن لما نلاحظ الآيات المتحدثة عن العبادات و ضرب الأمثال نجدها ترد دائما في شكل حوار أو خطاب للفظ البشر و أعطي أمثلة على ذلك
يقول الله تعالى في سورة البقرة ( شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) )
يقول الله تعالى في سورة آل عمران ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّـنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ (97) ) الخطاب هنا مقصور على الناس فقط.
يقول الله تعالى في سورة الحشر ( لَوْ أَنزَلْنَا هَـٰذَا ٱلْقُرْءَانَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَـٰشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ وَتِلْكَ ٱلأَْمْثَـٰلُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون (21) ) فحسب فهمي الآيات التي ضربها الله تعالى في قرآنه الكريم كانت موجهة للناس و لم يذكر فيها الجن.
أخيرا و ليس آخرا يقول الله تعالى متحدثا عن حاجة عباده إليه و حاثا إياهم على التقوى ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ – فاطر -21 ).
و الذي لم أفهمه هل أن عبادة الجن تخنلف عن عبادة الإنس لأن العبادة في القرآن الكريم كانت موجهة للإنس فقط أم أن عبادة الجن تدخل في سياق قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَْرْضِ وَٱلطَّيْرُ صَآفَّـٰتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ – النور -41 ).
و أرجو من الإخوة الأفاضل أن يعينوني بتدبر القرآن الكريم لتعليمي ما لم أعلم فلعل هنالك آيات بينات تجيب عن تساؤلي و لم أنتبه إليها جيدا لقصر فهمي و لكم مني كل التحيات.