الخلية الجذعية فى زمن بول الإبل...
مقاله مذهله ..للدكتور خالد منتصر :

عثمان محمد علي في الجمعة ٢٥ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

إخوانى الكرام .لفت نظرى الدكتور - حسن عمر -إلى مقالة ممتازه للدكتور خالد منتصر  .عن الخلايا الجذعية فى زمن بول الإبل  المنشوره على موقع (إيلاف ).يتحدث فيها عن الفارق بين (اصحاب كتب بول الإبل وبين اصحاب معامل الفضاء العلمى المتمدد ) فى مقارنة بينهم فى مجال واحد فقط وهو المجال الطبى بل فى تخصص واحد فقط ضمن تخصصات الطب المتعدده .(فقررت ان أستاذنه وتركت له رسالة عبر بريده الإلكترونى  ونظرا لما بينى وبينه من صداقه ومعرفة وعوامل مشتر≻ركه فى مكافحة الظلاميين وتجار بول الإبل ما جعلنى اعلم من انه لن يعارض فى نشرهها  فنشرتها قبل ان اتلقى رده على رسالتى ) واشير لموقع إيلاف وانشرهها لكى نستفيد منها جميعا . واترككم مع المقاله الجميله  للدكتور خالد منتصر ::

 

الخلية الجذعية فى زمن بول الإبل...

GMT 18:00:00 2008 الخميس 24 أبريل



خالد منتصر

.... والبردقوش وحبة البركة

[سيدة خلايا الجسد.. الخلية السحرية.. الخلية الأمل.. كل هذه أسماء وأوصاف مختلفة للخلية الجذعية التى تعد الآن مستقبل الطب والعلاج فى العالم، والأمل المبشر لعلاج كثير من الأمراض المستعصية التى مازالت تشكل تحدياً للعلم حتى الآن، نستطيع أن نقول بكل إطمئنان أن العالم مقبل على عصر العلاج بالخلية الجذعية، وأن تاريخ الطب سينقسم إلى مرحلتين، مرحلة ماقبل الخلية الجذعية، ومرحلة مابعد الخلية الجذعية، وهذا ماجعل دول العالم المهتمة بالبحث العلمى توجه إستثمارات وتضخ أموالاً هائلة لدعم أبحاث الخلية الجذعية، لدرجة أن الولايات المتحدة وحدها أنفقت حتى الان عشرة مليارات من الدولارات، والمدهش أن كوريا الجنوبية صرفت أضعاف هذا المبلغ الأمريكى،وبالطبع لم يذكر عنوان أو إسم أى دولة عربية من المحيط إلى الخليج، فالدول العربية مازالت تعيش فى نعيم أبحاث بول الإبل والحجامة والعلاج بالبردقوش وحبة البركة، ومازال أطباء مصر وفى مقدمتهم أطباء الكبد يبحثون عن دعم لأبحاث الخلية الجذعية ولكن لاحياة لمن تنادى، فالبحث العلمى فى مصر يعامل معاملة الجمل الأجرب وهو رجس من عمل الشيطان علينا إجتنابه.

[هل ستختفى الأدوية من قائمة العلاج ويحل محلها العلاج بالخلايا الجذعية؟، هل إقترب يوم الإنتصار على السرطان وجلطة القلب والأمراض الوراثية وفيروس الكبد الوبائى والأزهايمر....الخ؟، هل ستتغير فلسفة العلاج؟، هل سنودع الشيخوخة؟، أسئلة كثيرة تفرض نفسها على معامل الأبحاث فى العالم، والمهم أن العلماء متفائلون لأن العلم متفائل بطبعه، لايدعى العلماء أنهم سحرة، ولكنهم يؤكدون أن منهجهم العلمى فى التفكير هو منقذ البشرية.

[ليس غرضى من هذا المقال هو تقديم دراسة مرجعية عن الخلايا الجذعية، فمن يريد قراءة التفاصيل العلمية المعقدة عليه بالكتب العلمية وآخرها كتاب د.خالد الزعيرى فى سلسلة عالم المعرفة، ولكنى أريد فتح نافذة للإطلالة على طريقة تفكير مختلفة لبشر يملكون نفس مادة أمخاخنا ولكنهم لايملكون نفس العنكبوت الذى يعشش فيها، فنحن نقول مثلاً وهم يقولون أيضاً العلاج بالعودة إلى الطبيعة،ولكن معناها عندنا بعيد تماماً عن معناها عندهم وشتان مابين المعنيين، فنحن نقصد بالعودة إلى الطبيعة العلاج بالأعشاب واللجوء إلى العطار وتدوين كل مايقوله نصابو ودجالو فضائيات الخرافة عن علاجات الأعشاب الوهمية والطب البديل،معناها عندنا هو كراهية العلم وإعتباره للأسف عدو معتقداتنا الدينية، أما معناها عندهم فى العقل الغربى فهو العلاج منك فيك بالخلية الجذعية، فهى خلية منك تغرس فيك وتعاد برمجتها لتتلافى خللاً ما فى فسيولوجية جسدك، هذا هو طبهم البديل، أو بالأصح طبهم المستقبلى.

[هل تعرف عزيزى القارئ ماهو تعريف الأمية الجديد؟، إن الرجل الأمى الآن ليس هو الذى يجهل القراءة والكتابة!،فهذا أصبح شئ فى متحف التاريخ وحفريات الجيولوجيا، وليس أيضاً الذى يجهل الكمبيوتر، ولكن الأمى الآن هو الذى يجهل ماهو ال D.N.A!!!، المادة الوراثية وشفرة الحياة وأبجدية الوجود والذى ينتج منه الجسد شرائط بطول 450 مليون كيلو متر يومياً أى بمقدار المسافة بيننا وبين الشمس!!، هذا هو معنى الجهل الجديد،وأعتقد أننا نعيش فيه إلى نخاع النخاع وبإمتياز مع مرتبة الشرف، وسنظل نعيش فيه مخلدون إلى يوم القيامة،طالما نفرد فى إعلامنا العظيم ساعات وساعات لبرامج الفتاوى وبكائيات الدعاة الجدد، وإستضافات الهلس لأرباع النجوم، وطالما تحتل أخبار عصام الحضرى مانشيتات جرائدنا وساعات إرسالنا وتستنزف مناقشاتنا، طالما عشنا فى هذه الأوهام وتنفسنا تلك المخدرات فسيظل منتهى أملنا أن نظل فى مكاننا.

[أجسامنا فيها 220 نوع من الخلايا، وعدد الخلايا الإجمالى مائة تريليون خلية، يعنى مائة وأمامها 12 صفر!، ببساطة نحن نعتقد إن كل خلية متخصصة من خلايانا ليس بداخلها صفات الخلايا الأخرى، وهذا إعتقاد خاطئ، وسأحاول التبسيط وأتمنى ألا يكون تبسيطاً مخلاً، كل خلية فيها كل أسرار الخلايا ولكنها لاتتكلم إلا بلغة تخصصها فقط، وباقى الشفرات واللغات فهى خرساء عن أن تتحدث بها، فخلية الكبد مثلاً بها داخل نواتها برامج تشغيل البنكرياس مثلاً ولكن هذه البرامج مغلقة، بمعنى آخر هناك لاقط أو طبق دش أو إيريال على الخلية، فإذا كانت خلية كبد مثلاً وجاء من يريد الإنسولين، فإن الإيريال المستقبل على خلية الكبد يرفض ويقول الإشارة ماتخصنيش ومش بتاعتى ومش حالقطها وأفتح لك فكل ماهو مختلف عن طبيعة وظيفتى كخلية كبد مغلق ومشفر مثل قنوات الشوتايم والإيه أر تى المشفرة!!، وهذا هو مايشرح لنا كيف إستنسخ العلماء من خلية ثدى نعجة كاملة، فالإنجاز الحقيقى كان فى فك الشفرات وحل الفرامل والمكابح التى أغلقت باقى الوظائف الأخرى للخلية،فترعرعت وإنقسمت وتفرعت إلى خلايا أخرى غير خلية الثدى الأساسية.

[الخلية الجذعية هى خلية تتميز ببرنامجها الوراثى المدهش المفكوك فيه كل هذه الشفرات والتى تستطيع أن تنقسم إلى أى خلية نحن نريدها، ومن الممكن أخذها من أماكن كثيرة من بينها نخاع العظام والحبل السرى الذى كنا نلقى به فى سلة القمامة!،إنها ثورة لأنها خلية قادرة على تجديد نفسها وبذلك مضمون وجودها داخل الجسم إلى الأبد، وبالطبع ليس الموضوع بهذه البساطة، فكيف نأخذ الخلية الجذعية ومتى؟، وماهى المعوقات التى تواجهنا وكيف لايلفظها الجسم؟، وماهى طريقة غرس الجين فى المكان المناسب؟...الخ، ولكن العلماء بدأوا أولى خطوات الدرب الطويل،ولكن المهم أنهم قد بدأوا ولم يجلسوا فى الظل مخدرين بالكسل مثل مجتمعاتنا العربية التى تكتفى بالندب على الماضى وتأنيب الغرب على أنهم سرقوا الإنجازات والإعجازات العلمية من كتبنا وإستفادوا بها، وهذه هى بعض الإنجازات المبشرة فى مجال العلاج بالخلايا الجذعية :

• حقن د.اورليك الخلايا الجذعية فى جدار بطين قلب تالف وقد حدث إحلال ل 68% من عضلة القلب بعضلة سليمة فى تسعة أيام.
• طور د.لويس دوواى عبر الخلايا الجذعية طريقة لإنتاج كرات الدم الحمراء فى المعمل.

• قام د. رون ماكاى بتحويل الخلايا الجذعية الجنينية إلى خلايا تفرز الإنسولين لعلاج مرض السكر ولكن مازالت كمياته غير كافية لضبط السكر.

• حقن د.جون جيرهارت خلايا جذعية فى السائل المحيط بالحبل الشوكى لفئران مشلولة بفيروس، وبعد ثلاثة أشهر كانت هذه الفئران قادرة على الحركة.

• تمكن علماء روس فى مارس 2005 من علاج تلف الشبكية فى الأرانب كانوا قد أحدثوه بالليزر مما مكن الأرانب من الرؤية وذلك بزراعة خلايا جذعية جنينية فى الأنسجة التالفة، ونفس الشئ فعله كوريون جنوبيون ولكن بخلايا جذعية من الحبل السرى.

• تمكن الباحثون فى كلية طب هارفارد من حقن خلايا جذعية عصبونية معدلة وراثياً بالإضافة إلى مادة غير سامة فى فأر مصاب بسرطان المخ، ووجدوا أن حجم الورم قد إنخفض بنسبة 80%، وكان التفسير أن هجرة الخلية الجذعية إلى مكان الورم قد حولت المادة غير السامة إلى سامة ولكن لخلايا الورم السرطانى فقط.

• إستطاع الباحث هانز سكولر أن يحصل على بويضة من خلايا جذعية جنينية لفأر، وهذا فتح الباب لمناقشات محتدمة حول إمكانية ترك الزواج مادام الرجل قادراً على إنتاج البويضة التى كانت تنفرد بها الأنثى!!.

• بعد زرع خلايا جذعية فى بازل بسويسرا لمريض سرطان نخاعى حدث بعد 40 يوماً نمواً فى شعره الأصلع.

• إكتشف سونجتاو شى فى المعهد الصحى للولايات المتحدة أن ضرس العقل والأسنان اللبنية هى كنز جيد للخلايا الجذعية ولايصح أن نلقى بها فى عرض الطريق ولابد من إستغلالها فى بنوك للخلايا الجذعية.

• نجح الباحث الإيطالى أباتيستا فى إستخدام الخلية الجذعية المستخلصة من نقى العظام فى علاج إنسداد الحالب.

[نحن على أبواب ثورة طبية حقيقية، والمهم أين نحن من هذه الثورة؟، كنا فى الماضى نجرى فى التراك مع الغرب فى السباق؟، ثم خرجنا من التراك ومارسنا الجرى
وحدنا، ثم خرجنا من الملعب نفسه وجلسنا فى مدرجات المتفرجين، ثم أصبح حالنا الآن بعد طردنا من مقاعد المتفرجين مثل الواقفين على بوابة الإستاد فى الخارج نسمع هتافات المدرجات فنعرف أن هناك هدفاً قد أحرزه علماء الغرب، فنقول بالتبعيه..........هيه...جووووون!!
.
 
 
 

 

اجمالي القراءات 33265