السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجزء الثاني من سلسلة الإيمان من وجهة نظري
مقدمة لابد منها
ماهو اللإيمان ؟؟؟
إن الجذر الثلاثي لكلمة إيمان هو ( أمن ) والأمن يعني الطمئنينة والراحة والأمان بمن يحميك ويرعاك ويحرسك من كل شر لأن الخوف هو طبيعتك البشرية التي وجدت عليها . وعليه فإنني أريد من الذي يحميني أن أكون - أنابالنسبة له - بالدرجة الأولى عنده لتطمئن له روحي ونفسي الخائفة دوما .
إذا فإن الإ&iacAring;يمان يكون مع من أتمنه على نفسي بإيماني به عن يقين , وهذا اليقين يأتي عندما تدركه كل حاوسي البشرية التي تشرح لي بالتفصيل كل ماهو حولي من ظواهر .
وعليه :
هل يحميني مالي ويمنحني الخلود ؟؟؟ أم ربما هو صديقي ؟؟؟؟ ولعله هو إبني ؟؟؟؟ أو أمي وأبي ؟؟؟؟ أو ربما جميعهم مجتمعين لأنجو مما أنا فيه ؟؟؟؟
لا أدري ....... فقد جربت كل هذا ومع ذالك لم أصل للإيمان بمعنى الإطئمنان واليقين .
ولاكنني لم أجرب بعد معنى كلمت الحبيب !!!! فهل يكون الحل عندها ؟؟؟؟
لا أدري ............ فالنجرب هذا سوية إخوتي الكرام ......
الإيمان بملائكته
بما أننا متفقون حول شريحي لمعنى الإيمان من أنه هو ( الأمن والأمان والإطمئنان بالدرجة الأولى ) فإنني أقول بأنني ولكي أطمئن للملاكة وأؤمن بها لابد لي أولا من أن يكون لي عنها بعض الخبر .
والخبر هنا يقول بأن الملائكة مخلوقات نورانية لاترى بالعيين المجردة وإنما ترى بعين الحكمة وبمشيئة الله .
وقد يقول البعض عنها بأنها مخلوقات أرفع شأن من الإنسان لإقترابها من الرحمان , على حين يقول البعض الأخر بأنها ليست موضوع ناقش وحوار هنا بأفضلية كانت أم العكس من هذا لأنها مخلوقات قد وجدت لتطيع الأوامر دون معصية (( يفعلون مايؤمرون ولايعصون لله أمرا )) .
وقد يكون قولهم هذا فيه شيئ من الصحة لأن إسم ملاك لو رددته لفعله الثلاثي لأصبح ( م ل ك ) أي مملوك من ضمن ممتلكات لله سبحانه وتعالى وليس له من أمره شيئ سوى الطاعة .
كما أملك أنا جهاز الحاسوب خاصتي والذي يحمل ضمنه الكثير من المعلومات المخزنة على قرصه الصلب والذي قد يظنه الجاهل من العصور الغابرة إذا ماسنحت له الفرصة ورأه من أنه عالما بخفايا الأمور لما يحمله معه من علم ضمن طياته كان قد خزن على ذاكرته مسبقا .
وسبب إعتقادي هنا بأن هذا الرأي هو الصحيح والأقرب للصواب هو إستغرابي الشديد الذي صادفني وأنا أتعمق بكتاب الله سبحانه وتعالى في موضوع السجود الأدم عليه السلام عندما أمرهم الله سبحانه وتعالى بأمر السجود مع العلم بأنهم منزهون عن الخطيئة على حين أن أدم عليه السلام كان خاطئ على إعتبارما سيكون منه لاحقا - أو بما نعتقده به نحن - من خطيئة قد فسرت بغير معناها .
ووجه إستغرابي هذا لم يكن من الملائكة التي أعلم بأنها مخلوقات مأمورة تفعل مايطلب منها وحسب , وإنما كان من الله سبحانه وتعالى والذي ذلل الملائكة لأدم بسجودها له مع علمي بأنه يعلم الغيب ويعلم ماسيكون من أدم ونسله من قتل وتخريب وإفساد في الأرض ناهيك عن أن المخلوقين – الملائكة والإنسان – هم من خلق الله سبحانه وتعالى .
الأمر الذي جعلني أدير الموضوع برمته على نفسي وأتفكر فيه متسائلا بقولي من أنه لو كان لي ولدان من صلبي ليكون أحدهما مطيع طاعة عمياء لي بحيث لايعصي أمرا من أوامري على حين أن الأخر عاص ولا يمتثل لكل أوامري ويفعل مايحلوا له ووفق مشيئته ...
فهل من العدل إذا ماكنت عادلا أن أجعل المطيع يتذلل للعاص بالخضوع والطاعة له ؟؟؟ بالطبع لا .
ولكي أفهم ماكان من الله سبحانه وتعالى كان لابد لي من العودة إلى مثل حاسوبي كي أرى ماكان منه تبارك وتعالى بالعقل والحكمة .
فحاسوبي الشخصي الذي أستخدمه في تخزين أموري ليس بإبن لي وإن كان من ممتلكاتي العزيزة على قلبي - لما فيه من معلومات خزنتها بيدي - أي أنه ليس بأحب إلى قلبي من إبني الذي هوا مني والذي أريد له أن يملك العلم كله من علمي الذي أعلمه مما يدفعني لأجعل حاسوبي في خدمته .
وعليه :
فهل توافقني الرأي هنا من أن الملائكة مخلوقات - أومصنوعات - ذكية غير أنها لاتملك الإرادة بحيث تكون بالنسبة لله سبحانه وتعالى كما هو حاسوبي الشخصي بالنسبة لي ؟؟؟
أرى بأن البعض قد يقول لي هنا بأن الملائكة مخلوقات مفكرة وليست مجرد خازنة للمعلومات لأن الآية الكريمة تقول على لسانهم ((( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ))) مما يؤكد على أنها مفكرة وصاحبة مشيئة شأنها بذالك شأن أدم عليه السلام لمعرفتها التقيدرية بفكرها لما سيكون , غير أن إيمانها بالله سبحانه وتعالى هو الذي جعلها مطيعة له طاعة عمياء .
لأقول لهم بدوري أن الأبداع والخلق من العدم بما فيه الكلمة هوا صفة المولى سبحانه وتعالى والصادر عنه فقط – الإنسان - وعليه وبما أن الملائكة قد أوجدت هذه الفكرة أو هذه الجملة من العدم بمعرفتها للغيب الخاص بالله سبحانه وتعالى فإنها بذالك تكون قد خرجت عن كونها تفعل ما تأمر لتصبح بذالك صاحبة فكر خاص بها ومشيئة مستقلة عن الله سبحانه وتعالى ولو أنها لم تعصيه , مما يجعلها شريكة له في أمره أو ببعض منه .
فهل هذا القول يرضيك هنا من أن علم الغيب ليس خاص بالله سبحانه وتعالى وحده ؟؟؟ وعليه فإن تشبيهي لهم بالحاسوب خاصتي مقرون مع إسم ( م ل ك ) يوضح تمام ماهيتهم من حيث علمهم المقدر بقدر معلوم والمخزن بذاكرتها .
أي أنها لم تكن في يوم من الأيام على علم بالغيب , وإنما معلوماتها هذه عبارة عن معلومات خطت بذاكرتها لما سيكون لاحقا من دورها في إيصالها للمعلومة لمن هو قادرعلى التعامل معها بقراءته لما تحمله له من خبر.
كما وقد يقول لي البعض هنا بأن أدم عليه السلام ليس بإبن لله عز وجل , مما يجعل مثلي السابق الذي ذكرته بعيدا كل البعد عن الصواب .
لأقول له بدوري بإن موضوع التكاثر هذا والذي نعلمه بما تعلمناه من علم الله سبحانه وتعالى ليس بنهاية المطاف ونهاية العلم لأننا نؤمن بأنه وفوق كل ذي علم عليم .
فالآية الكريمة تقول ((( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ))) لتكون بذالك عمليت التسوية هذا عبارة عن عملية صنع للكساء الجسدي الذي سترتديه روح الله التي خرجت عنه كما يخرج الوليد عن أمه – للتشبيه فقط - لتدخل في الجسد المصنوع مما يجعل من سجود الملائكة لأدم عليه السلام عبارة عن سجود لروح الله سبحلنه وتعالى في جسد أدم عليه السلام لقوله سبحانه وتعالى ((( من روحي ))) ولواضحة هنا تمام .
كما وقد يقول لي البعض هنا بأنني قد أجبت عن ماهية الروح التي لم يجب عنها المصطفى (ص) وهوا سيد العارفين بالله سبحانه وتعالى لعدم علمه بها حيث أنها من علم الله سبحانه وتعالى وحده كما تقول الآية الكريمة ((( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلآ قليلا ))) الإسراء 85 .
لأقول له بأن المصطفى (ص) كان يعلم ماهيتها بشهادة القرآن الكريم وبشهادة هذه الآية تحديدا , غير أنه لم يشرحها ويفسرها حينها لقصور العقل البشري في زمانه عن إدراكها وفهمها والذي سيتضح لك عندما تقطع الأية الكريمة على النحو التالي (( ويسألونك عن الروح ... يا محمد , فقل لهم أنها ... من أمر ربي ... وقل لهم أيضا ودون أن تدرج ذاتك معهم ... وما أوتيتم ... أنتم من دوني... من العلم إلآ قليلا ... بحيث أنني لو كنت دمجتك معهم بعدم العلم والمعرفة هذه لكنت قلت ... وما أوتينا من العلم إلآ قليل ... لأدمجك بذالك وإياهم بما أن كلامي هذا صادرا عنك , وعليه فأنت تعلم يامحمد وهم لايعلمون بعد )) .
وعليه فإن الملائكة التي هي ملك لله سبحانه وتعالى كانت قد سجدة - أي أخضعت - ووضعت تحت تصرف أدام بعدما وافق على حمل الأمانة والتي هي روح الله سبحانه وتعالى العاقلة والتي حلت في جسده المصنوع .
والسؤال هنا يقول ... ماهي الملائكة ؟؟؟؟ وهل هي حق أجسام نورانية لاترى ؟؟؟؟ أم أن بعضها يرى وبعضها لايرى ؟؟؟؟ وإذا كانت شيئ يفوق تصورنا أو شيئ لا يرى فكيف رأها أدم عليه السلام عندما سجدة له ؟؟؟؟ ثم كيف لم يصلنا شيئ من خبرها أو بعض منه على أقل تقدير وبالتواتر البشري بما أن أدم عليه السلام كان قد رأها وعرف أشكالها عندما سجدة له ؟؟؟؟ وأخيرا وليس أخر , فإنني أطلب منك التفكر بكون إبراهيم الخليل عليه السلام هو أبو الأنبياء الكرام الذين ورثوا عنه عقيدته الإيمانية من الأنبياء الذين كانو من نسله وجاؤا بعده ......
وعليه :
فكيف لم يرث إبراهيم الخليل عليه السلام الإيمان ممن كان قبله بحيث لايكون محتار في أمر عبادته بين الكواكب هذه لعلمنا بأنه قد كان هناك رسل قبله - ونوح عليه السلام واحد منهم - مما يدل على أن بعض المعلومات الإيمانية أو الشيئ اليسير منها كان لابد من أن يصله بطرقة أو بأخرى ؟؟؟؟