سأل سائل بارتباك واقع ليس له في الوقت الراهن دافع
تطرق الخطيب في مناسبة عيد الأضحى إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وإلى قلبه السليم الذي امتاز به ، إلى أن وصل به الحديث إلى الذين يحللون ما أحل الله ورسوله ويحرمون ما حرم الله ورسوله .
وكنت كلما أسمع مثل هذا الكلام يتبادر إلى ذهني السؤال التالي :
ما هو الفهم السليم يا ترى :
هل أن ما حلله الله هو ذلك الذي جاء ذكره بكل وضوح وتفصيل ودقة في القرآن العظيم لا غير ؟
وهل هناك محللات ومحرمات لم يذكرها الله في القرآ∾ن ؟
وهل عندما يقال (( ما أحل الله ورسوله )) أو (( ما حرم الله ورسوله )) هل يفهم من ذلك أن الله عندما يحلل أو يحرم لا يمكن لعبده ورسوله إلا أن يؤكد ما حلل ربه وما حرم ؟ أم يجوز لعبد الله ورسوله أن يحلل هو الآخر ويحرم كما يشاء هو ؟ ولا يهم أن يأتي ذلك مغايرا لما ذكره الله ، إن إضافة أو نقصانا ؟
أما إذا تساءل آخر قائلا :
وهل يمكن أن يتصور أن الله حلل وحرم ما شاء ثم جاء عبده فحلل هو الآخر وحرم أشياء أخرى لم يشر إليها ربه في حديثه المنزل ؟
نعم إذا سأل سائل بهذا التناقض أو الإرتباك فإن الحقيقة تجيبه بأن كل هذا لواقع ويبدو أنه ليس له في الوقت الراهن دافع ، وهو مصدر التساؤل ، وما علينا إلا أن نلقي نظرة ولو خاطفة في ما يأتي به الصيادون في بحار الأمهات والصحاح .
وأخيرا ألا نخشى أن نتصف بأولئك الذين يقولون على الله الكذب وهم يعلمون ؟
( الآية رقم 78 سورة آل عمران )
هذا هو السؤال وهذا هو التساؤل الذي لا يمكن أن يحرمه لا الإله ولا عبده ورسوله.