مقتضيات وأخلاقيات العقيدة
لماذا نحتاج إلى العقيدة ونهتم بها، ولماذا ركز القرءآن على العقيدة بحيث أن السور المكية كلها تكاد تكون خالصة لموضوع العقيدة وفى خلال 13 عاما تقريبا كان موضوع العقيدة هو الموضوع الرئيسى فى هذه الفترة.
لماذا كان موضوع العقيدة نال كل هذه الأهمية، نتصور أحيانا ان التركيز فى السور المكية على العقيدة سببه ان المخاطبين بهذا القرءآن كانوا مشركين يعبدون الأصنام فلزم ان يخاطبوا كثيرا فى لا إله إلا اللـ&ml;ــه حتى يؤمنوا بها. ولكن نجد ان العقيدة حتى فى السور المدنية لم يتوقف الكلام عنها. يقول اللــه سبحانه فى سورة النساء وهى سورة مدنية الاية 136:
" يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ ..." اليس هم مؤمنون... بلى ولكن يقول لهم تمسكوا بإيمانكم "..... بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ".
إنها كلمة ذات مقتضيات بل أن مقتضاها هو الاسلام ... الاسلام كله فى لا إله إلا اللـــه. ماذا تعنى وماذا تفعل فى القلب وماذا تغير من سلوك الناس، وما الفرق بين مؤمن بها إيمانا صحيحا وغير مؤمن بها. لا الكلمة التى تنطق باللسان والقلب غافل عنها والسلوك مخالف لها.
أول معانى " لا إله إلا اللـــه " المأخوذ من المعنى اللغوى مباشرة هو انه لا معبود ولا خالق ولا مدبر ولا رازق إلا اللـــه. فما مقتضى هذا...
أولها... هو نفى الربوبية والألوهية عن كل شيئ سوى اللـــه، فالآلهة كثيرة معبودة إما معبودا فى صورة معبود حسى يصلى له ويذبح له ويدعى له، أو فى صورة أرباب معنوية مثل الدولار أو الموضة أو الرأى العام أو الوطن وما أكثر هذه الآلهة.
فإن أول معنى ل " لا إله إلا اللــه " هو نفى الألوهية لكل هذه الأرباب ولا وجود لها.
ولنأخذ مثال من الجاهلية الأولى لنرى الأثر التى تحدثه هذه الكلمة فى نفس قائلها المؤمن بها حقا.
- لقد كانت الأصنام هى المعبودة، ولكن ليست الأصنام وحدها هى المعبودة. كان الناس عبيدا للقبائل وأكثر عقوبة تفرضها القبيلة على شخص هو أن تخلعه ومن هنا جاء لفظ الخليع وإن كان غلب فى الاصطلاح فى التفسد الخلقى، والخليع الذى خلعته القبيلة حين يسوء خلقه وهذا معناه.
وكان هذا حكما يشبه الحكم بالاعدام ، فقدان حماية القبيلة، فكانت هى أقصى عقوبة.
- وانظر إلى قول اللــه تعالىفى سورة البقرة (آية:170):
" واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا....
ما معنى هذا، معناه ان عرف الآباء والأجداد كان ربا يعبد من دون اللــه وهم كانوا يقولون نظريا أنه رب الأرباب – يعطوه مقام الرياسة – ولكن يعصون رب الأرباب ويتبعون عرف الآباء والأجداد.
- الشهوات فى كل جاهلية هى رب معبود سواء اتخذت اسم الهوى، " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ " ، او إتخذت صورة الشهوة مثل شهوة الجنس، المال، السلطان....الخ حين تركب صاحبها ولا يملك صاحبها نفسه منها تصبح ربا معبودا هو الذى يحرك وهو الذى يسير.
هذه بعض الأمثلة من الأرباب التى كانت تعبد من دون اللــه، الأصنام - القبيلة - عرف الآباء والأجداد - الشهوات - الدولار.
حين كان يقول القائل منهم لا إله إلا اللــه، وحين يمتلئ قلبه بها فأول شيئ يحدث أن تختفى كل هذه الأرباب من حسه ولم تعد لها سلطان وانظروا فى وقائع التاريخ، لقد هددتهم قبائلهم بعض أفرادها بخلعهم، حين إعتنقوا الاسلام ودخلت لا إله إلا اللــه قلوبهم، فهل تحركت شعرة من رؤوسهم فالآن ينظرون ساخرين للقبيلة التى تريد ان تخلعهم ويقولوا إفعلوا ما شئتم نحن على عقيدة لا إله إلا اللــه.
هل كل هذه الأرباب زالت من الوجود... ابدا.. ولكن لم يعد لها سيطرة ولم يعد لها سلطان على من إمتلئ قلبه ب " لا إله إلا اللــه ".
إذا أردنا أن ننتقل من الجاهلية القديمة إلى الجاهلية المعاصرة التى تعددت الأرباب فيها التى تعبد فى مخالفة اللــه سبحانه...
- الموضة...تجد الفتاة تخرج متبرجة فإذا سألتها تقول ..الموضة .. لا استطيع ان أخالف الموضة واللــه يأمرها بعدم التبرج ولكن تخالف اوامر اللــه وتتبع هذا الرب المزعوم بإسم الموضة... سبحان اللـــه.
- الوطن...يقال من أجل مصلحة الوطن نبيح الربا واللــه يحرم ذلك ولكن يقال من أجل المصلحة وكأن اللــه سبحانه غافل عن المصلحة حتى يأتى بشر فى هذا القرن يقولون لك ان المصلحة تقتضى كذا وكذا ويخالفون رب الأرباب ويتبعون ذلك الرب المزعوم بإسم مصلحة الوطن.
- الرأى العام... إن كان الرأى العام المحلى أو العالمى، يقال مبررا لما يفعلون ويقولون أتريد أن تخالف الرأى العام، من أجل عدم مخالفة الرأى العام نجد البعض يخالفون أمر اللــه الذى لا جدال فيه ويخافون ماذا سيقول الرأى العام. أهو اللــه هو المعبود فى هذه الحالة أم ذلك الرب .. الرأى العام. فإذا إتسع الرأى العام وصار الرأى العام العالمى صار له ثقل أكبر فى نفوس الناس ويجيئ قوم يخالفون تعاليم اللــه سبحانه خوفا من ماذا .. سيقول الرأى العام العالمى عنا.
لماذا أعداء الاسلام أزالوا دولة الاسلام، لأنهم يعلمون ان الاسلام بدولة غير الاسلام بدون دولة، والاسلام بدولة ممكن فى الأرض ثقيل الوقع فى حس الناس ولكن إذا أزيلت دولته خف فى حس الناس ولم تعد كلمة الحق تصل إلى القلوب بثقلها الحقيقى لأنها بلا دولة والذى فعله الأعداء فى دولة الاسلام ظلما وعدوانا وهو الذى يأمر اللــه بفعله فى دول الباطل.. يقول أزيلوا دول الباطل لكى لا يكون هناك عائق بين الناس وبين العقيدة ويبقى الناس أحرار من شاء أن يدخل فى دين اللــه فمرحبا بهم، وان لم يدخلوا فحسابهم عند ربهم. ولكن نتدسس اليوم بعقيدتنا وبأوامر ربنا مخافة ذلك الرب .. الرأى العم العالمى.
حين يؤمن الانسان بعقيدة لا إله إلا اللــه ايمانا حقيقيا تذوب هذه الأرباب وتختفى تماما من حس الانسان ويبقى إله واحد هو الحى القيوم هو الاله الحقيقى الذى يجب أن يعبد وحده ويطاع، هذا هو أول أثر من آثار الايمان ب لا إله إلا اللــه... زوال تلك الأرباب.
وماذا ينتج من زوال تلك الأرباب، لقد كان لتلك الأرباب سيطرة على القلوب فإذا ذهبت ذهبت سيطرتها على القلوب فلم يعد لها ثقل ولم تعد لها طاعة واصبح المطاع هو اللــه وأصبح المتبع هو شريعة اللــه واصبح المنهج هو المنهج الربانى. وشتان بين إنسان أو قوم أو شعب أو أمة يتبعون منهج اللــه، وفردا أو جماعة أو قوم أو شعب يتبع منهج الشيطان. فإما منهج اللــه أو مناهج الشياطين فهى مناهج مختلفة .. الديمقراطية غير الاشتراكية والاشتراكية غير كذا وكذا.. مناهج الشيطان.
لا إله إلا اللــه معناها زوال تلك الأرباب وزوال سيطرتها على القلوب ولا يبقى فى حياة المؤمن إلا ايمانه باللــه الواحد الحق ولا يبقى فى حياته إلا شريعة اللــه وما أمر اللــه به. ولا يقف اثر العقيدة عند هذا الحد، فإن ل " لا إله إلا اللــه " اخلاقا...
أخلاقيات لا إله إلا اللــه ولا نأتى بهذا من عندنا يقول اللــه سبحانه وتعالى:
" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2} وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ {3} وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ {4} وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ {5} إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ {6} فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ {7} وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ {8} وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ {9} أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ {10} الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {11}.
ويقول سبحانه:
" وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا {63} وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا {64} وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا {65} إِنَّهَا سَاءتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا {66}.... "
هذه الآيات وكثير غيرها فى كتاب اللــه تجمع أخلاقيات الايمان لأن للايمان أخلاق ليس مجرد وجدان وليس مجرد نظام تشريعى يطاع، إنما أيضا هو أخلاقيات تحكم سلوك الفرد تجاه ربه وإزاء المؤمنين وإزاء نفسه وإزاء كل شيئ فى هذا الكون كلها مستمدة من لا إله إلا اللــه.
ولننظر إلى هذه الآية الكريمة: فى سورة الرعد
أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ {19}
من هم أولوا الألباب..." الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ {20}
وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ {21}
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ {22} جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ {23} سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ {24}
إنها أخلاقيات انبعثت كلها من لا إله إلا اللــه والايمان بما أنزل على الرسول – عليه السلام – هو الحق وتبدأ هذه الأخلاقيات بخلق عظيم جدا شاملا لغيره من الأخلاقيات:
" الذين يوفون بعهد اللــه " لم تحدد الآية أى نوع من العهد... فيدخل فيها ميثاق الفطرة
" وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ {172}
ويدخل فيها ميثاق المؤمنين: سورة الأعراف " وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {7}
" وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ " بهذا التعميم " ما " معناها أن يدخل فيها كل ما أمر اللــه به ان يوصل ... يدخل فيها صلة الفرد بربه، صلة الوالدين، صلة أولوا القربى، والولاء والتناصر والأخوة بين المؤمنين، والوفاء بالعهد والصدق والأمانة.. كل هذا يدخل فى ما أمر اللــه به ان يوصل.
من أين تنبثق أخلاقيات الاسلام، إنها تنبثق من " لا إله إلا اللــه " وترتبط بها إرتباطا وثيقا وتلك مزية الأخلاقيات الاسلامية.
ولننظر إلى ءآية أخرى من آيات اللــه الكريمة.. فى موعظة لقمان لإبنه :سورة لقمان
" وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14}
الوصية لمن... للوالدين والأم خاصة... لكن من عجب ان هذه الوصية حين تنفذ تبدأ بشكر اللــه أولا ثم يجيئ شكر الوالدين من خلال شكر اللــه وترطبت هذه الأخلاقية نحو الوالدين بالعقيدة وأخلاقيات الاسلام كلها ترطبت ب " لا إله إلا اللــه ".
وهذا هو الذى يميزها عن أخلاقيات الجاهلية المعاصرة. أخلاقيات " لا إله إلا اللــه " صادقة لا تتحول ولا تتبدل لأنها موجهة إلى اللــه سبحانه وتعالى.
إنما كثير منا - إلا من رحم ربه – يقول لا إله إلا اللــه بلسانه وقلبه غافل عن مقتضياتها وسلوكه مضاد لما توجبه عليه لا إله إلا اللــه، فتداعت علينا الأمم وصارت هذه الأمة إلى المصير الذى وصلت إليه.
الف مليون مسلم تقريبا، عدد ضخم جدا ولكن ما وزنه... ما وزنه فى المحاكم الدولية – تقضى القضايا والمسلمون غائبون ولا يستأذنون وهم شهود.. شهود فى مجلس الأمن، جمعية الأمم، المحاكم الدولية، وكل بلاد المسلمين تغتال ونحن شهود فى المحاكم الدولية... فهل تغيرت " لا إله إلا اللــه " هى ذات الألفاظ والأصوات التى تخرج من الفم، ولكن شتان شتان ...
" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا..."
هذا هو وعد اللــه...فما الذى تغير... هل تغيرت " لا إله إلا اللــه " لم تتغير إنما تغير الناطقون بها ويعتقدون وهما منهم ان كل المطلوب منهم ان ينطقونها بألسنتهم ويقولون من قال " لا إله إلا اللــه " دخل الجنة.
الاعتقاد بأن اللــه واحد هو من لا إله إلا اللــه،
والتوجه بالشعائر والعبادة للــه وحده دون أحد من خلقه هو من لا إله إلا اللــه،
والتحاكم إلى شريعة اللــه هو من لا إله إلا اللــه،
والقيام بالتكاليف هو من مقومات لا إله إلا اللــه،والتخلق بأخلاقيات لا إله إلا اللــه هو من مقتضيات لا إلأه إلا اللــه...
الذين يقولون بأفواههم وما أكثرهم لا إله إلا اللــه ثم يشركون بها اعتقادا – أضرحة وأولية وموتى وأحياء ثم يتوجهون بشعائر التعبد إلى غير اللــه ثم يتحاكمون إلى غير شريعة اللــه ثم يتخاذلون عن القيام بالتكاليف الذى أمر اللــه بها ثم لا يتخلقون بأخلاقيات لا إله إلا اللــه.
هل هذه هى " لا إله إلا اللــه " التى أنزلها اللــه وأمر بها، ما كان أيسرها على قريش إن كانت هى مجرد كلمة باللسان ولكنها ثقيلة فى الميزان لأنها هى الاسلام كله، هى منهج حياة وإنها لهى الذى أمر اللــه بها وأمر أن تنفذ مقتضياتها لتغير وجه الأرض.
لقد نزلت لأمر عظيم ... ليعبد الناس إلها واحدا ولينفذوا شريعة واحدة وليطبقوا منهج واحد وليزيلوا الطواغيت من الأرض... هذا هو أثر " لا إله إلا اللــه ".
إن كنا قد نسيناها فأرجوا أن نعود ونتذكرها ونعود إلى حقيقة " لا إله إلا اللــه " وعندئذ يتحقق وعد اللــه ...
" وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا..."