حوار الاديان
حوار الاديان

زهير قوطرش في السبت ١٩ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

حوار الاديان أم حوار الطرشان.

"قل  ياأهل الكتاب  تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا"3/64

تتوالى الانباء في وسائل الاعلام المختلفة عن الدعوات للمشاركة في ندوات أو مؤتمرات تحت عنوان حوار الاديان ،اشعر أن القائمين عليها وحتى المشاركين يمارسون فعل الطرشان في مثل هكذا مؤتمرات،والسبب في ذلك أن كل اللقاءات السابقة لم تتمخض عن شيء،بل وفي كثير من الاحيان تصدر بيانات خجولة تنتهي فعاليها بانتهاء اللقاءات. وعندما تسأل الذين مثلوا هذه &CcCcedil;لديانات عن النتائج المرجوة من تلك الاجتماعات واللقاءات، سوف تصطدم بالإجابة...لاشيء سوى اعادة انتاج ما تكرر.لاجديد تحت الشمس!!!!!!
في الحقيقة ،كنت من مؤيدي حوار الاديان قبل أن أكون عضوا، بدأ يتربى في واحة أهل القرآن الخضراء، لأنني ومن طبعي كنت اؤمن بأن اللقاء والحوار والنقاش من ضروريات العمل لايجاد الحد الادنى من التقارب، لكن موقع أهل القرآن فتح عيوني على مفاهيم ومصطلحات جديدة ،مصطلحات واقعية حقيقية قرآنية ،مفادها أن هذه اللقاءات والحوارات لايمكن أن تكون حورات بين ممثلي الكتب السماوية ،لكنها  في الواقع "المر"حورات الاديان الارضية ،الطائفية والمذهبية البعيدة كل البعد عن جوهر وحقيقة الدين ،تعلمت أن الله عز وجل أرسل دينا واحدا، وحوار ممثلي الدين الواحد الذي تَمثَل برسالات الرسل وما انزل عليهم  وهذا يختلف عن حوار الاديان الأرضية ، لأن الدين هو تراث وعي إنساني يعود الى ابونا أدم ،وهوفطرة فُطر عليها الانسان .والدين هو ايمان تسليم ،وايمان علم لدى مقتنعي الدين،وهو مجموعة شعائر وطقوس يمارسونها، لهذا لاعلاقة للدين ،بالطائفية والمذهبية التي تدعي تمثيله، واصحاب الكتب السماوية برأي ليسوا بحاجة الى حوار ،لأن عقيدة الدين الصحيح هي واحدة،وإن أختلفت الشرعة والمنهج ،وذلك لآختلاف الزمن والمكان الذي نزل فيه كتاب الله على القوم المعنين به.والقيم الاخلاقية الثابته هي مشتركة بينهم ،وهذا الدين بقيّمه وعقيدته أخرج الناس في كل العصور من الظلام الى النور. ، يكفي العودة الى كتاب الله الذي خاطب الناس أجمعين ،خاطبهم بقوله "إن الدين عند الله الاسلام" فهل يعقل أن نحاور دين الاسلام الواضح والمشترك بين المسلمين واهل الكتاب ،لو كان الجميع من اصحاب اهل الكتاب والمسلمين الحالين أصحاب الديانات الارضية مؤمنين بعقيدة التوحيد الخالصة زوكون قيَّم الدين الاسلامي  دين أهل الكتاب والمسلمين الثابتة والواضحة وضوح الشمس، فلسنا بحاجة الى حوار ،بقدر ما نحن بحاجة الى تفعيل الدين على أرض الواقع.
حاولت جاهدا أن أقرأ في القرآن الكريم بعد البحث ،مصطلح ... الدين المسيحي،او الدين اليهودي ،او الدين الاسلامي ..... دون جدوى لكني وجدت مصطلح  أهل الكتاب ،ووجدت كلمة المؤمنين برسالة النبي محمد (ص). وقرأت قوله عز وجل "إن الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين..." قرأت إن الدين عند الله الاسلام". ،وقرأت "ياأهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق"" ودين أهل الكتاب هو الاسلام ،وقوله" يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون" وقوله "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه" كل هذه الايات تدل دلالة واضحة على أن الدين الوحيد السماوي المعترف به من قبل الخالق ،دين اهل الكتاب ،ودين المسلمين هو الاسلام .
المشكلة ،هي كم تصرف من الاموال والجهد لحوار الاديان الآرضية ،ولو دققنا في الامر ،لحصل العجب. المسلمون ،ينقسمون الى طوائف ومذاهب شتى ،والمسيحيون هم على هذه الشاكلة وكذلك اليهود ،ولو سألنا أنفسنا ،مع من، من هذه الطوائف والمذاهب سيكون الحوار ، ومن يمثل الاسلام .... السنة... أم الشيعية... أم اليزيدية، الأخوان... أم حماس أم الجهاد... أو الهجرة والتكفير.... ألخ ، والمسيحية من يمثلها... الكاتوليك ... أم البروتستانت ،ام الارثوذكس ...ألخ،ومن يمثل اليهودية من الطوائف اليهودية ،....هل نعتبر اللقاء بين بعض هذه الفئات حوارً للاديان السماوية .هذه الاديان الارضية مع كل أسف اصيبت بداء الشرك والعياذ بالله ،لهذا تغلبت المصالح الفئوية والدنيوية على معتقداتها ومنهجها وشرعتها ،وبذلك سيطر التعصب على رؤيتها ،فهي لاترى في الأخر إلا الخصم الذي ينافسها على مطامعها الارضية،لهذا لايمكن لهذه الديانات الارضية أن تتفق على أي شيء ،وبالتالي لايمكن لهذه الحورات من ان تثمر عن نتائج ملموسة،وعندما خاطب القرآن   المسيحيين واليهود وأعتبرهم أهل الكتاب . أي أهل ما تضمنه كتابهم من عقيدة التوحيد وعلم وثقافة ،لهذا فأن الانفتاح والحوار مع الأخر يجب أن ينطلق من هذا المنطلق.... وعليه فإن الحوار لابد أن تكون له مرجعية مهيمنة واضحة وهذه المرجعية الوحيدة هي كتاب الله القرآن الكريم .اما الطرح الذي يقول أن القضاء على الارهاب لايتم إلا من خلال حوار الاديان ، فهذه مغالطة كبيرة جدا ....لأن الارهاب الاسلامي أو المسيحي أو اليهودي ....ما هو إلا نتيجة لتقسيم دين الله الواحد الى شيع ومذاهب وطوائف..... القضاء على الارهاب لايتم إلا بالعودة الى دين الله الواحد،وهوالذي ينقذ البشرية ليس من الارهاب وحسب بل من الشرك ومن الظلم ومن الاستغلال .وهذا الدين  الذي يرتكز على عقيدة التوحيد الخالص . وقد وضع الله عز وجل مفهوما قرآنيا للحوار بين أهل الكتاب والمسلمين بدلاً عن مفهوم حوار الاديان السماوية ،وهو الحوار الوحيد الذي يمكن له أن يثمر ،ويساهم في حل كل الاختلافات والخلافات حتى العقدية والمشاكل الناتجة عن ذلك قوله عز من قائل :
قل  ياأهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" 3/64
هذا هو التعريف القرآني لحوار  اصحاب الرسالات   والذي يجب عليه دعوة الجميع هم  أهل القرآن  والدعوة موجهة  لأهل الكتاب  والمسلمين اصحاب الديانات الارضية،المذهبية والطائفية.وهذه هي القاعدة والحد الادنى للإتفاق.... فلو تم الاتفاق والموافقة على هذه القاعدة  ،بعد ذلك ستصبح كل القضايا والخلافات سهلة الحل ،وسيكون الدين الاسلامي بمفهومه وشموليته المرجعية الاساسية التي يمكن للآنظمة الوضعية العودة اليها لاستنباط الحكم الآلهي ،او القياس عليه .وعندها سيكون العالم بأمن وسلام. وسوف تتحقق العدالة بين الناس .وهذا هو المشروع الرباني الذي أراده الخالق لخليفته على الارض..... وسوف يتحقق هذا المشروع  إن شاء الله بجهود أهل القرآن والمصلحين الطيبين من أهل الكتاب والمتنورين في هذا العالم.

اجمالي القراءات 21870