أعلنت السلطات الأردنية تنفيذ حكم الإعدام بحق اثنين من الجهاديين المسجونين بعد قتل مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية الطيار الحربي الأسير معاذ الكساسبة بالحرق حيا.
وأوضح مسؤولون أن العراقيين ساجدة الريشاوي، التي فشلت في تنفيذ هجوم انتحاري، وزياد الكربولي، عميل تنظيم القاعدة، شُنقا فجر الأربعاء.
في غضون ذلك، عاد الملك عبدالله الثاني إلى الأردن بعد ان قطع زيارة للولايات المتحدة عقب أنباء قتل الكساسبة.
وجاء هذا بعد ساعات من بث التنظيم مقطع فيديو يبدو أنه يصور قتل الكساسبة، حيث ظهر فيه شخص داخل قفص تلتهمه النيران.
ونشر مقطع الفيديو، المنتج بجودة فائقة وتبلغ مدته 22 دقيقة، عبر حساب بموقع تويتر يُعرف بأنه يروّج للتنظيم.
ووقع الطيار (26 عاما) في الأسر بعدما تحطمت طائرته بالقرب من الرقة في سوريا أثناء مهمة ضد التنظيم في ديسمبر/ كانون الأول.
وسعت السلطات الأردنية لتأمين إطلاق سراحه في إطار صفقة لتبادل السجناء كان من المقرر أن تشهد الإفراج عن العراقية ساجدة الريشاوي.
ويقول بول ادامز مراسل بي بي سي في عمان إنه يبدو أن المفاوضات حول اطلاق سراح الكساسبة كانت مجرد محاولة تكتيكية من تنظيم الدولة لاثارة اللغط بين الأردنيين بشأن الدور الذي تقوم به بلادهم في التحالف الدولي.
وكان القضاء الأردني حكم على الريشاوي بالإعدام لضلوعها في هجمات بالعاصمة عمان أسفرت عن مقتل 60 شخصا في عام 2005.
"رد مزلزل"
ونعت السلطات الأردنية الكساسبة، متعهدة برد "مزلزل" على قتله.
وقال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة، محمد المومني، إن رد الأردن على قتل الكساسبة سيكون "حازما ومزلزلا وقويا"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (بترا).
وفي كلمة بثها التلفزيون، وصف الملك عبد الله الكساسبة بأنه "شهيد"، قائلا إنه مات "دفاعا عن عقيدته ووطنه وأمته".
وانتقد عبد الله تنظيم الدولة الإسلامية بوصفه أنه "زمرة مجرمة ضالة"، داعيا الأردنيين إلى "الوقوف صفا واحدا".
وكان الملك في واشنطن حيث التقى بالرئيس الأمريكي باراك اوباما قبل أن يقطع زيارته إلى الولايات المتحدة للعودة إلى الأردن.
وأدان اوباما قتل الطيار الأردني بوصفه دليل آخر على "بربرية" تنظيم الدولة الإسلامية.
واعتبر أن من شأن الحادث دعم عزيمة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على دحر التنظيم.
ومن جهتها، أصدرت وزارة الدفاع الأردنية بيانا قالت فيه إن دم الكساسبة "لن يذهب هدرا"، وأن قصاصها من قاتليه سيكون "بحجم مصيبة الأردنيين جميعا".
كما أشارت الوزارة إلى أن الكساسبة قُتل يوم 3 يناير/ كانون الثاني، أي قبل شهر من إعلان تنظيم الدولة الإسلامية نبأ إعدامه.