التاريخ والتأريخ – الجزء الثانى

فوزى فراج في الثلاثاء ١٥ - أبريل - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

التاريخ والتأريخ – الجزء الثانى

 

تعرضنا فى الجزء الأول من المقاله الى الطريقة العلمية للتأريخ ولم يكن ذلك لأنى من عباقرة علم التاريخ يعلم الله اننى كما ذكرت لم اكن من محبى تلك المادة على الإطلاق, ولكن من علاقتى الشخصية بمؤرخ  صديق له العديد من الكتب عن الحرب الأهلية الأمريكيه, وفهمنا ان من اهم الأشياء فى عملية التأريخ ان يكون المؤرخ شاهد عيان لما سوف يؤرخه, فإن لم يكن , وكان سوف يستعين بشهود عيان, فلابد ان يتحقق من اقوالهم وذلك بمقارنه اقوال البعض بالبعض الأخر, ومحاولة التحقق من الدقه, بعد ان يسمح لبعض الإختلاف الذى هو من الأمور الطبيعيه لإختلاف مقومات الفرد المعرفيه والعقليه والإستنتاجيه.....الخ

أما ان كان سوف يقوم بعملية تأريخ لحدث مضى عليه زمن ولم يبقى من شهود العيان احد على قيد الحياه, فلابد من استخدام وثائق كتابية موثقه  من شهود عيان بل عليه ان يجمع اكبر عدد تلك الوثائق وان يتحقق من مطابقتهم بعضهم البعض قبل ان يكتب حرفا واحدا فيما يود ان يؤرخ له.

إن لم تكن هناك وثائق , واعتمد المؤرخ على اقوال او حكايات او ( عنعنات ) , فلا يعتبر ذلك تأريخا يستحق النظر اليه , فإن كان لامناص من النظر اليه , فينظر اليه بما يستحق من ( الشك) ومن التحقق من صحته على الإقل او الإقتراب منها بطرق اخرى , قد تكون من الآثار او الحفريات , او المعمار او اللغات او اختلاط الأجناس التى يمكن التحقق منها الأن عن طريق الحمض النووى ...........الخ مع مراعاة الحذر الشديد فى الوصول الى نتائج معينة وتسميتها بحقيقتها من الأستخلاص او الإستنتاج الذى يحتمل الخطأ حتى لا تكون من المراجع التى ينظر اليها بأنها تاريخ وتأريخ تقليدى او حقيقى لا يحتمل الشك.

نعود هنا الى الطبرى الذى بدأنا الحديث عنه فى الحلقة الأخرى, والذى كتب ليؤرخ ليس واقعة واحدة وليس فترة زمنية واحدة و ليس تاريخا عن شخص واحد او حتى عدة أشخاص, لقد كتب ليؤرخ عن (( التاريخ )) بأكمله, لقد كان رجلا ذا طموحا لا نهاية له, فكتب ليس عن التاريخ بأكمله فقط, بل كتب عن الخلق والخالق منذ بدأ الخليقة, تخيل , منذ وقبل ان يخلق مخلوق واحد, منذ كان الله جل وعلا وحده, وهذه هى اللحظه التى بدأت ألات تسجيله فى العمل. فيقول فى مطلع كتابه ( تاريخ الرسل والملوك) ما يلى:

وأنا ذاكر في كتابي هذا من ملوك كل زمان، من لدن ابتدأ ربنا جل جلاله خلق خلقه إلى حال فنائهم، من انتهى إلينا خبره ممن ابتدأه الله تعالى بآلائه ونعمه فشكر نعمه، من رسول له مرسل، أو ملك مسلط، أو خليفة مستخلف، فزاده إلى ما ابتدأه به من نعمه في العاجل نعما، وإلى ما تفضل به عليه فضلا، ومن أخر ذلك له منهم، وجعله له عنده ذخرا.

هذا أيها السادة هو الطبرى, وهذا هو مطلع كتابه الذى يستقى منه ويرجع اليه كل من يريد ان يعرف تاريخ الإسلام!!!!!!!!!!!!!!! فهو كما يقال فى مصر, ليس متخصصا فى شيئ واحد ولكنه ( بتاع كله) إسلام مسيحيه يهوديه  انبياء ورسل ملوك , ادم , العالم ,الملائكه , ابليس, يعنى موسوعه تاريخيه تأريخية متأرخة لا نظير لها.

قبل ان استطرد اود ان اعيد التأكيد على نقطة حاولت جاهدا ان اوضحها وأود ان ازيدها إيضاحا, مقالتى هذه ليست دفاعا عن أحد, ليست دفاعا عن بن الخطاب, وليست هجوما على أحد, بل يعلم الله أننى أكتبها لكى تلقى الضوء على ما يأخذه البعض بأنه حقيقة مسلم بها وليست قابلة للنقاش لأنها ذكرت فى الطبرى, وللأسف فإن التاريخ الإسلامى قد اخذ من هذا الكتاب ومن مثله, مما يجعلنى أشك تماما فى ذلك التاريخ وبما اتفق عليه من انه حقائق تاريخية لا تقبل الجدل او عن شخصيات اسلاميه بهذا الوصف  التى وصفت بها , ولا تقبل المناقشه.

فى الجزء الأول من المقاله ذكرت ان الطبرى قال ان الزمن منذ اول الخلق حتى ينهى الله العالم هو سبعة ألاف سنه, وانه قد مر منه ستة ألاف اى عندما قال ذلك منذ أكثر من الف ومئة وخمسون عاما, كان قد تبقى الف سنه, اى اننا الأن نلعب فى الوقت الضائع والوقت الضائع هو ما بين 150 – 200 سنه, فنرجو من الجميع  ان يأخذوا ملاحظة بذلك فقد يحدث ان ينتهى العالم أثناء قراءتك لهذا المقال طبقا للطبرى, فلما لا تتوقف الأن عن القراءة بدلا من تضييع وقتك الثمين , وأن تصلح علاقتك بالله عز وجل وأن تتوب اليه وتطلب منه المغفرة والعفو.

إذا كنت تقرأ هذا السطر فلا جدال انك لا تصدق الأستاذ الطبرى بتاع كله, وتعتقد ان العالم لن ينتهى الأن طبقا لتأريخه, فأهلا بك, لأنى أنا الأخر لا أصدق ان العالم سوف ينتهى الأن, ربما قد انتهى أنا من العالم قبل ان اكمل هذه المقاله, ولكن ذلك شيئ مختلف تماما عما أنبأنا به المؤرخ الجهبذ .

سوف احاول ان اضع هنا بعضا من الجواهر والدررالنادرة التى مررت عليها فى هذا الكتاب الأسطورى , هذا المرجع التاريخى الموسوعى, لكى نرى كم من الجهد قد بذل اخونا الطبرى فى كتابة هذه الموسوعه التاريخيه التأريخية.

يقول لا فض فاه, والحديث هنا عن إبليس, وما أدراك ما إبليس:

حدثنا موسى بن هارون الهمداني، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي مالك، وعن أبي صالح عن ابن عباس، وعن مرة الهمداني عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: جعل إبليس على سماء الدنيا، وكان من قبيلة من الملائكة يقال لهم الجن، وإنما سموا الجن لأنهم خزان الجنة، وكان إبليس مع ملكه خازنا.

=============================

قال: حدثنا عثمان بن سعيد، قال: حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن الضحاك عن ابن عباس قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة يقال لهم: الجن خلقوا من نار السموم من بين الملائكة، قال: وكان اسمه الحارث، قال: وكان خازنا من خزان الجنة، قال: وخلقت الملائكة كلهم من نور غير هذا الحي، قال: وخلقت الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار، وهو لسان النار الذي يكون في طرفها إذا ألهبت،قال: وخلق الإنسان من طين، فأول من سكن الأرض الجن فأفسدوا فيها وسفكوا الدماء، وقتل بعضهم بعضا، قال: فبعث الله إليهم إبليس في جند من الملائكة وهم هذا الحي الذين يقال لهم الجن، فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال، فلما فعل إبليس ذلك اغتر في نفسه، وقال: قد صنعت شيئا لم يصنعه أحد، قال: فاطلع الله على ذلك من قلبه، ولم تطلع عليه الملائكة الذين كانوا معه.

====================================

حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن ليث ابن أبي سليم، عن طاوس اليماني، عن ابن عباس، قال: إن عدو الله إبليس عرض نفسه على دواب الأرض: أيها تحمله حتى تدخل به الجنة حتى يكلم آدم وزوجه، فكل الدواب أبى ذلك عليه، حتى كلم الحية، فقال لها: أمنعك من بني آدم، فأنت في ذمتي إن أنت أدخلتني الجنة، فجعلته بين نابين من أنيابها ثم دخلت به، فكلمهما من فمها وكانت كاسية تمشي على أربع قوائم، فأعراها الله تعالى وجعلها تمشي على بطنها، قال: يقول ابن عباس: اقتلوها حيث وجدتموها، وأخفروا ذمة عدو الله فيها.

هذا مثال بسيط جدا مما جاء فى الكتاب التاريخى التأريخى عن إبليس, ولا أدرى ان كنت اود ان أضحك ام أبكى!!!! وهناك مثل ذلك العشرات من ( تاريخ إبليس كما رواه المؤرخ الطبرى )

======================================

حدثني الحارث، قال: حدثنا ابن سعد، قال: حدثنا هشام بن محمد، قال: أخبرني أبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: لما خط من طول آدم عليه السلام إلى ستين ذراعا أنشأ يقول: رب، كنت جارك في دارك، ليس لي رب غيرك ولا رقيب دونك، آكل فيها رغدا، وأسكن حيث أحببت ، فأهبطتني إلى هذا الجبل المقدس، فكنت أسمع أصوات الملائكة، وأراهم كيف يحفون بعرشك، وأجد ريح الجنة وطيبها، ثم أهبطتني إلى الأرض، وحططتني إلى ستين ذراعا، فقد انقطع عني الصوت والنظر، وذهب عني ريح الجنة، فأجابه الله عز وجل: لمعصيتك يا آدم فعلت ذلك بك، فلما رأى الله تعالى عري آدم حواء أمره أن يذبح كبشا من الضأن من الثمانية الأزواج التي أنزل من الجنة، فأخذ كبشا فذبحه، ثم أخذ صوفه فغزلته حواء، ونسجه هو وحواء، فنسج أدم جبة لنفسه، وجعل لحواء درعا وخمارا، فلبسا ذلك وأوحى الله تعالى إلى آدم إن لي حرما بحيال عرشي، فانطلق فابن لي فيه بيتا ثم حف به كما رأيت ملائكي يحفون بعرشي، فهنالك أستجيب لك ولولدك، من كان منهم في طاعتي، فقال آدم: أي رب، فكيف لي بذلك، لست أقوى عليه ولا أهتدي له! فقيض الله له ملكا، فانطلق به نحو مكة، فكان آدم إذ أمر بروضة ومكان يعجبه قال للملك: انزل بنا ها هنا، فيقول له الملك: مكانك، حتى قدم مكة، فكان كل مكان نزل به صار عمرانا، وكل مكان تعداه صار مفاوز وقفارا، فبنى البيت من خمسة أجبل: من طور سيناء وطور زيتون ولبنان والجودي، وبنى قواعده من حراء، فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات، فأراه المناسك كلها التي تفعلها الناس اليوم، ثم قدم به مكة، فطاف بالبيت أسبوعا، ثم رجع إلى أرض الهند، فمات على بوذ.

ياحضرات السادة القراء, اننى لا اجد الكلمات المناسبه للتعليق على ذلك الهراء , ثم نجد بعد ذلك من يتحدث عن تاريخ الإسلام ويرجع الى الطبرى كمرجع يــــــــــــــعـــــــــــــــــتــــــــــمــــــــــد عليه ويوثق به كحقيقة لا تقبل المناقشة, ومنها نحكم على اناس لا نعرف عنهم سوى ما قاله ذلك المعتوه, واقسم بالله العظيم انه ان كان قد كتب ذلك الكلام فلا بد ان يكون معتوها او انه كان محاطا بمعتوهين . وبالطبع هذا مثال واحد عن ذلك الموضوع, وهناك عشرات الأمثلة من مثله او أسوأ من ذلك. لاحظ إسم ( إبن عباس ) المذكور هنا, فسوف يكون لنا تعليق عليه فيما بعد!!!

 


==================================

 

وعن سيدنا إبراهيم عليه السلام, يقول الأستاذ العبقرى الطبرى:

إذ كنا قد ذكرنا من بينه وبين نوح من الآباء وتأريخ السنين التي مضت قبل ذلك. وهو إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح.
واختلفوا في الموضع الذي كان منه، والموضع الذي ولد فيه، فقال بعضهم: كان مولده بالسوس من أرض الأهواز، وقال بعضهم:كان مولده ببابل من أرض السواد، وقال بعضهم: كان بالسواد بناحية كوثي. وقال بعضهم: كان مولده بالوركاء بناحية الزوابي وحدود كسكر، ثم نقله أبوه إلى الموضع الذي كان به نمرود من ناحية كوئي. وقال بعضهم: كان مولده بحران، لكن أباه تارخ نقله إلى أرض بابل. وقال عامة السلف من أهل العلم: كان مولد إبراهيم عليه السلام في عهد نمرود بن كوش. ويقول عامة أهل الأخبار: كان نمرود عاملا للازدهاق الذي زعم بعض من زعم أن نوحا عليه السلام كان مبعوثا إليه على أرض بابل وما حولها.

وقال ابن إسحاق فيما حدثين ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق: فلما أراد الله عز وجل أن يبعث إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن حجة على قومه ورسولا إلى عباده، ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم عليهما السلام من نبي قبله إلا هود وصالح، فلما تقارب زمان إبراهيم الذي أراد الله تعالى ذكره ما أراد، أتى أصحاب النجوم نمرود، فقالوا له: تعلم أنا نجد في علمنا أن غلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم، يفارق دينكم، ويكسر أوثانكم، في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا، فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود، بعث نمرود إلى كل امرأة حبلى بقريته، فحبسها عنده إلا ما كان من أم إبراهيم امرأة آزر فإنه لم يعلم بحبلها، وذلك أنها كانت جارية - حدثة فيما يذكر - لم يعرف الحبل في بطنها، فجعل لا تلد امرأة غلاما في ذلك الشهر من تلك السنة إلا أمر به فذبح، فلما وجدت أم إبراهيم الطلق خرجت ليلا إلى مغارة كانت قريبا منها، فولدت فيها إبراهيم عليه السلام، واصلحت من شانه ما يصنع بالمولود، ثم سدت عليه المغارة، ثم رجعت إلى بيتها، ثم كانت تطالعه في المغارة لتنظر ما فعل فتجده حيا يمص إبهامه. ويزعمون - والله أعلم - أن الله جعل رزق إبراهيم عليه السالم فيها ما يجيئه من مصه، وكان آزر فيما يزعمون قد سأل أم إبراهيم عن حملها ما فعل، فقالت: ولدت غلاما فمات. فصدقها فسكت عنها، وكان اليوم - فيما يذكرون - على إبراهيم في الشباب كالشهر، والشهر كالسنة، ولم يمكث إبراهيم عليه السلام في المغارة إلى خمسة عشر شهرا، حتى قال لأمه: أخرجيني أنظر، فأخرجته عشاء، فنظر وتفكر في خلق السموات والأرض، وقال: إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي، مالي إله غيره، ثم نظر في السماء ورأى كوكبا، فقال: " هذا ربي " ، ثم اتبعه ينظر إلى ببصره حتى غاب " فملا أفل قال لا أحب الآفلين " ، ثم اطلع للقمر فرآه بازغا فقال: " هذا ربي " ثم اتبعه ببصره حتى غاب " فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين " . فلما دخل عليه النهار وطلعت الشمس رأى عظم الشمس ورأى شيئا هو أعظم نورا من كل شيء رآه قبل ذلك، فقال: " هذا ربي هذا أكبر، فما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون، إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين, ثم رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته، وعرف ربه وبرئ من دين قومه إلا أنه لم يبادهم بذلك، فأخبره أنه ابنه، فأخبرته أم إبراهيم عليه السلام أنه ابنه، فأخبرته بما كانت صنعت في شأنه، فسر بذلك آزر وفرح فرحا شديدا......................الخ

هل هو إبن أزر ام إبن تارخ ؟

اليست قصص ألف ليلة وليلة اكثرمنطقية  بل وتقبل التصديق اكثر من هذا العبث والهراء الذى جاءنا على انه تاريخ مؤرخ بمعرفة الطبرى!!!!!!!!!!!!

حدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي، قال: انطلق إبراهيم ولوط قبل الشأم، فلقي إبراهيم سارة، وهي ابنة ملك حران، وقد طعنت على قومها في دينهم، فتزوجها على ألا يغيرها، ودعا إبراهيم أباه آزر إلى دينه، فقال له: يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا؟ فأبى أبوه الإجابة إلى ما دعاه إليه.
ثم إن إبراهيم ومن كان معه من أصحابه الذين اتبعوا أمره أجمعوا لفراق قومهم، فقالوا: " إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم " ، أيها المعبودون من دون الله " وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا " أيها العابدون " حتى تؤمنوا بالله وحده " . ثم خرج إبراهيم مهاجرا إلى ربه وخرج معه لوط مهاجرا وتزوج سارة ابنة عمه، فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه، والأمان على عبادة ربه حتى نزل حران، فمكث بها ما شاء الله أن يمكث، ثم خرج منها مهاجرا حتى قدم مصر، وبها فرعون من الفراعنة الأولى. وكانت سارة من أحسن الناس فيما يقال، وكانت لا تعصى إبرهيم شيئا، وبذلك أكرمهم الله عز وجل، فلما وصفت لفرعون ووصف له حسنها وجمالها أرسل إلى إبراهيم، فقال: ما هذه المرأة التي معك؟ قال: هي أختي وتخوف إبراهيم إن قال هي أمرأتي أن يقتله عنها. فقال لإبراهيم: زينها، ثم أرسلها إلي حتى أنظر إليها، فرجع إبراهيم إلى سارة وأمرها فتهيأت، ثم أرسلها إليه، فأقبلت حتى دخلت عليه، فلما قعدت إليه تناولها بيده، فيبست إلى صدره، فلما رأى ذلك فرعون أعظم أمرها، وقال: ادعي الله أن يطلق عني، فوالله لا أريبك ولأحسن إليك، فقالت: اللهم إن كان صادقا فأطلق يده، فأطلق الله يده، فردها إلى إبراهيم، ووهب لها هاجر، جارية كانت له قبطية.

هل كان هناك أقباط فى مصر فى أيام ذلك الفرعون, هل كانت الديانه القبطيه قد نزلت بعد!!!!!!!!!!! مع ملاحظة ان  تعريف الأقباط  الذى هو اصلا من كلمة قبط  الإغريقيه  وتعنى مصر,  فإن كان يعنيها  كمصرية  فلم لم يقل ذلك!!

 


حدثني الحارث، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: حدثنا هشام بن محمد، عن أبيه، عن أبي صالح، عن ابن عباس، قال: لما هرب إبراهيم من كوثي، وخرج من النار ولسانه يومئذ سرياني، فلما عبر الفرات من حران غير الله لسانه فقيل: عبراني، أي حيث عبر الفرات، وبعث نمرود في أثره، وقال: لا تدعوا أحدا يتكلم بالسريانية إلا جئتموني به، فلقوا إبراهيم عليه السلام فتكلم بالعبرانية، فتركوه ولم يعرفوا لغته.

الأن نعرف اصل كلمة عبرانى, فهى تأتى بعد ان عبر إبراهيم نهر الفرات, واللى مش عاجبه يثبت عكس ذلك!!!!!!!!!!

فلما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح إبراهيم صلى الله عليه وسلم، أرسل إليه ملك الموت في صورة شيخ هرم. فحدثني موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو بن حماد، قال: حدثنا أسباط، عن السدي بالإسناد الذي ذكرته قبل: كان إبراهيم كثير الطعام يطعم الناس، ويضيفهم، فبينا هو يطعم الناس إذا هو بشيخ كبير يمشي في الحرة، فبعث إليه بحمار، فركبه حتى إذا أتاه أطعمه، فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد أن يدخلها فاه، فيدخلها عينه وأذنه ثم يدخلها فاه، فإذا دخلت جوفه خرجت من دبره. وكان إبراهيم قد سأل ربه عز وجل ألا يقبض روحه حتى يكون هو الذي يسأله الموت، فقال الشيخ حين رأى من حاله ما رأى: بالك يا شيخ تصنع هذا؟ قال: يا إبراهيم، الكبر، قال: ابن كم أنت؟ فزاد على عمر إبراهيم سنتين، قال إبراهيم: إنما بيني وبينك سنتان، فإذا بلغت ذلك صرت مثلك! قال: نعم، قال إبراهيم: الله أقبضني إليك قبل ذلك، فقام الشيخ فقبض روحه، وكان ملك الموت.
ولما مات إبراهيم عليه السلام - وكان موته وهو ابن مائتي سنة، وقيل ابن مائة وخمس وسبعين سنة - دفن عند قبر سارة في مزرعة حبرون.

 

طبعا مات إبراهيم عن 200 سنه او ربما عن 150 سنه فقط  ومتفرقش, العدد فى الليمون, وكما قلت من قبل هناك العشرات من مثل تلك الحداويت عن إبراهيم ولكنى كما قلت اكتفيت بمثال او إثنين مما جاء فى كتاب المؤرخ العظيم الطبرى.

 

نكتفى بهذا القدر اليوم وسوف نتابع تخاريف , أقصد تأريخ الطبرى ان شاء الله , لكى نرى الى إين سوف ينتهى بنا.

اجمالي القراءات 18474