أصدرت وزارة الداخلية، أمس، تعليمات مشددة إلى مكاتب السجل المدني التابعة لمصلحة الأحوال المدنية بعدم إصدار أية أوراق رسمية لأي مواطن تثبت أنه يقيم بمنطقة الدويقة أو منشأة ناصر، وكذا عدم قبول أية طلبات من مواطنين بتغيير محال إقامتهم إلى المنطقتين المذكورتين.
وجاء ذلك في محاولة لإنقاذ الحكومة من المأزق الذي تواجهه حاليا في توفير شقق لأهالي الدويقة وعزبة بخيت وغيرها من المناطق التي تضررت جراء انهيار صخور من جبل المقطم على منازلهم، أو الذين يقيمون في مناطق يخشى تعرضها لكارثة مماثلة إذا ما استمرت إقامتهم بها.
واشترطت محافظة القاهرة على الأسرة المتقدمة بطلب الحصول على وحدة سكنية تقديم ما يفيد تضررها، بعد أن قالت إدارة الإسكان بالمحافظة إن عددا كبيرًا من المواطنين الذي تقدموا للحصول على شقق تحت غطاء أنهم من المتضررين من كارثة الدويقة ليسوا من المقيمين بمنطقة الدويقة أو حي منشية ناصر.
وتواجه المحافظة مأزقا خطيرا أمام القيادة السياسية بعد أن طلب الرئيس حسني مبارك منح جميع المتضررين وحدات سكنية بديلة، بالإضافة إلى السكان الآخرين الذي يقيمون بالمناطق المهددة، والذين يعيشون في عشش بحضن جبل المقطم، خشية حدوث انهيارات جديدة.
إلا أن هذا الأمر وضع المحافظة في أزمة، نظرا لأنه ليس لديها شقق كافية لمنحها للمتضررين، خاصة وأنه لم يكن هناك عمارات جاهزة للتسليم في الوقت الحاضر بعد أن توقفت معظم مشروعات الإسكان الشعبي التي كانت يتم تشييدها لحساب المحافظة بعد الارتفاع الجنوني في أسعار الحديد والأسمنت وجميع مواد البناء.
وتوقفت غالبية مشروعات الإسكان الشعبي التي كانت تتم لحساب محافظة القاهرة أو تقيمها هيئة تعاونيات البناء والإسكان التابعة لوزارة الإسكان والتعمير خلال العامين الأخيرين بعد أن اتجهت وزارة الإسكان لإقامة مشروعات "ابني بيتك" أو مشروع "إسكان المستقبل" الذي يتم لحساب جمعية المستقبل التي يشرف عليها جمال مبارك.
وكانت عملية توزيع الوحدات السكنية على المتضررين من أهالي الدويقة قد شهدت مشاجرات بين الأهالي وغرباء استغلوا الكارثة وتوجه الحكومة لتسكين المضارين، وقدموا أوراقًا مزورة للحصول على وحدات سكنية.
يذكر أن الدكتور عبد العظيم وزير محافظ القاهرة أعلن أمس الأول تسكين 187 أسرة من متضرري حادث الدويقة، وأكد أن عمليات الحصر والتسليم مستمرة على مدار 24 ساعة، وأشار إلى أن هناك توجيهات لمديرية التضامن الاجتماعي بتوفير الأثاث الضروري للأسر التي فقدت وسائل معيشتها تحت الأنقاض.