القاموس القرآني
" رجل ــ رجال "
1 ـ يأتي لفظ " رجل " بمعني شخص ذكرا كان أو أنثى كقوله تعالي: ( ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ) : 33/4. أي ما جعل لشخص قلبين في جوفه..
2 ـ وقد يدل بالقرينة على أن هذا الشخص رجل ذكر كقول المشركين عن النبي نوح "( إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ )" 23/25.
3ـ ويأتي " رجل " بمعني الذكر في مقابل الأنثى أو المرأة.. كقوله تعالي "( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء ) ": 4/1.
والأغلب في هذا المعني أن يأتي في التشريع الخاص بالرجال والنساء وضرورة التمييز بينهما.. في العلاقة الزوجية كقوله تعالى ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء )":4/34.
4 ـ وقد يعني " رجل " و" رجال " الرجولة والشهامة ، وليست مجرد الذكورة ، ومن الطبيعي أن يرتبط ذلك المعني بموقف تبدو فيه الحاجة للشهامة والرجولة .. ففي غزوة الأحزاب يقول تعالي ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ) " 33/23.
5 ـ وفي قصص الأنبياء في القرآن نجد أمثلة عديدة.
* في قصة لوط حين هجم الأنذال علي بيت لوط قال لهم ( فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ )" 11/78. كان يتساءل عن وجود رجل شهم بينهم يشعر بالخزي والعار..
* وفي قصة القرية التي أرسل الله لها اثنين من الأنبياء فكذبوهما فأرسل لها رسولا ثالثا فكذبتهم جميعا، يقول تعالي ( وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ):36/20". فذلك شخص مجهول وصفه القرآن بالرجولة والشهامة لأنه جرؤ علي أن يواجه قومه بالحق، ونفهم من السياق أنهم قتلوه بسبب جرأته في الدفاع عن الحق..
* وفي قصة موسي أكثر من موقف للرجولة.. حين قتل المصري المعتدي علي سبيل الخطأ وتآمروا عليه. أخبره رجل جاء من أقصي المدينة متطوعا بعمل قد يكون فيه هلاكه يقول تعالي ( وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ) :28/20".
* وحين عزم فرعون علي قتل موسي هب رجل من ملأ فرعون يدافع عن موسي "( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ) " 40/28.
* وحين خاف قوم موسي دخول الأرض المقدسة التي كتبها الله لهم قال رجلان شجعان لا يخافان إلا الله : ادخلوا عليهم الباب : "( قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ ) " 5/23.
6 ـ وتأتي كلمة رجال " بالذات تفيد المشي علي الرجلين أو القدمين في مقابل الذي يركب يقول تعالي في الصلاة عند الخوف ("فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا ):2/239" أي صلوا عند الخوف وأنتم راجلون سائرون أو أنتم راكبون .
ويقول تعالي عن الحج " (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ) 22/27" أي مترجلين أو يركبون الدواب التي ضمرت من السير في البيداء والصحراء..