(هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) حديد/3
مازلنا ندرس الامثلة الواردة في قصة يوسف بخصوص تأويل آيات الله في كتابه العزيز . و كان الفرض الاساسي أن الايات المأول منها و تلك المأول اليها هما لنفس الحقيقة و نفس المعنى و بناء على هذا الفرض جاءت دراستنا لتلك الايات كأمثلة عن كيفية تأويل تلك الايات الماول منها الى تلك المأول اليها . و كان أهم ما تمت ملاحظته هو وجود تشابه ما بين الايات . وقد ذهبنا الى الفرض أن هذا التشابه هو من أهم العلامات و الاشارات التي تلزم لتأويل الايات ببعضها. و قد افترضنا أن هذا المنهج هو ما أشارت له آية آل عمران (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ)/7 .. و حيث أننا نهدف الى فهم أيات القرءان فإننا ننأى عن ابتغاء الفتنة و نقوم بالسبب الثاني ، أي (فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ منه .... ابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ) – و الحقيقة أن المعظم إن لم يكن الكل من أهل القرءان يقوم بعملية تتبع للايات في القرءان من ناحية وجود تشابه معين بهدف فهم بعض الكلمات ، فمثلا إن أراد أحدهم أن يعرف مقصود كلمة الدين: تراه يتتبع كلمة الدين و أشباهها في الايات القرءانية و يقوم بتجميع تلك الايات المتشابهات بهدف تأويل معنى كلمة (الدين). و الحقيقة أن هذا المنهج المتبع هو حالة خاصة و بسيطة لنظرية التأويل لأيات القرءان الكريم.
و بالعودة الى أمثلة قصة يوسف نلاحظ أن المثالين الاول و الرابع قد تم فيهما قلب لمعاني بعض الكلمات أو الجمل الى معاني أخرى ، فنلاحظ أن (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ «4») يوسف قد تحولت الى (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا)يوسف/100 – أي أن الاحد عشر كوكبا و الشمس و القمر تحولت الى اخوته و ابويه. و أيضا نلاحظ أن (سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ) قد تحولت الى (تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا ..... سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ ) أي تحولت البقرات السمان الى سنين دأب (مليئة بالعمل و النشاط) والبقرات العجاف الى سنوات شداد – فهنا و لتفسير ما حصل ، بناء على مبدأ اتباع المتشابه من جهة و البحث في القرءان من جهة أخرى، فقد افترضنا أن ما حصل كان مجرد تحويل المعاني الظاهرة الى معاني باطنة – و قد أسمينا الايات الماول منها بالايات الظاهرة و المأول اليها بالباطنة.
ولكن كيف عرفنا أن المعنى الباطن لـ (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) هو اخوة يوسف و أبويه؟ و كيف عرفنا أن البقرات (و السنبلات) تكافيء السنوات ؟ قبل الخوض في هذا الموضوع يلزم وضع بعض التعريفات و ارساء بعض القواعد .
إن المبدأ الاساس الذي نسير عليه هو امكانية تطبيق المنهج العلمي التجريبي على فهم أيات القرءان . و بالتالي فإن النظر الى كيف يعالج المنهج العلمي القضايا الغامضة بخصوص السبب والمسبب لهو مفيد جدا لنا في سبيل فهم أيات القرءان من ذات المنطلق. و قبل المنهج العلمي الحديث ، ساد منهج استقرائي يعتمد على استنتاج القوانين من ملاحظات بسيطة لاتشمل في العادة كافة الاحتمالات الممكنة. و خير مثال على ذلك المنهج الاغريقي هو منهج أرسطو. فمثلا نظرية الخلق التلقائي التي سادت لأكثر من ألفي عام ، و التي دعمها أرسطو ، تقول انك لو جمعت قطع ملابس بالية + حبوب و قمح + رطوبة و ماء + مكان مظلم فإن الناتج يكون فئرانا. و بالمثل إذا وضعت قطعة لحم + ماء + مكان مظلم فالناتج ذباب و بعوض ..الخ. نظريات أرسطو هذه قائمة على مبدأ اتباع المتشابه في الكون : فهو لاحظ (في حياته ) أن اجتماع تلك الاشياء دائما ينتج فئرانا أو ذبابا ..الخ. و بما أن أرسطو و من جاء بعده كانوا يجمعون الادلة و التجارب من الكون المفتوح ، فإن أحدا منهم لم يفكر في أي يضيف تجربة اضافية لفحص تلك المقولات. إلى أن جاء باستور و كوخ عندما أجريا تجربة عزلوا فيها تلك الاشياء (الملابس+حبوب...الخ) فعندها لاحظوا أن نظريات أرسطو تفشل فشلا تاما. إذن : عندما نظر الانسان الى مجال أوسع من التجارب بان له مقدار النقص و القصر في رءويته الاولية.
لنأخذ مثال آخر من الكيمياء : مثلا: لوحظ أن خلط A + B + C+ D دائما يعطى X .. نستطيع أن نكتب هذه الملحوظة كالاتي:
A + B + C + D = X ، لاحظ أنه من الممكن أن بعض المكونات ليس بالضرورة له علاقة بالمنتج X فقد يكون هذا المنتج ناتجا عن B+D مثلا في حين أن A+C حدث أنهما كانا متواجدان فقط طيلة الوقت
والان لو أتبعنا المنهج العلمي للتعرف الى من هي المكونات الحقيقة التي فعلا تنتج لنا المنتوج X عند اجتماعها فأننا نقوم بعمل تباديل لتلك المكونات و نثبت المنتوج X أثناء تلك التباديل ، فننشيء الجمل الاتية:
1. A+C = X
2. A+B = X
3. A+D = X
4. B+C = X
5. B+D = X
6. C+D = X
7. A+B+C = X
8. A+C+D = X
9. A+B+D = X
10. B+C+D = X
11. A+B+C+D = X
لاحظ أننا في كل مرة نثبت اهتمامنا على X ( فهو الشق المتشابه في كل تلك العبارات) .. الان إذا كانت تلك العبارات عبارة عن تجارب فإنه لا يمكن (أو احتمال ضعيف جدا) أن تكون جميعها صحيحا – فلو فرضنا أن كل العبارات التي تحتوى B+D فقط هي التي تنتج لنا X تكون العبارات رقم 5 و 9 و 10 و 11 بالتالي صحيحة
و الان بعد أن عرفنا أن B+D تستلزم X فإننا بإمكاننا توقع وجود B+D من مجرد وجود X ( أو العكس توقع X لمجرد وجود B+D ) أو بمعنى اخر نستطيع استبدالهما ، فعندها نسمى X بالمعنى الباطن لـ B+D (أو العكس) .
لاحظ أنه عند النظر في الكون فإن الدليل يكون اجراء تجارب و متابعة الظواهر المتشابهة – أما عند البحث في كتاب الله فإن الدليل هو تتبع أيات الله المتشابهات في ذلك الكتاب كأنها تجارب في كل آية تجربة.
إن عملية استبدال المعاني الظاهرة و الباطنة عبارة عن عملية فكرية يجب أن تتم بتأنٍِ و حرص ومن بعد استجماع كافة الاحتمالات الواردة في آيات الله (المحدودة العدد) . أن استبدال المعنى الباطن بآخر ظاهر (أي وضع باطن مكان ظاهر) سوف تنتج لنا "جملة" جديدة . هذه الجملة الجديدة هي بالضرورة مكونة من كلمات الله . سوف اسمي تلك العملية التي ننتج بها جملة (أو معنى) جديد : بعملية الاشتقاق. أي اننا اشتقينا من الاية المأول منها جملة ذات معنى باطن . فإن كانت عملية الاستبدال تحصل من آية واحد مباشرة نقول ان الاشتقاق كان من الدرجة الاولى ، فإن لزم التعدي لأية ثانية لاجراء عملية الاشتقاق نقول أنه من الدرجة الثانية و هكذا. أما إن استبدلنا كلاما في أية بكلام متلازم من عدة أيات اخرى بشكل غير مباشر – عندها يكون الاشتقاق ضمنيا.
لتوضيح ما سبق من تعاريف و مسميات نعود الى أمثلة قصة يوسف ونأخذ المثال الاول (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ «4») يوسف – فلتأويل تلك الاية نحاول تثبيت كلمة (ساجدين) أو مشتقاتها ( تماما كما ثبتنا X في المثال اعلاه) و نتتبع الايات المتشابهات في القران التي تتشابه مع كلمة ساجدين فنجد الاتي:
1. (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ) اعراف/11
2. (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) أعراف/120
3. (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ) حجر/29
4. (إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) حجر/31
5. (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) حجر/32
6. (فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ)حجر/98
7. (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ) شعراء/46
8. (وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) شعراء/219
9. (فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) ص/73
نلاحظ أن كلمة ساجدين جاءت متلازمة مع إما الملائكة أو بشر (ابليس لم يكن من الساجدين)– و بالعودة الى الجملة الاساس فإن عملية التعويض بدلا من (أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَر) تنتج لنا (لاحظ أن هذا اشتقاق ضمني) :
1- الملائكة لي ساجدين
2- السحرة (بشر) لي ساجدين
و من روائع القرءان أن يوسف رغم أنه اعطي علم التأويل إلا أنه لم يتمكن من تأويل أول حديث (أو حلم) له اّلا لاحقا جدا. إذ لو أنه قد أوله فلربما سيحصل على نفس النتائج أعلاه (و هي نتائج مفتوحة) . فبقي يوسف ساكتا عن تأويل ذلك الحديث الى ان تحقق أمامه بأن رآى اخوته و ابويه (و هم بشر) قد سجدوا له.
أما لو حاولنا أن نثبت الشق الثاني ( وهو احد عشر كوكبا ..الخ) أو إن أردنا تثبيت كلمات اخرى مثل (كوكب) .. أو (شمس) أو (قمر) أو غيرها – فتلك المتشابهات لن تجلب لنا بدائل باطنة ذات دلالة مفيدة – فتكون كمثل التجارب التى لا تنتج نتائج – أي لا تأثير لها.
و من منظار أخر إذا استتبعنا كلمة يسجد أو كلمة الشمس فنجد الاية (وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ) نمل/24 . و فيها اشارة الى (قومها) و (تزيين الاعمال من قبل الشيطان) فإن حاولنا الاستبدال في قصة يوسف ، تكون: (احد عشر- قومه يسجدون - الشمس- دون الله - زين لهم الشيطان اعمالهم ...) و هذا مثال على اشتقاق من الدرجة الاولى (لأنه أخذ من أية واحد مباشرة) و فيه اشارة الى أن السجود له علاقة بقومه و له علاقة بتزيين الاعمال من قبل الشيطان – وهو ما حصل مع اخوة يوسف . إلا أن هذا الاشتقاق ضعيف نسبيا و ليس من السهل تتبعه.
أما المثال الرابع في قصة يوسف : البقرات. فإذا حاولنا تثبيت كلمة سبع و تتبعناها في القرءان بهدف استبدال كلمة بقرات أو كلمة سمان أو سنبلات ..الخ فإننا نحصل على أن أكثر تلازم لكلمة سبع هو مع السموات
(اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ) بقرة/29 و (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ)فصلت/12 و (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) الملك/3 و غيرها الكثير ، و أيضا نلاحظ التلازمات التالية و لكن بشكل أقل (سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا)حاقة/7 و أيضا (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ)لقمان/27 و أيضا (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ) مؤمنون/17 . فإن تتبعنا السماوات فإننا نجد أنها تتلازم مع (أيام) مثل (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)اعراف/54 و مثل (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ)هود/7 و غيرها – أو مع أشهر (و هي اثنا عشر شهرا =سنة) مثل (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) توبة/34 . أو ساعة كقوله (وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) زخرف/85 و غير ذلك من المتلازمات. و الحقيقة إن عملية اتباع تلك المتلازمات عملية مرهقة و طويلة (تماما كعملية تتبع الادلة و المشاهدات في التجارب و الابحاث) – لكن نستطيع القول ان:
بقرات = سماوات (اشتقاق أول)
سماوات = فترة زمنية ، ساعة، يوم ، شهر (اشتقاق ثاني)
فتصبح سبع بقرات مكافئة لسبع فترات زمنية . و إذا تتبعنا مثلا كلمة (يوم) نجد أنها ارتبطت مع كلمة (سنة ) (وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ)حج/47 . (وهذا اشتقاق للدرجة الثالثة) . و الحقيقة لك أن تتساءل : كيف نعرف أن ما توصلنا له من اشتقاق هو الحق (أو يوصل للتأويل الحق) ؟ و كيف نعرف أنه يجب تتبع الكلمة الفلانية و ليس الكلمات الاخرى؟ الحقيقة نحن لا نعرف (فالله أعلى و اعلم) و لكن نحن نتحسس الجواب و نحاول أن نجمع المزيد و المزيد من الايات المتشابهات (مثل تجميع الظواهر الفيزيائية في الكون) لدراستها.
و كمثال آخر (مألوف)على الاشتقاق و هو سهل التقريب للأذهان نقرأ أن الله قال (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا)بقرة/219 و التي تقول أن الخمر فيها اثم كبير ، فإن تتبعنا كلمة إثم مثلا فإنها تهدينا الى الاية (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ)أعراف/33 . و التي تقول أن الاثم محرم و بتعويض ذلك في الاية الاولى (اشتقاق من الدرجة الاولى) نحصل أن الخمر أيضا محرم.
أي أنه كلمة إثم هي معنى باطن أول لكلمة خمر و التحريم هو معنى باطن ثاني لكلمة اثم.
أي: الاية الاولى: الخمر = اثم
الاية الثانية : الاثم = محرم
إذن الخمر = محرم ( وهذا اشتقاق من الدرجة الاولى )
و كمثال آخر نقرأ قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) أنعام/82 . و بتتبع كلمة ظلم نلاحظ أن معناها الباطن هو (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) لقمان/13 أي الظلم = الشرك و هذا اشتقاق من درجة الاولى.