التفضيل البيولوجي للإنسان:
قال الله تعالى في كتابه العزيز"ولقد كرمنا بني آدم وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"
جاء التفضيل لبني أدم من سياق الآيات القرآنية ، بعد التكريم ،وأعتقد أن هذا التكريم له علاقة مباشرة بموضوع التسخير ،ولو دققنا في موضوع التكريم ،لوجدناه ملخصا في قوله تعالى "ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات والارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة." لقمان/20........"أي أن الانسان يستطيع أن يستخدم البر والبحر في التنقل والجو (ويخلق ما لا تعلمون) ،في نقل ح&;اجياته ،وايضا الاستفادة من البر والبحر كونهما من مصادر الرزق الطيب ،يبقى السؤال المحوري في تدبر هذه الاية ،قوله عز وجل "وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً" وهذا التفضيل بحد ذاته والذي أكده الخالق بقوله تفضيلاً ،بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أعطى لادم وسلالته تفوقاً في الذكاء والخيال الذي هو بداية الابداع والخلق ،والارادة اكثر مما وصل إليه أي مخلوق من مخلوقات الله الأخرى على هذه الارض ،لأننا لا نعلم من يعيش في العوالم الأخرى ..... والسؤال المطروح كيف فضل الله الانسان على المخلوقات الأخرى؟،وكيف يتجلى هذا التفضيل البيولوجي.
نحن مكلفون بقراءة كتابين ،كتاب الانفس ،وكتاب الافاق.حتى نتحول من الايمان الذي يعطي الانسان المؤمن حالة من التمسك بدينه والتوحيد الخالص(التسليمي) ، الى حالة اكثر ضرورة منها وهي حالة رؤية آيات الله في الآفاق والانفس والتي تدعم ايماننا ،فمع الصفاء والتسليم نتحول الى العلمية والايجابية ،وهذا ما يريده رب العالمين منا كمسلمين ومؤمنين.
فتفضيل أدم وحواء وسلالتهما ،حسب الابحاث العلمية الحديثة ،كونهما مخلوقان متوازيان في التطور ،من جنس واحد يعود وجودهما الى بناء راق في بيولوجيا الشيفرة الوراثية ،ويختلفان بينهما في المحتوى النووي للخلايا،فأدم يملك في خلاياه العادية 44 كروسوم
اثنان جنسيان .وحواء تملك بدورها في الخلايا العادية 44كروسوم اثنان جنسيان
{X,Y} أدم {X,X}حواء
وحسب توزيع الكرموسوم اثناء التلقيح يتحدد نوع الجنس ذكرا كان أم انثى ،البويضة تتكون داخل المبيض في الجهاز التناسلي للمرأة ثم تهبط الى قناة فالوب اليمنى أو اليسرى ومن ثم الى الرحم ،ليتم الحمل ويبدأ نمو الجنين. من هنا وفي الكروسومات (وهي محتويات داخل النواة في الخلايا) يوجد الذرات التي تبني الذرية ،ولها مصطلح علمي يسمى بما يعرف الشفرةالبيولوجية أو الوراثية.
الشيفرة البيولوجية.{DAN}
العرب عرفوا هذا المبدأ منذ القدم في الذرية ،وعملوامن خلاله على تحسين ذرية المواشي والخيول والحيوانات الأخرى. لكن الانسان كمخلوق تكوينه الحيوي يتألف من ثلاث ثوابت
-من التراب "الذي أحسن كل شيء خلقه وبدا خلق الانسان من طين " فاطر /11
- من الماء "وجعلنا من الماء كل شيء حي" الانبياء/30
- واخيرا وهذا المهم من نعمة النور الآلهي الذي منحه الله تعالى للانسان "نفخةالروح"
وهذ النفخة اعطت الانسان تكوينا بيلوجياً مفضلاً ، لهذا فالجينات البدائية في الخلق عبر الشيفرة الوراثية ،لها وجودها في الانسان ..في أدم وذريته.ومن خلال الشفرة البيلوجية ايضاً يتحدد للانسان طول العمر أو قصره (في كتاب) وتحوي الشيفرة على 94% من الصفات الوراثية لما سبقه من خلق راق.الذين فضله الله عليهم وكان من خلال 55 مورثة،جينات متطورة.هذه الجينانت المتطورة كانت وما زالت القاعدة الاساسية (بأمر الله) التي من خلالها فضل الله ادم وذريته على كثير مما خلق على هذه الارض.. هذا وقد توصل العلم الى 350 جين تقريباً يعتبرهم العلماء اساسا للحياة البدائية التي خلقهاالله من الماء والتراب.. لقد جاء الانسان ليكون الحلقة الأخيرة والنهائية بعد فترات طويلة من المحطات البيولوجية المتطورة والراقية.وامتاز الانسان بكونه يحمل الشقين معا في وحدة تناقض (الخير ،والشر) "ونفس وما سواها .فالهمها فجورها وتقواها".وهذا يقودنا الى التفضيل في الهداية،وسيكون هذا الموضوع محور البحث اللاحق.
اين تكمن نفخة الروح في الانسان بعد ان استعرضنا مفهوم التفضيل البيولوجي؟
نعود الى الاية الكريمة في قوله عز من قائل"الله نور السموات والارض..... نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء " النور/35 في تدبر هذه الاية ،نستطيع ربطها مع الاية الكريمة "أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون" الانبياء/.30 .من هنا نستطيع الاستنتاج أن النور الآلهي بعد فتق السموات عن الارض ،عم نوره جل جلاله على كل شيء في الارض والسموات.وجاءت الطاقة العظيمة التي خلق الله سبحانه وتعالى منها كل شيء. وهنا لابد من التنويه أن الخالق بعد كل هذا ،استوى عرشه على الماء.وإذا علمنا أن الفهم والمعرفة في العقل الذي ابتلانا الله به هو نتاج قدرته في ايجاد الحياة من الماء ،ومعلوم لدينا أن الدماغ ,وإن كان هو العضو المميز والارقى من بين الاعضاء في الانسان فان أكثر من 90% من مكوناته من الماء.لذلك والله أعلم فاستواء النور الآلهي في الانسان هو فوق هذه السيولة الهندسية من الماء مع الذرات العابرة وسط الشيفرة الوراثية في الانسجة العصبية، يؤدي هذا الترابط في النهاية الى عقول ...اما أن تكون فاجرة وكافرة أو تقية وهنية ،اما نفخة الروح فهي متواجدة في كل الطاقة الحيوية في كل خلايا جسد الانسان،وتتجلى في الكتاب الوراثي الذي سيبقى موجودا الى ما بعد يوم الحساب...... . لكن كيف يمكننا الوصول الى هذا الاستنتاج؟ يقول الخالق" قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولوجئنا بمثله مداداً" هذه الاية تدل والله اعلم على مفتاح علمي يرتكز على فهم الشيفرة الوراثية ،والتي تقول لنا أنه لاحياة بدونها بدون الجينات ،وما الكلمات في هذا الكون ألا الجينات المتواجدة في كل شيء خلقه رب العالمين. فالتراب فيه مادة الكربون بذراته،والماء المكون من ذرة واحدة من الاوكسجين وذرتان من الهيدروجين ،كل هذه الذرات مجتمعة والمليئة بالطاقة والقدرة الآلهية ،والحاضرة بنور الخالق تعمل في ظروف حيوية خاصة في هذا التكوين البيولوجي. ومن ثم تأتي الكلمات الطيبة لتبني امما باركها الله،واما الكلمات الخبثة فتبني امما سيمتعها الله ثم يمسهم العذاب الاليم ، فكل امة تحمل يوم الحساب كتابها كاملا غير منقوص بما فيه من خير أو شر ،وهذا تصديقا لقوله عز وجل " وترى كل امة جاثية كل امة تدعى الى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون" والله اعلم فإن كتاب الانسان في حياته ووفاته ويوم بعثه هوالشفرة الوراثية التي بناها الله سبحانه وتعالى للانسان من خلال امته وفيها ما اكتسبه من ثقافة هداية أو ضلا لة وذلك خلال فترة وجوده في دار الابتلاء ،. والله اعلم. البحث له بقية.
البحث .هو تلخيص لبعض النظريات العلمية ،والتي بحاجة الى دراسة وتعمق أكثر.منها علم الجينات ،للدكتور ابراهميم المصري .