أمجاد الفراعنة تهبط على مذنّب بعيد 500 مليون كيلومتر

في الثلاثاء ١١ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

أمجاد الفراعنة تهبط على مذنّب بعيد 500 مليون كيلومتر
 
ستتم مشاهدة هبوط المسبار في بث حي
لندن - كمال قبيسي

إذا لم تقم "لعنة الفراعنة" بشغلها، ولا طرأت سلبيات مفاجئة، فسيشهد هذا الأربعاء حدثاً فضائياً لا يوازيه بالأهمية إلا هبوط الإنسان لأول مرة على سطح القمر قبل 45 سنة، وستتم رؤيته في بث حي تحتاج لقطاته إلى 28 دقيقة لتصل إلى الأرض، حيث سينفصل مسبار/روبوت عن مركبة تحمل مع أهم أقسامها أسماء مصرية وفرعونية، ليهبط على مذنّب أمضى 10 سنوات ليصل إليه، لأنه بعيد 500 مليون كيلومتر في الفضاء، إلا أن المركبة قطعت أكثر من 10 تريليونات كيلومتر بمطاردة المذنب المستهدف.

المركبة أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية، المعروفة بأحرف ESA اختصاراً، في 2004 وسمتها Rosseta على اسم "حجر رشيد" الذي عثر عليه الفرنسيون في 1799 بمدينة رشيد المصرية، وفيه وجدوا نصوصاً هيروغلوفية محفورة وإلى جانبها ترجمة يونانية مكنت أحد علمائهم فيما بعد من فك رموز اللغة المصرية القديمة.

أما المسبار المبرمج للهبوط على المذنب 67P/Churyumov-Gerasimenko فأطلقت عليه الوكالة التي كلفها مشروع "روزيتا" ملياراً و800 مليون دولار، اسم Philae أي جزيرة "فيلة" في نهر النيل بمدينة أسوان في الجنوب المصري، في حين أطلقت اسم "أجيلكيا" المعروفة كجزيرة في النيل أيضاً على المكان الذي سيهبط فيه "فيلة" على سطح المذنب، في عملية موصوفة بشديد التعقيد والدقة، لأن شكل المذنب المكون من جسمين ملتحمين يجعلانه شبيهاً ببطة ورأسها، غير منتظم كصخرة عملاقة.

مكان الهبوط وصورة سيلفي الشهيرة جمعت المركبة والمذنب معا

روائح كريهة كالبيض الفاسد تنبعث من المذنّب

وكانت "روزيتا" وصلت في أغسطس الماضي إلى المذنب "ورصدت روائح كريهة شبيهة بالبيض الفاسد والميثان والخل وسيانيد الهيدروجين وثانى كبريتيد الكربون وثانى أوكسيد الكبريت تفوح منه، برغم أن معدل بعده عن الشمس 400 مليون كيلومتر" طبقاً لما قرأت "العربية.نت" مما نقلته الوكالات عن علماء في الوكالة الأوروبية، ممن ذكروا أيضاً أن كاميرات في "روزيتا" التقطت صوراً رائعة للمذنب من مسافة 10 كيلومترات فقط.

في تلك الصور ظهرت في مذنب "تشوريوموف" منحدرات صخرية وكثبان رملية، وظلمة في جوانبه غير المعرضة للشمس "أشد سواداً من الفحم، لذلك كانت درجة وضوح الصور غير جيدة". مع ذلك، اتضح من واحدة التقطتها كاميرا سموها "أوزيريس" على اسم إله البعث والحساب لدى الفراعنة، وجود صخرة شبيهة بالهرم على سطحه "بدت خشنة وغير منتظمة وارتفاعها 25 متراً"، فأطلقت الوكالة عليها اسم "خوفو"، تيمناً بالهرم الأكبر قرب القاهرة.

ومازال المسبار "فيلة" ملتحماً بالمركبة الأم، ينتظر "أوامر" بالهبوط، سيبثها الأربعاء فريق مكلف بالمهمة في المركز الأوروبي للعمليات الفضائية بألمانيا، حيث يعمل من هناك "على مراقبة كل صغيرة وكبيرة في "فيلة" الدائر مع المركبة الآن على ارتفاع 20 كيلومتراً عن المذب، وهو ما قاله أندريا أكومازو، مدير مهمة "روزيتا" الذي لا يعلم "إذا كان سطح المذنب ليناً كالرماد أو صلباً كالجليد إلا حين نهبط هناك"، حيث سيدرسه المسبار طوال عام للتعرف إلى المزيد عن المجموعة الشمسية والكون أيضاً.

ويمكن متابعة هبوط المسبار الذي سيستغرق، الأربعاء، 7 ساعات ليصل ويحفر بعمق 23 سنتيمتراً في سطح المذنب الذي اكتشفه في 1969 فلكيان روسيان، عبر الموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأوروبية، وفيه اطلعت "العربية.نت" على كافة المعلومات بشأنه، فمعدل قطره 4 كيلومترات، ويدور مرة حول الشمس كل 6 سنوات و6 أشهر، وعمره من عمر الأرض تقريباً، أي 4 مليارات و600 مليون عام.

اجمالي القراءات 3478