البدوي: الديمقراطية أقوى سلاح ضد الإرهاب

في الخميس ٠٦ - نوفمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

البدوي: الديمقراطية أقوى سلاح ضد الإرهاب

 

البدوي: الديمقراطية أقوى سلاح ضد الإرهاب
الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد
 

قال الدكتور السيد البدوي، رئيس حزب الوفد، إن الحادث الإرهابي الأخير "كرم القواديس"، الذي استهدف رجال القوات المسلحة في شمال سيناء، أصاب الشعب كله بصدمة وحالة من اليأس والإحباط بعد أن ارتفعت معنوياته خلال العام الأخير.

وأضاف "البدوي" خلال حواره مع الإعلامية ريهام السهلي في برنامج "حوار خاص" على فضائية "التحرير"، مساء اليوم الخميس، أن الحادث أحزننا وأشعرنا وكأننا فى حالة هزيمة.

وأشار إلى أنه تم استدعاء تجربة "جبهة الإنقاذ" لتكرارها وتوحيد القوى السياسية ضد الإرهاب في تحالف وطني، بهدف إخراج المصريين من حالة الإحباط، الذى سببها الإرهاب الذي يستخدم أسلحة لا تستخدم إلا فى الحروب قائلا: "كنا على قلب رجل واحد فى جبهة الإنقاذ وسنكون كذلك فى جبهة محاربة الإرهاب".

وتابع أن التحالف الوطني لمحاربة الإرهاب ضم عددا كبيرا من الشخصيات العامة والسياسيين، مشيرا إلى أنه تمت دعوة جميع القوى السياسية واستجابت جميعها، مضيفا أنه تم إنشاء صندوق لدعم أسر الشهداء، وكذلك الأسر التي أخليت منازلهم على الشريط الحدودي.

وعن مشاركة التيار الشعبي فى التحالف ضد الإرهاب، أكد البدوي أنه لا يعلم الأسباب التي منعت المرشح الرئاسي الأسبق حمدين صباحي، فى الاجتماع التأسيسي للتحالف، مشيرا إلى أن المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة، حضر وشارك فى التحالف، مؤكدا أنه لا يرفض وجود التيار الشعبي فى تحالف "الوفد المصري" الانتخابي، ولكن هناك حالة من عدم التوافق الفكري والأيدلوجي بين الجانبين.

وأوضح "البدوي" أنه لم يتم دعوة حزب النور للمشاركة فى التحالف الوطني لدعم الإرهاب؛ تلبية لرغبة بعض المشاركين، الذين رأوا أن وجود حزب النور فى الجبهة سيؤثر على موقفهم في الانتخابات البرلمانية القادمة، مشيرا إلى أنه كان يتمنى مشاركة "النور" فى التحالف لأنه الوحيد القادر على التواصل مع المتطرفين والشباب المنتمين لهذه الأفكار، ومن الممكن أن تكون بداية لتكوين قائمة وطنية بشرط الالتزام بوثيقة التحالف.

ولفت إلى أن الجبهة ليس لها رئيس حتى الآن، مشيرا إلى أنه سيتم تشكيل أمانة عامة للجبهة فى الاجتماع القادم، وستتولى الدعوة ومتابعة أعمالها، والتواصل مع المجتمع المصري والتعريف بالإرهاب من خلال المؤتمرات والإعلام.

وقال "البدوي"، إنه لا يمكن لأي جماعة مهما كانت قوتها أو تمويلها أو أسلحتها أو تنظيمها أن تسقط دولة بشعبها وجيشها وإعلامها، مؤكدا أن الهزيمة هى النهاية الأكيدة لكل من يفكر في إسقاط الدولة، مشيرا إلى قناة الجزيرة، وموادها الإعلامية التي تتخيل أنها قادرة على إسقاط الدولة بتزييف الحقائق.

ووصف "رئيس الوفد" قطر بـ"الدويلة" و"الذراع الصهيونية العربية" قائلا: قطر دويلة وتمول الإرهاب فى مصر وتستخدم ذراعا إعلاميا لدعمه.. وهي ذراع صهيونية عربية"، مؤكدا ضرورة أن يكون للمصريين بقيادتهم السياسية والشعبية وقفة على كل الأصعدة، مشيرا إلى ضرورة إتاحة كل الخيارات للحفاظ على الأمن القومي.

وأكمل رئيس الوفد أن الحزب وافق على الانضمام لتحالف "الأمة" الذى حاول تأسيسه عمرو موسي، رئيس لجنة الخمسين، مشيرا إلى أن الاعتراض لم يكن على مسمى التحالف، ولكن كان الاعتراض على عدد من المشاركين في التحالف، الذي ضم عددا من أعضاء الحزب الوطني.

وأكد "البدوي" أن تحالف "الوفد المصري" سينافس فى الانتخابات للحصول على الأغلبية لتشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن الهدف من تكوينه هو خوض الانتخابات كجماعة واحدة ليكون لها هيئة برلمانية بناء على وثيقة واحدة.

وعن الأزمة التى أثارها بعض أعضاء حزب الدستور داخل الجبهة، أكد "رئيس الوفد" أنها مزايدات ليس أكثر، فيما يخص الاعتراض على إخلاء منازل الشريط الحدودي والمحاكمات العسكرية، مؤكدًا أن الأمرين دستوريين، مؤكدًا وجود حزب الدستور داخل التحالف.

واستطرد "البدوي" أن الديمقراطية لن ولم تقف فى طريق الحرب على الإرهاب، بل إنها أقوى سلاح لمحاربته، مضيفا أن كبح الحريات لا يمكن أن يحدث بعد الآن على حساب الأمن، قائلا: "حرية المواطن تدفعه للدفاع عن الوطن ضد الإرهاب.. وهناك بعض الأصوات الشاذة أو الأقلام التى تخرج بتعبيرات تقلق الشباب وبعض فئات الشعب".

وعن ما يثار فى الإعلام حول التحالف مع الإخوان،  أكد "رئيس الوفد"، أنه لم يتحالف مع الإخوان انتخابيا بعد ثورة 25 يناير، مؤكدا أنهم عرضوا على الحزب أن يكون له 40% من مقاعد القوائم ولكنه رفض، مضيفا أن التحالف الذى جمع بين "الوفد" وحزب الحرية والعدالة، كان تحالفا سياسيا ضم 40 حزبا بينهم حزب الكرامة، مشيرا إلى أن النية من هذا التحالف كانت توحيد القوى فى تحالف واحد ووضعنا وثيقة لكى تكون نواة للدستور ولكن الإخوان خالفوا ذلك.

وأضاف أن الإخوان وافقوا على وثيقة التحالف الوطني الديمقراطي ثم تراجعوا، مشيرا إلى أن القوى السياسية اعتقدت أن موافقة الإخوان على الوثيقة مكسب لتوحيد القوى السياسية والأحزاب على الدولة المدنية، مؤكدا أنه لن يوافق على التحالف مع حزب الحرية والعدالة انتخابيا، لأن التحالف الانتخابي لا يجوز إلا للمتقاربين فى الأفكار، وقال إن الرئيس المعزول محمد مرسي والدكتور سعد الكتاتنى قاما بزيارته في مقر الحزب وعرضوا عليه نسبة 40% من المقاعد على القوائم ولكنه رفض، قائلا: "الإخوان كانوا حريصين أن يحتموا بالوفد وأنا رفضت".

وعن اشتمال تحالف "الوفد المصري" على أعضاء من الحزب الوطني المنحل، أكد البدوي أن داخل التحالف رفض لكل المنتمين للحزب الوطني، حتى غير المتورطين فى الفساد قائلا: "هناك أشخاص أفسدوا الحياة السياسية.. ولن نضع أيدينا فى أيديهم إطلاقا.. ومن أفسد أو تربح أو كانت سمعته سيئة لدى المواطن لن نضمه إلينا".

وأشار الدكتور البدوى إلى أن تحالف الوفد المصرى بدأ الاستعداد للانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال لجنة الانتخابات، مشيرا إلى أنه يضم مجموعة من الأحزاب والكتل الشبابية، منتقدا تركيز بعض الأحزاب على القوائم فى قانون الانتخابات الجديد، مشيرا إلى أنها لا تمثل سوى 120 مقعدا، ولا تمثل سوى القوى المجتمعية التى لا تستطيع المنافسة فى البرلمان المقبل، مضيفا أن الأحزاب من خلال المقاعد الفردية تستطيع حصد أكبر مقاعد وترأس اللجان النوعية بالبرلمان.

ولفت "البدوى" إلى محاولة البعض أن يصور خلافا بين  الدكتور كمال الجنزورى، وتحالف الوفد المصرى، وهذا غير صحيح بالمرة، مشيرا إلى أن هناك خلافا فى وجهات النظر، واصفا القائمة التى يقوم الجنزورى بجمعها للمنافسة على البرلمان بأنها "قائمة معلقة"  لأنها لا تستند على حزب سياسى قائلا: "مين هيسانده إذا لم يكن له حزبا"، مشيرا إلى أن الجنزورى يتجاهل الأحزاب كأنها كلمة "عيب"، ولا توجد ديمقراطية فى العالم تتجاهل الأحزاب، لأن الدساتير تنص على التعددية الحزبية.

واعتبر "رئيس الوفد" أن عصر الرئيس الأسبق حسنى مبارك، شهد مظاهر الديمقراطية، لكنها كانت "ديمقراطية الصراخ"، مشيرا إلى أن عصر مبارك شهد حرية فى الإعلام وتعددية فى الأحزاب لكنه افتقد مظهر مهم فى الديمقراطية وهى "تداول السلطة".

وأضاف أن هناك حملة تشن ضد الأحزاب من بعض الإعلاميين والساسة، ويروجون للرأى العام المصرى أن الأحزاب تتصارع فقط من أجل مصالحها دون الاعتبار للمواطن المصرى، مشيرا إلى أن مصر شهدت حملة مماثلة على الأحزاب فى عهد جمال عبد الناصر انتهت بالحزب الأوحد ما أدى للنكسة.

وأكد أن انتقاد الوفد لقانون الانتخابات لم يكن هجوما على شخص المستشار عدلى منصور، الرئيس السابق، لما له من دور لن ينساه التاريخ المصري، وأن الانتقاد كان موجها لمن وضعوا القانون، مشددا على أنه كان من المفترض أن يضعه الساسة لأنه قانون سياسى فى المقام الأول، وأن يتم صياغته من رجال القانون، معتبرا أن النظام المختلط كان الأفضل، ويضمن تمثيل الأحزاب السياسة لدورها الأساسى.

وأشار البدوي إلى "بعض الإعلاميين اللى مش فاهمين بيروجوا للرأى العام إن فيه تصارع ما بين الأحزاب، وإن دى وجهة نظر الرئيس السيسى، الذى له شعبية كبيرة بين المواطنين، ما قد يجعل المواطن يرفض الأحزاب، كما يتم الترويج أن قائمة الجنزورى هى قائمة الرئيس، وهذا غير صحيح، وإذا تم الترويج لذلك الناس هتنتخبها، مشيرا إلى ما قاله الرئيس السودانى عمر البشير عن الإعلام، الناس على دين إعلامهم".

ورفض "رئيس الوفد" كل ما يقال حول تدخل السلطة فى الإعلام، قائلا "إن السلطة فى مصر لا تفرض سيطرتها أو تعليماتها على الإعلام ونحن نمارس ذلك ولا أحد يفرض سيطرته عليّ"، مشيرا إلى أن الدولة هى السلطة التى تجبر الجميع على احترام القانون .

وأنهى البدوي حديثه، مؤكدا أنه يثق فى الشعب المصري وفى اختياراته ورؤيته للحزب، مشيرا إلى أن "الوفد" يسعى لأن يكون له الأغلبية أو الأكثرية فى البرلمان ليشكل الحكومة قائلا: "الفوز فى البرلمان ليس اقتسام غنائم بل إن السياسة كلها مغارم.. ولكن السعي للحصول على الأغلبية، لأنه حق للمواطن المصري أن يرى  اللى بحلم بيه علشانه مش علشان حتة من التورته.. السلطة مسئولية ضخمة".

اجمالي القراءات 2820