قالت وكيلة مؤلفة رواية عن عائشة زوج النبي محمد يوم الاربعاء ان ناشرين في عشر بلدان اشتروا حقوق نشر الرواية المسماة "جوهرة المدينة المنورة The Jewel of Medina" بعد ان تخلى ناشر امريكي عن الرواية خشية ان تحرض على أعمال عنف.
وقالت ناتاشا كيرن وكيلة مؤلفة الرواية الكاتبة الصحفية شيري جونز (46 عاما) انه تم الان التوصل الى اتفاقات مع ناشر امريكي اخر وكذلك ناشرين في بريطانيا والبرازيل وايطاليا والمانيا وروسيا واسبانيا وبلدان أخرى. وقالت جونز انه سيصدر اعلان عن الناشر الامريكي الاسبوع القادم.
ووصف مارتن رينجا من دار نشر جيبسون اسكوير التي اشترت حقوق النشر في بريطانيا الرواية بانها "قصة حب للنبي محمد تهتم بأدق التفاصيل".
ولم يتكشف تاريخ رسمي للنشر لكن كيرن قالت ان الكتاب سيكون معروضا للبيع في المكتبات في معظم انحاء غرب اوروبا وامريكا الشمالية في منتصف اكتوبر/تشرين الاول.
وكان مزمعا ان تنشر راندوم هاوس - وهي وحدة تابعة لشركة بيرتلسمان - الرواية وهي الاولى جونز (46 عاما) في 12 من أغسطس/آب.
وتراجعت دار النشر "راندوم هاوس" عن نشر رواية "جوهرة المدينة" للمؤلفة الأمريكية شيري جونز والتي تتحدث عن العلاقات الجنسية بين النبي محمد والسيدة عائشة وذلك بعد تلقيها تحذيرات ونصائح بعدم نشر الرواية مخافة ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.
وقال توماس بيري، نائب الناشر في دار راندوم هاوس "يزعجنا الشعور بعدم مقدرتنا على نشر الرواية الآن". وأضاف بأنه بعد أن بعث بنسخ مسبقة من الرواية، استلمت شركته "من مصادر موثوقة ومحايدة نصيحة تحذيرية بعدم نشر الروايه ليس فقط بسبب أن هذه الرواية قد تعتبر هجوما ضد البعض في الجالية الإسلامية فحسب بل أيضا لأنها يمكن أن تحرض على العنف من قبل مجموعات أصولية".
وبعد استشارة خبراء الأمن ورجال دين مسلمين، قال السّيد بيري أن شركته قررت "تأجيل النشر لحماية المؤلف وموظفي دار النشر وبائعي الكتب وأي شخص آخر يقوم بتوزيع أو بيع الرواية."
ويبدو أن دار النشر (راندوم هاوس) التي أوقفت في مايو الماضي طبع الرواية بصوره مفاجئة خشيت أن تصبح هذه الرواية "آيات شيطانية" جديدة تلقى نفس مصير رواية سلمان رشدي التي نشرت في العام 1988م والتي أدت الى التهديد بالقتل واضطرابات وقتل مترجمها الياباني الى جانب أعمال عنف أخرى.
وكانت دار النشر قد اشترت في العام الماضي هذه الرواية بمبلغ مئة الف دولار لنشرها في كتابين وهي الصفقه التي اثلجت صدر المؤلفة وجعلتها تخطط لجولة التعريف بروايتها التي اطلقت عليها اسم ( جوهرة المدينة) في ثمان مدن أمريكية على أن تبدأ أول الجولات بعد اصدار الروايه التي تتحدث عن الرغبه والحب والألغاز في حياة حريم النبي.
ومن جانبها قالت مؤلفة الرواية شيري جونز"إنني محطمة، لقد أردت أن أمجد وأشرف عائشة وكلّ زوجات محمد بإعطاء الصوت إليهم، فقد كن نساء رائعات أهملت أدوارهن الحاسمة في تشكيل الإسلام وتم اخراسهن من قبل المؤرخين."
وفي الشهر الماضي وقعت جونز على انهاء عقدها مع الناشر راندوم هاوس، لكنها قالت إنها ستحاول أن تعرض الكتاب على ناشرين آخرين.
وكانت جونز وهي صحفية قد عكفت في عام 2002 أثناء إجازات نهاية الأسبوع على كتابة روايتها التاريخية حول السيدة عائشة صغرى زوجات النبي محمد، وقد تعلمت جونز اللغة العربية ودرست عن حياة عائشة وأعجبت بشخصيتها كأمرأة شجاعة، كما تقول.
تفاصيل القصة
لكن المثير في الأمر أن المعترض على نشر الرواية لم يكن هذه المرة رجل دين مسلم أصولي بل كان أكاديميا امريكيا. ففي أبريل/نيسان الماضي وفي إطار بحثها عن شهادات حية على الرواية أرسلت دار النشر راندوم هاوس نسخة منها إلى كتاب وعلماء من ضمنهم دنيس سبيلبيرج الأستاذة المساعدة للتاريخ الإسلامي في جامعة تكساس في أوستن بناء على ترشيح من جونز لأنها قرأت كتاب سبيلبيرج، "سياسة، جنس، والماضي الإسلامي: تراث عائشة بنت أبي بكر"، لكن سبيلبيرج لم تكن من المعجبات برواية جونز.
وفي 30 أبريل/نيسان قال شاهد أمان الله الضيف المحاضر في فصل سبيلبيرج ومحرر موقع الكتروني إسلامي مشهور أنه تسلم مكالمة من سبيلبيرج وكانت منزعجه" وأنها اخبرته أن الرواية " تسخر من المسلمين وتاريخهم، "وطلبت منه تحذير المسلمين.
ووصفت بيلبيرج الرواية بأنها "قبيحة جدا وهي عمل غبي" وأنها تتضمن، على سبيل المثال، مشهدا في ليلة عندما أكمل (النبي) محمد زواجه مع (السيدة) عائشة حيث ورد في الرواية : "لقد تلاشى ألم اللقاء سريعا فقد كان محمد لطيفا جدا حتي انني لم أحس بلدغة العقرب. وقد كانت نعمه اشتقت لها كل حياتي عندما كنت بين ذراعيه واجسادنا تلامس بعضها البعض" .
تقول سبيلبيرج: "هذا الوصف يشبه ماورد في فيلم "الإغراء الأخير للسيد المسيح - Last Temptation of Christ " الذي أثار جدلا في الثمانينات لأنه كان يصور العلاقة بين السيد المسيح وماريا المجدلية". وتضيف "ليست المشكلة في القصة التاريخية بل في سوء الفهم المتعمد للتأريخ ، فأنت لا تستطيع اللعب بتاريخ مقدس وتحويله الى مشاهد خلاعيه جنسية."
وقد قام شاهد أمان الله بعد استلامه مكالمة سبيلبيرج بارسال رسائل بالبريد الإلكتروني الى طلاب الدراسات الإسلامية ودراسات الشرق الأوسط، قائلا بأنه يعترف بأنه لا "يعلم شيئا عن الرواية [الكتاب] " لكنه يخبرهم بأنه "قد استلم نداءا ملحا وصارخا من أستاذة حصلت على نسخه مسبقة من رواية "جوهرة المدينة" قالت بأنّها وجدتها هجومية بشكل لا يصدق"، وألحق برسائله نبذة حول الكتاب اقتبسها من مطبوعة "سوق الناشرين".
وفي اليوم التالي نشر مدون يدعى شاهد برادان على موقع للشيعة المسلمين اسمه " الشباب الحسيني" نص الرساله الإليكترونيه التي بعث بها السيد شاهد أمان الله وكان ذلك تحت عنوان بارز يقول "الكتاب القادم جوهرة المدينة: محاولة جديدة للإفتراء على نبي الإسلام."
ولم تمر سوى ساعات قليلة حتى نشر مدون آخر يدعى علي هيماني موضوعا يقترح فيه استراتيجية مكونة من سبع نقاط لضمان "قيام الكاتب بسحب هذا الكتاب من المكتبات وتقديم الاعتذار لكل المسلمين في العالم."
في هذه الأثناء بعثت جين غاريت المحرره في دار نشر Knopf التابعه لـ (راندوم هاوس) رساله الكترونية في 1 مايو إلى المدراء التنفيذيين لدار النشر تخبرهم بأنها استلمت مكالمه هاتفية من سبيلبيرج (التي صادف أن كانت على عقد مع نفس دار النشر لطباعة ونشر كتابها "قرآن توماس جيفيرسن"، قالت فيه " أعتقد أن هناك مخاطر حقيقية ضد البناية والموظّفين واحتمال اندلاع العنف الواسع الإنتشار" في حال نشر رواية جوهرة المدينة".
وقالت إن ذلك سيكون بمثابة "إعلان حرب وانفجار .. وان القضيه هي قضية أمن قومي". وأنه يعتقد بأن رد الفعل سيكون أكبر بكثير من "الآيات الشيطانية" ورسوم الكارتون الدانماركية. وأنه يجب سحب الروايه بأسرع مايمكن."
وفي ذلك اليوم، انتشرت هذه الرسالة بسرعه بين موظفي دار النشر (راندوم هاوس) التي استلمت ايضا رسالة من سبيلبيرج ومحاميها، يقولون فيها بأنهم سيقاضون الدار إذا ارتبط اسمهم بالرواية. وفي 2 مايو أخبر أحد محرري الدار وكيل الكاتبة جونز بأن الشركة قرّرت تأجيل نشر كتابها.
وفي 21 مايو، قالت المديرة التنفيذية لدار (راندوم هاوس) إليزابيث مكغواير أن مؤلفة الرواية ووكيلها قررا تأجيل نشرها الى اجل غير مسمى "خوفا من تهديد إرهابي محتمل من المسلمين المتطرّفين " وقلقهما على "أمن وسلامة البناية وموظفي راندوم هاوس."