استدعت مباحث أمن الدولة، أئمة المساجد على مستوى محافظات الجمهورية، وأعطتهم أوامر بمنع الاعتكاف في المساجد أو الدعوة لذلك، وطالبتهم بعدم الخوض في الأفكار السلفية والإبلاغ عن أي شخص يتردد على المسجد بنية الاعتكاف.
وأثارت تلك الاستدعاءات من قبل الأجهزة الأمنية لأئمة المساجد بعد تقديمهم طلبات للموافقة على الاعتكاف وإقامة السٌنة ردود فعل غاضبة بين الأئمة الذين أعربوا عن استنكارهم من تدخل الجهات الأمنية في تنظيم الصلاة والعبادة داخل المساجد طيلة شهر رمضان المبارك، وهو ما اعتبروه تدخلا سافرا من الأجهزة الأمنية.
من جانبه، اعتبر وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدي زقزوق ما حدث تجاوزات، فطبقا لتعليمات الوزارة، تقدم عدد كبير من أئمة المساجد خاصة في الصعيد بطلبات بالسماح للمصلين بالاعتكاف بالمساجد، إلا أن الأئمة فوجئوا بتلك الاستدعاءات المفاجئة التي تحولت فيما بعد إلى تحقيق جنائي من قبل أمن الدولة، التي قامت بفحص أوراقهم والكشف عليهم جنائيا وسياسيا لمعرفة إن كان لهم أي نشاطات محظورة.
وقد تم بالفعل استبعاد عدد كبير من هؤلاء الأئمة الذين تم استدعاؤهم الدولة بعد أن تبين انتماء عدد كبير منهم لجماعة "الإخوان المسلمين".
يأتي هذا في الوقت الذي تفرض فيه وزارة الداخلية إجراءات أمنية صارمة على المساجد الكبرى لتنظيم اعتكاف المصلين ومنعهم من ذلك، ومن أهم تلك المساجد مسجد مصطفى محمود بالمهندسين ومسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، وعدد كبير من المساجد التي منع الاعتكاف فيها بأمر وزارة الداخلية، وتم تخصيص ضباط لملاحظة الحالة الأمنية بتلك المساجد والتأكد من عدم وجود مصلين معتكفين.