الغضب الشعبي المصري في 6 ابريل

محمد عبد المجيد في الأحد ٢٣ - مارس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً


هل ستحدث المعجزة، وينتفض العملاق المصري بعد ستة وعشرين عاما من الذل والهوان والجوع والفقر والمرض والاسترقاق؟
هل سنستيقظ صباح يوم جميل مشرق، ونخاطب الدنيا كلها، وتبتسم السماء في وجوهنا، وتعود الملائكة تحلق فوق أرض الكنانة، ونقول للعالم كله بأننا أيضا نملك القدرة والإرادة والمشاعر الانسانية الحرة ونفخة روح الله فينا فنغضب غضبة يفر منها مبارك وأسرته وزبانيته ولصوصه وحيتان قصره وقتلة شعبنا؟
هل سيشير المصريون صباح السلسادس من ابريل إلى أم الدنيا ويحتضونها بعد طول غياب، ويندفع في غضب شعبي انساني عفوي عمال المحلة الكبرى وشركات كفر الدوار وطلاب وأساتذة الجامعات وعشرون ألف قاض وأربعون ألف محام وسبعة آلاف إعلامي وسبعة ملايين من العاطلين عن العمل وعدة ملايين من الذين أصابتهم سموم الأرض الزراعية ؟ هل ستختفي من شوارع مصر في 6 ابريل شعارات الناصريين واليساريين والاخوان المسلمين والأقباط والوفديين والقوميين وكل الأحزاب والتجمعات والطوائف والمذاهب لتحل محلها، لأول مرة، كلمة مصر لتنهي إلى غير رجعة أسود وأسوأ وأحط وأعفن وأنتن وأقسى نظام ارهابي طاغوتي عرفته مصرنا الحبيبة، فتعود إلى المصريين كرامتهم، وينتهي التعذيب في أقسام الشرطة والمعتقلات، ويتم الافراج عن عشرات الآلاف من الذين حرمهم ظلم مبارك من أهلهم وذويهم؟ هل يمتد حب مصر إلى الفنانين والأدباء والشعراء والرياضيين والمثقفين والمبدعين فلا يتأخر مصري أو زوجته أو أولاده أو جيرانه عن الخروج إلى شوارع وميادين الأرض الطيبة لتتأكد كل شعوب الدنيا التي ثارت بأن المصريين قادرون على الثورة والغضب والتمرد والعصيان والانتفاضة؟
الأمر لا يحتاج لأكثر من ذرة حب لمصر تكون مختبئة في قلب عاشق للوطن والحرية والكرامة، فتختفي كل نزعات الخوف والذعر، وحينئذ ستتبرأ كل قوى الشرطة وأمن الدولة والمخابرات خشية أن يمتد غضب الشعب عليها، وستعلن أن مبارك ولصوصه ومجرميه هم الذين أجبروهم على جرائم الشر والتعذيب والمهانة ضد شعبنا المصري؟
هل استعدت ثكنات مصر العسكرية، ووضع جنرالات الكرامة وأبطال العبور وأبناء الشهداء خطة الزحف على الاذاعة والتلفزيون وقصور الطاغية وشرم الشيخ، وأعدت البيان رقم واحد، واستعدت لاعطاء أوامر منع اللصوص من تهريب عشرات المليارات من أموال وخيرات شعبنا؟
هل أعد القضاة الذين أمر مبارك من قبل بمسح كرامتهم بالأرض قائمة باللصوص وضباط التعذيب وحيتان المال العام والخاص وجواسيس إسرائيل ليتم اعلانها بعيد البيان رقم واحد فيتم فورا منع المغادرة قبل أن يلتحقوا بكبيرهم في المنفى؟
هل صحيح أن مصر ستحتفل بأقدس وأجمل وأطهر أعيادها .. عيد الكرامة والحرية والانعتاق من أنياب وأظافر ذئاب مبارك وأسرته البغيضة، وذلك يوم تتنفس مصر في 6 ابريل ؟
هل ستنقل وكالات الأنباء على الهواء مباشرة صورا لوجوه النضال الشريف ضد طاغية العصر وهم يقودون الغضب الشعبي ويصححون مساراته، فنشاهد محمد حسنين هيكل ومحمد عبد القدوس وفهمي هويدي وعبد الحليم قنديل وابراهيم عيسى وبلال فضل ومجدي أحمد حسين وحمدي قنديل وحمدين صباحي ويحيي القزاز وعشرات .. ومئات .. وآلاف من قوى النضال يمدون روح مصر بعصب الحياة، ولا يعودون إلى بيوتهم قبل أن يتم القبض على مبارك وزوجته وولديهما ورئيس مجلس الشعب ورئيس مجلس الشورى وقبل أن تعلن أمريكا واسرائيل حمايتهما لنظام مبارك كراهية في تحرير شعبنا؟
هل سيتعانق المسلمون والأقباط صباح أجمل أيام أرض الحضارات، ويتوقف كل مصري عن توجيه تساؤلات لبرنامج الآخر أو عقيدته أو مذهبه أو حزبه أو طائفته أو أيديولوجيته، فلا يبقى غير وجه مصر الصبوح المشرق تبتسم لأبنائها وهم يعيدونها من أنياب كلاب الموت المفترسة التي نهشت لحوم المصريين لستة وعشرين عاما؟
هل نصدق أن المصريين سيغضبون لأي سبب.. لشح الخبز، أو غلاء الأسعار، أو الفقر المدقع، أو نهب اللقمة من أفواه أبنائهم، أو مشهد المستقبل المظلم في استمرار مبارك وابنه، أو التفريط في استقلال الوطن، أو التعاون الأمني لمبارك مع اسرائيل ضد شعب مصر، أو اصابة ثلث الشعب بأمراض وبائية وفيروسات من جراء سموم الزراعة والتلوث، أو اقتراب العاطلين عن العمل للوصول إلى رقم العار والكارثة؟
هل نصدق أن المصريين سيغضبون هذه المرة، ونشاهد مبارك وأسرته مكبلين بالقيود وهم يستجدون المصريين الرأفة بهم وتخفيف الحكم عليهم فجرائمهم تكفي للحكم باعدامهم مئات المرات؟
هل نصدق أن ضمائر كتاب وصحفيي واعلاميي السلطة الرابعة ستنحاز هذه المرة لمصر وليس للقصر؟
هل ستتمسك قوى الأمن والمخابرات والجيش بالشعب أم باللصوص، بمصر أم بأعدائها، بنسائهم أم بالمغتصبين، بالعفاف والطهر أم بالعفن والفساد؟
تبقى كلمة تعديل ميزان الغضب لصالح مصر والايمان بالله وبالوطن في أيدي الاخوان المسلمين والأقباط كقوى تستطيع أن تحرك الشارع المصري، فإذا انسحبت واحدة أو الاثنتان فقد يمتد استعباد واستنزاف واذلال مصر وشعبها لربع قرن قادم!
الغضب الشعبي المصري في 6 ابريل ليس لأحد فيه فضل على الآخر، وأي نزاع بين قوتين فيه فالقوتان تعملان لصالح الطاغية، وليخرج كل مصري مصطحبا أفراد أسرته وأطفاله في ساعات تطهر النفس وتطهير الوطن.
كلنا مصر في هذا اليوم المجيد، فهل نستحق العيش فيها؟ هذا ما سيجيب عليه اليوم المشهود!
يمكن الدخول على الموقع التالي على النت لكتابة بيانات التذكير والايضاحات والتشجيع وبث روح الثورة والغضب والعصيان والانتفاضة. وسلام الله على مصر.

يمكن المشاركة في بيانات الغضب الشعبي على الموقع التالي
http://againstmoubarak.jeeran.com/archive/2007/4/202015.html
وكذلك اعادة ارسال هذا البيان لأكبر عدد ممكن من العناوين البريدية الالكترونية.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
Taeralshmal@gmail.com

اجمالي القراءات 10641