الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين أصطفى
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا(2)" الكهف
في تعليق للأخت الفاضلة آية قالت بالحرف الواحد(أما بالنسبة لموضوع التواتر، فأعتقد إنه من التناقض أن تؤمنوا بأن القرآن وص&aacuaacute;نا بالتواتر وبدون تدليس ولا تخريب في حين أن الأحاديث التي وصلتنا بالتواتر أيضا اعتبرتم إنها محرفة وملفقة. فما الفرق إذا بين هذا التواتر وذاك؟ ولماذا يدلس البعض الأحاديث المتواترة في حين يحفظون القرآن المتواتر؟ وبعد حرب الفتنة والقتل، خلقوا أحاديثا تثبت علي ونسله وأخرى تثبت معاوية ونسله، فإن هذا حدث فما المانع إذا أن قام هؤلاء المدلسين حملة القرآن بإخفاء آيات تكرم هذا وذاك داخل القرآن بما إنهم هم حملة التواتر. لو أن القرآن متواترا فكيف نؤمن إذا بأن الرسول هو من كتبه وأشرف على كتابته؟ لقد وصلتنا الكثير من الروايات في البخاري وغيره والتي تدعي ضياع آيات كثيرة من القرآن بل أن البعض إلى زمننا هذا يعتقد أن المعوذتين دخيلة على القرآن وإنها دعاء كان يقرأه الرسول للحسن والحسين، أليس هذا نتاج التواتر المزعوم؟ هذا رأيي والله أعلم)
ولما كان هذا الكلام يحتوي على مغالطة كبيرة ، وسقطة لا يقع فيها باحث أو طالب علم ، إلا إذا كان نصيبه من العلم الشرعي بسيط ، ومع ذلك فإن هذا لا يقدح في إيمان الأخت الكريمة آية ، ولا في واسع ثقافتها ، ولكن لأننا في عصر لم يعطي للعلوم الشرعية حقها ، فاختلطت الأمور على بعض الدارسين والباحثين الذين ليس لهم خلفية شرعية كبيرة فضلا عن الخلفية التاريخية واللغوية ، كما أن هذا يؤكد ما ذهب إليه البعض هنا من أنه يجب التريث عند الخوض في دين الله وفي كتاب الله بغير علم ، حتى لا يصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى"ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير" الحج8 .
وحيث أني أعتبر آية أختي أو ابنتي فلها علي حق النصح والأرشاد الواجب على الأخ أو الأب ، كما أن الموضوع ليس بسيط ، ولكنه في غاية الخطورة أعتبار تواتر القرآن مثل تواتر الحديث ، والبون واسع والهوة سحيقة والفرق شاسع بين هذا وذاك ، ولنعدد أوجه الاختلاف بين التواترين إجابة على سؤال السائلة: فما الفرق إذا بين هذا التواتر وذاك؟
أولا: الكتابة
كتب القرآن بيد رسول الله وقت التنزيل والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى"وقالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا" الفرقان 5 ، ولو لم يكتبها رسول الله بيديه ما قال الكفار أكتتبها ، بل كتابة رسول الله للقرآن معجزة في حد ذاتها وإثبات لنبوته ، لأنه من قبل لم يكن يكتب أو يخط بيمينه إذا لارتاب المبطلون ، قال تعالى"وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك اذا لارتاب المبطلون"العنكبوت48 ، وكان الرسول عند التنزيل يحرك به لسانه حتى يتأكد من حفظه ، وبعد الوحي يستطيع كتابته ولا ينسي منه شيء فقال له رب العزة سبحانه وتعالى"لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) [سورة القيامة]
ولا يمنع كون رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه أن تكون الصحابة أو بعضهم كتبه أيضا وتعد كتاباتهم نسخة من الأصل ، ما حدث في عهد أبو بكر أنهم أستنسخوا عدة نسخ من الأصل ، وما حدث في عهد عثمان أنه جمع كل هذه النسخ وحرقها وأبقى على نسخة واحدة برسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ونسخ من هذه النسخة عدد نسخ مطابقة بنفس الرسم ووزعها على الأمصار على أن ينسخ النساخون نسخ مماثلة وتكون طبق الأصل من النسخة الأصلية ، وقد أقترنت الكتابة بالحفظ ، فتواتر نسخه وتواتر حفظه في نفس الوقت.
أما الحديث فقد كان النهي عن كتابته على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يكتب ولم ينسخ ، وحتى بعض الروايات التي قالت على استحياء أن عبد الله بن عمرو كانت لديه صحيفة بها أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن كذب هذه الرواية في عدم وصول الصحيفة إلينا أو أي من نسخها ، كما أن أحدا لم يدعي أنه رأها ، وقد أختلفت الروايات فيها أختلافا شديدا ، وقد بدأ عصر تدوين الحديث في أوائل الدولة العباسية ولم يكن قد دون من قبل .
فالفرق بين تواتر مبني على الكتابة منذ لحظة نزوله ، وبين تواتر مبني على الظن والتخمين والمسافة الزمنية بين كتابته وبين عصر الرسالة أكثر من مائتي سنة فرق كبير ، كالفرق بين المشرق والمغرب
ثانيا: الحفظ
حاجة المسلم للتعبد بالقرآن في صلاته كل يوم جعلت الكثير من المسلمين يحفظون القرآن وقد تعارف على تسميتهم بالحفاظ ، وحتى الآن تجد حفظة القرآن الكريم من كل قطر وبلد والعجيب أنك ترى أناس ليست اللغة العربية لغتهم ولا يعرفونها مطلقا ولا يمكنهم الحديث بها ، ولكنهم يحفظون القرآن كله عن ظهر قلب ، وهم من كل قطر من أقطار العالم الإسلامي تركيا أندونسيا ماليزيا وغيرهم وهم عندما يفعلون ذلك يصدقون من حيث لا يدروا قوله تعالى" بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وما يجحد باياتنا الا الظالمون" العنكبوت49 ، فالتواتر هنا ليس تواتر إسناد ولكنه تواتر قائم على الفعل (فعل الحفظ) ، فالقرآن لا يحتاج أن تقول عن فلان أخبرنا فلان حدثنا فلان ، ولكن يكفيك أن تبدأ بالاستعاذة والبسملة ثم تتلوا الآية تلو الآية وهكذا
أما الحديث فلم تكن له حاجة تعبدية وعلى فرض سماع الصحابة لبعض أحاديث وأقوال رسول الله فهم ليسوا في حاجة لترديدها إلا على نطاق ضيق جدا لإختلاف الزمان واختلاف المكان وكان يكفيهم القرآن ، كما أن أحدا لم يقل بالتعبد بالحديث ، ولكن بعد حوالي مائتين سنة ولأسباب سياسية وفي عصر الجمود (عصر الراعي والرعية) وكأن الخليفة هو وحده الأنسان وباقي الرعية خراف في حظيرته ، ومحاولة كل طرف الانتصار على الطرف الآخر بالبحث عن دليل يساعده وطبعا لا يمكن لكلا المتخاصمين الأخذ بالدليل من القرآن وحده ، فبدأوا بالبحث عن الحديث وتدوينه ، وأيضا دون التعبد به اللهم إلا إستخراج أحكام فقهية منه حتى وتم تسبيقه على القرآن فأصبح الحديث ناسخا لأحكام القرآن ولكنهم ظلوا على قولهم (الحكم منسوخ والنص باقي للتعبد) ومن إعجاز حفظ القرآن أنهم قالوا ذلك فلم تمتد يد لتعبث بالقرآن مصداقا لقوله تعالى" انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون" الحجر9
اتفاق الغرماء:
أنقسمت الأمة الإسلامية بعد عصر الرسالة ببضع سنين إلي ثلاثة فرق ، فريق معاوية (الفئة الباغية) وفريق علي (أمير المؤمنين الشرعي) والخوارج (خرجوا على علي ولم ينضموا لمعاوية) ثم أنقسمت كل فرقة إلي طوائف عديدة ، ففريق معاوية ومنهم عصب أهل السنة وأهل السنة أنقسمت فيما بينها فرق كثيرة أشعرية و سنة ومعتزلة وماتريدية وكرامية ثم صوفية وووو ، ثم فريق علي وهم عصب الشيعة فقد أنقسموا إلي أثني عشرية وزيدية وجعفرية وموسوية واسماعيلية وسبعوية وعلوية وفاطميه ووووو ، ثم الخوارج أنقسموا إلي أزارقة وأباضية وووو ، ورغم كل هذه الاختلافات فإن الجميع يتعبدون بقرآن واحد فقط ، كما أنهم يؤدون الصلاة خمسا بشكلها الحالي اللهم إلا من أختلافات بسيطة بينهم لا تؤثر على فرض الصلاة.
وأتفاق الغرماء هذا فيه إجابة على السؤال: فما المانع إذا أن قام هؤلاء المدلسين حملة القرآن بإخفاء آيات تكرم هذا وذاك داخل القرآن؟ لأنه وببساطة شديدة لن يكون هناك أتفاق للغرماء في هذه الحالة ، ولكن الحادث تاريخيا وواقعيا أنهم أتفقوا على قرآن واحد وكتاب واحد برسم واحد هو ما بين أيدينا الآن ، ولا يستطيع أعتى الغلاة أن ينكروا هذه الحقيقة.
أما بالنسبة للأحاديث فالأمر مختلف فكل فرقة لديها أحاديثها ورواتها وكل فريق بما لديهم فرحون ، فمثلا حديث الثقلين تقول السنة أن نصه ( كتاب الله وسنتي) وتقول الشيعة أن نصه (كتاب الله وعترتي).
وأعلى أنواع التواتر هو ما اتفقت عليه الغرماء ، وهذا حدث مع القرآن ولم يحدث مع الحديث
كم التواتر:
القرآن كله متواتر من أول البسملة في فاتحة الكتاب إلي كلمة الناس في خاتمة الكتاب ، أما عن قول السائلة بأن البعض إلى زمننا هذا يعتقد أن المعوذتين دخيلة على القرآن ، فقد نسبوا ذلك ظلما وزورا لعبد الله بن مسعود بأنه لم يكن يكتبهما في مصحفة ومردود عليه بأن هذا الكلام جاء في أحاديث ننكرها ، كما أن الحديث نفسه موقوف وهو على مرتبة الضعيف عند القوم ، ثم لم يصلنا ولو مخطوطة واحدة تؤكد أن هناك مصاحف لم يكتب فيها المعوذتين ، وكل الكلام عن الاختلافات في القرآن هو من قبيل الأحاديث المرفوضة والتي لا يمكن أن نحكم على القرآن بها.
أما الحديث فعلى أفضل الفروض فإن المتواتر منه ثلاثمائة حديث بعدما أضافوا ما يسمى بالتواتر المعنوي كحديث إنما الأعمال بالنيات ، والذي قالوا أنه تواتر معنويا رغم كونه في الحقيقة رواية آحاد لم تروى إلا عن طريق عمر بن الخطاب ، وعلى أقل تقدير فالمتواتر سبعا ، والراجح بضعا وعشرون حديثا.
فهل يقاس هكذا تواتر بتواتر كتاب الله القرآن الذي هو كله متواتر لا إختلاف على شكله أو رسمه أو نطقه؟
الإعجاز الذاتي
جائنا القرآن يشتمل في داخله على إعجاز ذاتي يؤكد صحته كما يشير إلي تواتره ، فالله سبحانه وتعالى يقول " وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين" البقرة23 ، كما قال سبحانه وتعالى" ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين" يونس38 ، ويقول الحق سبحانه وتعالى" ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين" هود13
والأعجاز في الآية الأولى والثانية أن الأنس والجن لن يستطيعوا أن يأتوا ولو بسورة واحدة من القرآن الكريم ، مهما حاولوا وقد تحداهم رب العزة في ذلك رغم ما يتمتع به عرب الجزيرة العربية من لغة وفصاحة
.
أما الإعجاز في الآية الثالثة ، أن الله سبحانه وتعالى تحداهم أن يأتوا بعشر سور مثل القرآن وتكون سورهم مفتريات تماثل أفتراء النبي –حاشا لله أن يكون أفتراه ولكنه الإعجاز لمن ذهب معاجزا في كتاب الله – الذي قالوا أنه أفتراه ولكن أخفاقهم يثبت أعجاز القرآن وقد وصلنا القرآن كما هو متواترا وقد ظل معجزا أن يأتوا بمثله ، والأمر لا يحتاج إلي شديد عناء عندما تقرأ قرآن مفترى كالذي كتبوه حديثا وتقرأ كتاب الله القرآن أن تعرف أين كلام الله وأين الافتراء
والقصة المشهورة أن أعرابي سمع قوله تعالى ( والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله غفور رحيم) ، فقال الأعرابي لا والله هذا ليس كلام الله ، ففطن القارئ لخطئه في القراءة فقال قوله تعالى" والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم" المائدة 38 ، فقال هذا والله كلام الله عز فحكم
أما الأحاديث فليست معجزة في نفسها ولكن حتى أهل الحديث يقولون ( حديث صحيح ، وحديث حسن وحديث ضعيف ، وحديث غريب ، وحديث منكر وحديث موضوع) ولا يستطيع أحد أن يميز بينها إلا بالاسناد ، ولو ردوها كلها لكتاب الله لوجدوا فيها أختلافا كثيرا، وقد تنبأ رب العزة بذلك وقال تعالى" افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" النساء 82 ، نعم يا ربي القرآن معجز ليس فيه أختلاف لأنه من عندك وهو بذاته دليل على صحة تواتره ، أما الأحاديث فهي من عند غير الله لذلك فإن فيها أختلافا كثيرا.
من كل ما تقدم يثبت للجميع بما لا يدع مجالا لأي شك أن تواتر القرآن يختلف اختلافا كليا وجذريا عن تواتر الحديث من حيث الكيف (الكتابة والحفظ) ، ومن حيث الكم( كم التواتر والإعجاز) فيكون من التجني بمكان قول الأخت الكريمة آية (فأعتقد إنه من التناقض أن تؤمنوا بأن القرآن وصلنا بالتواتر وبدون تدليس ولا تخريب في حين أن الأحاديث التي وصلتنا بالتواتر أيضا اعتبرتم إنها محرفة وملفقة)
ثم قولك أختي الكريمة (خلقوا أحاديث) كان الأولى أن تقولي أختلقوا أحاديث ، فالاختلاق كذب وهم بقولهم أحاديث مفتراه قد كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما الخلق فهو أحداث من عدم وهم أحقر من أن يخلقون ولو ذبابة ، لذا لزم التنويه.
وتبقى لي كلمة وهي ليست خاصة بأختي آية ، ولكنها كلمة عامة لكل رواد الموقع ، أرى أن الجميع يدخلون على الموقع ويكتبون بحريتهم ثم فجأة تراهم يصدرون أحكاما ويغيرون في العقائد والفروض ، دون أن يتحلى أي منهم بالقدر الكافي من العلم الذي يسمح له بذلك ، سيقول البعض هذه حرية ، وسأقول وما حدود هذه الحرية؟ ، هل من الحرية أن تقرأ كتابا في التشريح ثم تجري عمليات جراحية ويموت المرضى تحت يديك وتقول لا يهم فالغرض نبيل؟ ، هل من الحرية أن تستمع لمحاضرة في علم إقامة البناء وصب الخرسانات ، فتيم بناء ينقض فوق روؤس ساكنية وتقول حرية والغرض نبيل؟ ، هل من الحرية عندما تقرأ قصة قائد عسكري يصور لك خيالك إمكانية قيادتك لجيش تقوده للهزيمة الحتمية وتقول الغرض نبيل؟ هل من الحرية عندما تقرأ كتاب في علم التربية تتصدي لتعليم التلاميذ بلا أدنى خلفية علمية في العلم الذي تدرسه فيرسبون وتقول الغرض نبيل؟
دين الله علم ، نعم كتاب الله يسره الله للذكر ولا يمكن أن ندكر في ذلك ، ولكن يحتاج لفهم مفرداته قاعدة لغوية ليست عند الكثير ونرى كلامهم قائم على اللحن ، ويحتاج لثقافة دينية مع الألمام بكل سورة وآياته لفهم أحكامه وإستخراج درره ، ويحتاج لعلم تاريخي ، ويحتاج لدراسة علم الاستنباط (علم الفقه) ، ولا أكون مبالغا إذا قلت بل ويحتاج لمعرفة وساعة وثقافة تامة ببعض العلوم التي ننقضها ونثبت زيفها كعلم الحديث والرجال ، وعلم الاسناد والتفريق بين أنواع الحديث ، ولكن أن يتصدى أحدكم لشرح كتاب الله ومحاولة فهم معانية دون أي قاعدة ثقافية ، فقد ظلم نفسه وظلم غيره.
وقولي هذا لا يتعارض مع حرية الفكر ، فكر كما تشاء وشك كما تشاء ، وأطرح فكرك على الناس مهما كان فيه من شطط أو إفراط أو تفريط ، ولكن أطرحه من باب البحث عن الحقيقة وسؤال أهل العلم ، وستجد الجميع بجانبك ، سوف نفكر معا بصوت عال للوصول للحقيقة وسوف تتكامل ثقافاتنا وسنسأل من هم أعلم منا وسنبحث في جميع المسائل وفقا لأصول البحث العلمي القائم على تجميع الأدلة وإستقراءها وتقديرها وليس البحث القائم على الجهل وأقتطاع الآيات من سياقيها ، والدخول على القرآن بنتائج مسبقة مع البحث عن أدلة لها من كتاب الله.
أيها الإخوة والأخوات الكرام رواد هذا الموقع الكريم ندائي هذا صرخة لعلها تفيق النائم وتنبه الغافل ، يعلم الله أن الوقت جد قصير والمهام جد جسام ، لا يعرف أحدنا متى سيأتيه ملك الموت فالأمر بيد الحي القيوم ، فهل أعد كل منا كلامه وحجته ، ماذا سنقول لرب العالمين ، وما هي حجتنا ، والله ثم والله ثم والله أني أخاف على نفسي وعليكم من مشهد يوم عظيم يقول فيه الحق سبحانه "أسمع بهم وأبصر يوم يأتوننا لكن الظالمون اليوم في ضلال مبين" مريم 38 ، أعوذ بالله أن أكون أو تكونون من الظالمين ، خافوا من الله عندما تتعرضون لكتاب الله بالشرح أو التفسير أو عندما تتعرضون لدينه بالنقد أو التأييد ، ولا تتخذوا القرآن عضين ولا تخوضوا في آيات الله معاجزين ، وأعلموا أنكم لن تعجزوا رب العالمين وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا امثالكم
ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد
شريف هادي