{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
اية من كتاب الله المجيد يشير بها سبحانه الى القران العظيم او الى المنهاج العظيم وهو المدح والتنبيه الى عظيم الامر الديني الذي عليه الرسول وتوجيها وارشادا الى الحق دونما ان يكون الموضوع متعلقا برسول الله صلى الله عليه وسلم شخصيا او مدحا له او اطرائا كما يذهب المتشابهون الملحدون الذين يتخذون ايات الله هزوا ،ويتخذون ذلك ذريعة الى تمجيد وحمد والتسبيح بحمد الرسول الكريم بما لم يصفه الله به ولا يتناسب مع مقصد الاية ا&aa;لبيّنة في الارشاد الى الحق والى الهدى،وهذه الاية- كما اية وما ينطق عن الهوى- تعد من اهم ما يتعكز به الذين يتخذون الرسول االهه من دون الله كما فعل الزائغون من النصارى وقوم موسى عليه السلام حين اطروا انبيائهم واتخذوهم اربابا من دون الله
يقول الله:
{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }القلم4
ويقول الله:
{فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ }النمل79
ويقول:
{فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }الزخرف43
على خلق عظيم* على الحق المبين*على صراط مستقيم
نفس المعنى ونفس الدلالة والارشاد
يقول الله:
{إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ }الشعراء137
ويقول سبحانه:
{لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ }المؤمنون83
ويقول :
{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ }الشعراء196
ويقول:
{لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنْ الْأَوَّلِينَ }الصافات
خلق الاولين*زبر الاولين*ذكر الاولين*اساطير الاولين: كلها تحمل نفس الدلالة وهو المنهاج او المسطور من المنهاج او كتاب الله كمنهاج
ولا تدل على نوعية سلوك او عمل قوم ما وانما رسالات الله التي ارسلت اليهم لاغير
من تلك الايات البينات نتبين ان الخلق هو ليس السلوك والاخلاق بالمعنى المتداول في كتب الادب الحاضر وفي كتب التراث، وانما هو المنهاج والقيم التي ارساها الله للبشر كي يرشدوا بها ويعبدوا الله بموجبها لاغير ذلك، ولا تعني فيما تعنيه وصف لسلوك بشري
ولقد تم تحريف واساءة تفسير مفردة الخلق قديما وحاضرا تحت ضغط الوثنية التي تذهب بعيدا عن هدي الله وارشاده وعمدا مع سبق الاصرار او ميلا منحطا وضعيفا الى الزيغ الجاهلي نحو تقديس وعبادة الذوات واهمها الانبياء الرسل
*************************
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى }النجم3
اية من كتاب الله المجيد الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تعني فيما تعنيه ان الرسول الكريم محمد عليه التحيات والرحمات والسلام لا ينطق هذا القران واياته البينات حصرا عن هوى ومن تلقاء نفسه ومثل ذلك الايات الكريمة الاخرى الكثيرة في هذا الموضوع
ولا تعني فيما تعنيه انه صلى الله عليه وسلم معصوما ولا ينطق عن الهوى البتة
بل انه مثل باقي البشر وخصوصا الرسل يعتريه كل ما يعتريهم من الذنب والخطأ والنسيان وهو ليس منزه عن ذلك
بل ان كماله الايماني البشري لا يتم الا بذلك
اي ان يكون فيه الضعف والميل للمعصية ومن ثم يقاوم ويتقي الله ويصبر ويشكر وقد يذنب ويستغفر،ولن يرتقي سلم الرفعة الى الله الا البشر المحمل بكل انواع الضعف البشري والكينونة البشرية ومحمد ليس بدعا من البشر او الرسل وليس هو ذوصفات تخرج عن البشرية الى الملائكية ،واذا لن يكون اسوة وقدوة واذا لأنتفى عنه المثل الاعلى في الصبر والايمان والتكليف
وقد دلت ايات الله على ذلك ولم تدل على غيره اي ضد هذا التقرير
ولا ينتقص من الرسول انه غير معصوم وانه يذنب وانه خطاء بل ان ذلك من دواعي كماله
وقد اثبت الله له النطق عن الهوى كما في عبس وتولى وكما في اية التزويج:
يقول الله:
{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً }الأحزاب37
كما ان هذه الاية الكريمة(وما ينطق عن الهوى) لاتتعدى دلالتها عن دلالة ايات اخرى في هذا الموضوع وكثيرةجدا
ومن امثلة ذلك:
يقول الله:
{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ }البقرة2
لاريب:-اي لا هوى فيه،او لا تهمة فيه
يقول الله:
{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ }الحاقة41
اي هو ليس كالشاعر ينطق الشعر عن الهوى
يقول الله:
{وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ }الحاقة42
يقول الله:
{أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ }الطور33
اي انه ليس صاحب هوى وان هذا القران(حصرا) لم يتقوله ولم ينطقه عن الهوى
والنتيجة:
يقول الله:
{تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }الحاقة43
وحصرا وليس غيره ،من رب العالمين ،لئلا يفتح الباب للمزيدين والمفترين
وهنالك للباحث الكثر من الايات في هذا المعنى
بينما لايوجد في كتاب الله اي دليل على ان الرسل لهم شأن- مخالف الغير من البشر- في العصمة وعدم النطق- في غير بلاغ الله -عن الهوى والفرق كبير
وما توفيقي الا بالله