جامعة الأزهر تستقبل 80 ألفا من الطلاب الجدد.. ومناهج محدثة لتأمينهم فكريا ولا حديث بالسياسة.. وتفاضل بين عروض 5 شركات مراقبة وتحكم.. و150 فرد أمن وبوابات إلكترونية.. وتعلية 4 كيلومترات أسوار
الجمعة، 10 أكتوبر 2014 -
كتب إسماعيل رفعت
تشهد جامعة الأزهر، تجهيزات كبيرة واستعدادات لعام دراسى هو الأول فى تاريخها على مدار 1000 عام، تحسبا لمظاهرات عنف وساحة مواجهات بين الطلاب، وتتخذ الإدارة كافة السبل للحيلولة دون المواجهات. وتستقبل الجامعة خلال ذلك 150 فرد أمن تابعين لشركة متخصصة تابعة لجهة حكومية مدربين على مواجهة الشغب، يضاف إليهم 35 فرد أمن جدد يتبعون رئاسة اللواء مجدى عباس مدير عام أمن الجامعة لحراسة 10 بوابات للجامعة بنين وبنات ومدينتى البنين والبنات فى داخل سور بطول 4000 كيلو متر. كما تستقبل الجامعة خلال أيام رئيسها الجديد بعد رحيل الدكتور أسامة العبد الرئيس السابق. وتحظر الجامعة العمل السياسى وممارساته بالجامعة والمدن الجامعية، حيث يوقع الطالب الراغب فى السكن بالمدن الجامعية بعدم ممارسة السياسة أو مغادرة المدن الجامعية وعدم تمكينه من السكن بالمدينة الجامعية لاحقا، إذا تعرض للتأديب بسبب ممارسة السياسة حسب تصريح خاص مدير عام المدن الجامعية حسين ياسين، كما تحظر الجامعة الحديث بالسياسة داخل قاعات الدراسة أو رفع شعار سياسى وتأديب المتورط. وتقوم الجامعة بتركيب بوابات إلكترونية للكشف عن المعادن والأسلحة والمفرقعات ووسائل العنف على البوابات، كما تفاضل الجامعة بين عروض لـ5 شركات متخصصة فى المراقبة والتحكم وزرع كاميرات المراقبة كبديل لـ4 كاميرات معلقة فى جنبات مبنى الإدارة تكشف مبانى كليات التجارة فى الشمال والمركز الطبى وكلية الدراسات الإسلامية وكلية العلوم فى الشرق والطب فى الغرب والهندسة فى الجنوب والتى تحيط بمبنى الإدارة بينما يظل محيط الزراعة ورابطة خريجى الأزهر والتربية ومركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى بعيدا عن أعين الإدارة وفى حوزة الطلاب مع شغب شهد العام الماضى بكثافة. فيما قامت الإدارة بتأمين الجامعة بقوانين معدلة للقانون "103"، تمكن رئيس الجامعة من فصل المشاغب طالبا وأستاذا والمحرض عليه بالقول أو الدعم المادى أو حمل وإمداد المشاغب بالوسائل والمعدات. وأمنت الجامعة 4000 كيلو أسوار للجامعة والمدن الجامعية و10 بوابات من الاختراق والتسلل للشغب، حيث باشر عمال البناء رفع الأسوار رأسيا فوق الـ3 أمتار مؤمنة بتيجان خرسانة مسلحة يعلوها سور حديدى شائك يمنع التسلل. وقامت الجامعة بتغيير أبواب كانت تعانى من الضعف أشهرها باب المدينة الجامعية بنين الرئيسى وتركيب باب يصل ارتفاعه 6 أمتار وباب مركز صالح كامل للاقتصاد الإسلامى أحد منافذ الجامعة وباب التربية بعد تصغيره وباب نادى تدريس الأزهر. وتسعى الجامعة لتأمين طلابها فكريا من خلال التثقيف الاجتماعى والأخلاقى ومراجعة المقررات الدراسية محل النظر والتطوير، حيث تعتزم الجامعة الدفع بمواد يطول الحديث فيها عن السماحة والتربية الخلقية والتثقيف السكانى والأسرى والمجتمعى أملا فى تهدئة روع الطالب المستقطب. ويصل طلاب الجامعة هذا العام ما يزيد عن 500 ألف طالب وطالبة منهم ما يزيد عن 80 ألف طالب وطالبة جدد للقبول بـ73 كلية متخصصة وطلاب كلية الدراسات العليا التى تجمع جميع التخصصات وأحدثها كلية التمريض بنات وأخرى تم إدراجها للمرة الأولى بالتنسيق رغم قدمها وهى كلية القرآن الكريم يضاف إليها 7 معاهد فنية متوسطة. فيما تبقى الجامعة على مساحة داخلية تعزز العنف باللجوء إليها من قبل الفارين من المواجهات وهى منطقة المخيم الدائم الداخلية مجاورة لنادى أعضاء تدريس جامعة الأزهر داخل سور الجامعة. من جانبه اقترح الدكتور عبد الفتاح خضر أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الأزهر، على رئيس جامعة الأزهر الجديد إعادة تنظيم وتنسيق ومصالحة وإعادة هيكلة، وإنصاف المظلومين، وأخذ على أيدى المتسببين، مؤكدا أن أهم مواصفات رئيس جامعة الأزهر يجب أن تتسم بالحيدة والموضوعية والشفافية والإخلاص فى العمل، والحزم من جانب آخر. وأضاف خضر، لـ"اليوم السابع"، أن هناك مهاما لابد أن يوليها رئيس الجامعة المعين أهمية كبيرة على عدة مستويات منها ما هو على مستوى الإدارة، بأن يقوم بنفض التراب عن ملفات طمرها الكسل وأضاعت حق أصحابها، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب. وشدد خضر، على ضرورة ترك رئيس الجامعة مكتبه ويقوم بزيارات ميدانية للكليات على سبيل الحصر لمعرفة كل سلبية وحصرها وتنمية كل إيجابية وتثمينها، قائلا: منذ رئيس الجامعة الأسبق الطيب النجار والسعدى فرهود ما رأيت رئيسا للجامعة قط فى كليتى. واستكمل: "قد يتعذر البعض بأنها زيارات سرية، قلت الأصل أن تكون علنية وبميعاد مسبق وبحضور لافت لأعضاء هيئة التدريس كذا الطلاب، لحوار شامل يجمع الشمل ويقوى العمل". وعلى مستوى جزاءات أعضاء هيئة التدريس قال خضر: "يجب أن يفعِّل رئيس الجامعة لائحة الجزاءات ورفعها بما لها وما عليها، فكما خط القلم بجزاء مدته ستة أشهر ويزال، فإنه يجب ألا نؤمن بالمقدمة فنجازى ثم نكفر بالمؤخرة لنترك عضو هيئة التدريس يتسول العدالة من محاكم خارج أسوار أمه جامعة الأزهر لا لشىء ولا لحكمة إلا لتعذيب الأعضاء وإضاعة أوقاتهم، مطالبا ألا يرفع الجزاء الذى مدته ستة أشهر لسنوات وسنوات وسنوات". وبالنسبة لمستوى التعليم قال خضر، ننتظر من رئيس الجامعة عمل لجان على مستوى نوعى، مؤكدا على أن اللجان تتنوع بتنوع الكليات، مشيرا إلى أن الكليات العلمية يكون لها لجنة فى الجامعة لإنتاج ما يتناسب مع هدف ورؤية هذه الكليات وبذا نكون قد أسهمنا فى تجويد النتاج العلمى النافع لهذه الشريحة ذات الهدف المشترك من الكليات. وعلى مستوى كليات الأصل "الشريعة ـ اللغة ـ الأصول" أشار خضير، إلى ضرورة أن يكون هناك لجنة للمناهج تتناسب مع متطلبات المجتمع لنقدم منتجع يرى النور لأبناء المجتمع ككل وبذا نكون قد حققنا الرؤية كذا الرسالة. وبشأن التعطش المجتمعى لعلوم الأزهر، قال خضر، إنه يجب أن تقوم وحدات علمية فى كل كلية يكون هدفها إقامة ندوات ودورات بالأجر مع منح شهادة معترف بها شأنها شأن دورات اللغات والجودة ومن هنا نقضى على التطرف ويسود النموذج الأزهرى الراشد، وتجد كل كلية مصدر اقتصادى تنمى من خلاله ذاتها، ولا تكون عالة على الدولة وهذا موجود فى العالم كله إلا فى الأزهر. أما بالنسبة لسن التقاعد اقترح "خضر"، أن يتم إنشاء وعاء أكاديمى متخصص يليق بكبار العلماء يتصل مباشرة بالدراسات العلمية المتخصصة "مجلس الخبراء" ونحوه بحيث يتم التعامل مع المستجدات الإدارية من خلال العاملين قبل المعاش فقط وبذلك ينتهى "الخجل الإدارى"، والرجفة غير المبررة من التلاميذ أثناء وجود مشايخهم، وبذلك يقودون أنفسهم بدماء عصرهم، ونحفظ فى آن واحد قيمة وقامة هؤلاء العلماء. وبالنسبة لمستوى الاختبارات والامتحانات، أكد "خضر" أنه يجب تسخير رئيس الجامعة كل أنواع التقنية الحديثة للأعمال الكنترولية من رصد ونتائج على الإنترنت ومن خلال برامج لذلك تخص كل كلية، مؤكدا: "لازلنا نعيش فى عصر التخلف الأكاديمى على مستوى جامعات الأرض، ولازلنا نقيد الأسماء باليد مما يجيز الخطأ فى الاسم أو الرقم أو الجمع أو ما سوى ذلك، بل إن ذلك مظنة التزوير، وأكبر باب من ابواب تضييع وقت البحث العلمى لدى الأساتذة حيث إن الخطأ يعنى التحويل للشئون القانونية". وقال: "ننتظر من رئيس الجامعة أن يضع الخبرة فى مكانها لنودع الانتماء والتبعية إلى غير ما رجعه لتقاد الجامعة من خلال الخبراء لا غيرهم". وطالب خضر، رئيس جامعة الأزهر سن قرارات تخص الترقيات فيها من المعايير ما يكون واضحا أمام من يتقدم للترقية مع المطالبة بنتاج علمى جديد بعد درجة أستاذ لا كما هو الآن. وعلى مستوى الطلاب قال "خضر" المطلوب من رئيس جامعة الأزهر بناء جسور من الثقة بين الطلاب والأساتذة، وأن يسن من القوانين ما به تكون للتعليم جودته مع إشعار الطالب بآدميته، ويتم تفعيل دور الطالب فى تقييم أستاذه والعكس، مع النظر بعين الاحترام لتظلمات الطلاب". وفى جانب ملفات الطلاب المحبوسين، طالب "خضر" رئيس الجامعة بالعمل على الإفراج عنهم جميعا أو اشتاتا خاصة من لم يقترف جرما. ووضع الدكتور أحمد على سليمان، المدير التنفيذى لرابطة الجامعات الإسلامية والباحث، تصور مقترح لتطوير جامعة الأزهر، يقوم على أسس أن فلسفة التربية والتعليم فى الجامعة يجب أن تظل تنبع من القرآن والسنة ومن التجارب التربوية فى العالم الإسلامى، وتتطور وتتجدد، لتراعى حاجات المجتمع ومتطلباته، وتعتمد على متابعة الجديد فى المجال. وأضاف سليمان، أن التطوير السريع هو سمة المرحلة التى نعيشها؛ وأنه أصبح ضرورة فى ضوء التغيير الشامل فى بنية النظام فى مصر؛ لذلك فلابد من القناعة التامة بأهمية معالجة أوجه القصور بجامعة الأزهر، من خلال الدراسات العلمية التى أجريت -والتى ما زالت كغيرها حبيسة الأدراج والأرفف، مشيرا إلى ضرورة تهيئة المناخ العام عبر وسائل الإعلام والاتصال وغيرها لعمليات التطوير، ووضع حوافز للمشاركين فى هذا التطوير. وأشار سليمان إلى ضرورة السماح للشباب لتفريغ طاقاتهم وإبداعهم فى عمليات التطوير والتجميل والتطوير وفقا لخبراتهم وأوجه تميزهم، مشددا على ضرورة التكامل والتوازن والشمول فى كل الأمور المتعلقة بالعملية التعليمة، ومن ثم يجب أن تقوم الجامعة بمناهجها المتكاملة على الجمع بين العلوم الدينية والكونية، فى إطار نظام تربوى يستند إلى إدارة حازمة، وإخلاص من القائمين؛ من أجل بناء الشخصية المسلمة بناءً عقديًّا وعقليًّا وبدنيًّا ومهنيًّا، علاوة على التوازن بين العلوم النظرية والعلوم التطبيقية والتدريب الميدانى الحقيقي، ومزج الأنشطة التعليمية والأنشطة اللامنهجية خارج الفصول والقاعات؛ بما يساعد الطلاب على النمو السوى جسميا وعقليا واجتماعيا وعاطفيا؛ حتى يصبحوا مواطنين صالحين، ومسئولين عن أنفسهم وخدمة وطنهم، ومتفهمين لبيئاتهم الطبيعية والاجتماعية والثقافية بكافة مستوياتها. وقال سليمان، إن الاستقلال المالى للجامعة عن الحكومات وعن سلطان الدولة الاقتصادى والسياسى والأمني، كفيل بتحقيق استقلالها، ونهوضها بمهامها المنشودة فى كل مكان، لأنه يلزم للأزهر أن يسترد أوقافه من الدولة، وإنشاء هيئة أوقاف الأزهر الشريف، وحث الناس على الوقف الخيرى، لتحقيق الاكتفاء الذاتى فى تمويل برامج وأنشطة الجامعة، وأيضا تمويل الأفكار والطروحات الجديدة التى من شأنها تطوير وتفعيل أداء الجامعة. وشدد على أن اعتماد الجامعة على موارد ذاتية متجددة من خلال الأوقاف الإسلامية الموقوفة عليها، يعمل على تطويرها وتنميتها، واستحداث صيغ جديدة للوقف كوقف الشخص نفسه على التعليم طيلة حياته، علاوة على أن الاستقلال المالى لها سيسهم فى استقلال قرارها، ومن ثم تفرغها لتحقيق أهدافها. ولفت سليمان، إلى ضرورة تدريب الطلاب والخريجين والمعلمين والمديرين، على المنهجية العلمية فى التعرف على المشكلات والعمل على علاجها، ومن ذلك: (تحديد المشكلة، تحليلها، تحديد البدائل، اتخاذ القرارات). وأردف سليمان، إلى ضرورة تدريب الجميع على استخدامات وتطبيقات الحاسب الآلى (الانترنت – البريد الإلكترونى – وإنشاء المواقع الإلكترونية التفاعلية - نظم دعم القرار- والحوار عن طرق الوسائل التكنولوجية الحديثة –اختزالا للمسافات- المناقشة- والتدريب على كيفية تبادل المعلومات مع الآخرين بصورة لحظية- العمل من خلال فريق العمل- والتدريب على كيفية التعامل مع المجتمع المحلى- وتكوين مجلس لأولياء الأمور من الخبراء وتدريبهم على التواصل السريع مع إدارة الجامعة).