كافر سلوكيا وقلبيا

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ١٥ - نوفمبر - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
ما هى نوعية الكفر هنا : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّي الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258) البقرة )؟
آحمد صبحي منصور

هو كافر سلوكيا لأنه ملك ، وواضح انه فرض نفسه ملكا بالقوة والغصب والظلم ، ولأن الشعب رضى به ملكا فقد ارتضاه رب العزة ملكا عليهم .

وهو كافر قلبيا لأنه زعم أنه يحيى ويميت ، أى زعم الالوهية لنفسه .

والكفر لا يعنى إنكار الوهية الله جل وعلا كما يزعم الملحدون والسطحيون ولكنه يعنى الايمان بالله جل وعلا مع الايمان بألوهية غير الله جل وعلا أيضا . ولهذا فإن ابراهيم أفحم هذا الملك الكافر حين قال له (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ ) ولنه يؤمن بأن الله جل وعلا هو الذى يأتى بالشمس من المشرق ) ولا يستطيع ان ينكر ذلك فى جداله مع ابراهيم فقد ( بُهت ) ، قال جل وعلا : ( فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ  ) وصفه جل وعلا بالكفر ، مع انه كان يؤمن بالله الذى خلق الشمس ويأت بها من المشرق . ووصفه رب العزة بالظلم ، فقال جل وعلا : ( وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين ) ، فالذى إختار أن يكون ظالما لرب العزة بكفره القلبى وظالما للناس بكفره السلوكى ومصمما على هذا الظلم مدافعا عنه لا يمكن أن يهديه الله جل وعلا .

اجمالي القراءات 4135