تنظيم خراسان.. صداع جديد في رأس الاستخبارات الأمريكية

في الجمعة ١٩ - سبتمبر - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

تنظيم خراسان.. صداع جديد في رأس الاستخبارات الأمريكية

 

 

تنظيم خراسان.. صداع جديد في رأس الاستخبارات الأمريكية
ينسق تنظيم خراسان مع تنيظم القاعدة في اليمن لاستهد

 

 

كتب – سامي مجدي:

انشغل العالم أجمع بتنظيم الدولة الإسلامية وما قام به من أفعال في الأشهر الأخيرة الماضية خاصة منذ شهر يونيو الماضي حينما استولى على مدينة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية وتبعها بالاستيلاء على مساحات شاسعة في غرب وشمال العراق فضلا عما يسيطر عليها في سوريا ليعلن بعدها ما سماه "الخلافة الإسلامية" وتنصيب زعيمه أبو بكر البغدادي "خليفة" للمسلمين.

وفي ضوء تلك التطورات اعتبر كثيرون أن تنظيم الدولة الإسلامية الذي يطلق عليه اختصارا اسم (داعش) يشكل تهديدا كبيرا للعالم خاصة بعد قطعه رؤوس ثلاثة غربيين – صحافيين أمريكيين اثنين وعامل إغاثة بريطاني – بطريقة وحشية وهي نفس الطريقة التي استخدمها في قتل جنديين لبنانيين من عشرات محتجزين لديه رهان ومعهم عدد غير معلوم من الغربيين وغير الغربيين، فضلا عن الأعمال التي يقوم بها في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا والعراق.

كما اعتبر مراقبون أن خطر داعش فاق خطر تنظيم القاعدة بفروعه المنتشرة في بقاع عديدة من العالم، الأمر الذي حدا بالكثير من الدول الغربية بتشديد اجراءاتها الأمنية، ووصل الأمر إلى حشد الولايات المتحدة تحالفا ضم أربعين دولة والأمم المتحدة والجامعة العربية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية وفق استراتيجية أمريكية لم تتضمن صراحة نشر قوات برية أمريكية أو أجنبية في العراق وسوريا.

غير أن الدوائر الاستخباراتية الأمريكية كان لها رأي أخر مفاده أن تنظيم القاعدة لازال يشكل خطرا مباشرا ومستمرا بل وربما أكبر على الغرب خاصة بعد الكشف عن خلية جهادية جديدة في سوريا يطلق عليها "تنظيم خراسان".

ويتكون التنظيم الجديد، بحسب ما قال مسؤولون استخباراتيون لوكالة أسوشيتد برس مطلع هذا الأسبوع، من مقاتلين قدامي يتبعون القاعدة في أفغانستان وباكستان، وهؤلاء وفدوا إلى سوريا، خلال العام المنصرم والعام الجاري.

ويقول المسؤولون الاستخباراتيون الذي طلبوا من الوكالة عدم الكشف عن هوياتهم إن تنظيم خراسان يعمل عن قرب مع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يتخذ من اليمن قاعدة ينطلق منها، على تطوير قنابل ومتفجرات تخترق الاجراءات الأمنية المتبعة في المطارات الغربية خاصة الأمريكية.

وكشف مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية جيمس كلابر في مؤتمر استخباراتي في واشنطن يوم الخميس أن تنظيم خراسان يعمل على تجنيد المتشددين الغربيين الذين يسهل ركوبهم الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة لشن هجمات على الطيران المدني الأمريكي.

وتخشى الدوائر الاستخباراتية الغربية من استخدام مقاتلين أجانب – يحملون الجنسية الأمريكية أو جنسيات أوروبية – من قبل تنظيم القاعدة لشن هجمات في الأراضي الأمريكية.

وأشار كلابر إلى الإمكانيات التي يمتلكها تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في صنع القنابل والمتفجرات التي يمكن اخفائها على الطائرات المتجهة إلى الولايات المتحدة أو أوروبا، مذكرا بحادثة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة ركاب يوم عيد الميلاد عام 2009 من خلال إخفاء متفجرات في ملابسه الداخلية.

وحكم على عبد المطلب البالغ عمره 27 سنة الآن بالسجن مدى الحياة في فبراير 2012.

وتسببت قنبلة خبأها عمر الفاروق عبد المطلب في ملابسه الداخلية في حريق لكنها فشلت في الانفجار على متن طائرة تابعة لشركة دلتا ايرلاينز وعلى متنها 289 شخصا في 25 ديسمبر 2009.

"طموحات داعش محلية وإقليمية"
وما يؤكد أن الخطر الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية أقل من خطر تنظيم القاعدة بفروعه المختلفة خاصة الفرع الموجود في اليمن، ما قاله المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تقريره السنوي إن جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية يشكلون خطراً عالمياً أقل من تنظيم القاعدة، على رغم المخاوف من عودة متشددين تمرسوا في القتال إلى بلدانهم.

وأفاد المعهد انه "على رغم أعمال العنف الاستعراضية ولا سيما ضد الغربيين، تبدو مشاغل تنظيم الدولة الإسلامية على المدى القصير والمتوسط محلية وإقليمية أكثر مما هي عالمية".

واعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط إميل حكيم أن "تنظيم داعش حدد لنفسه هدفاً طموحاً جداً عبر السعي إلى إنشاء دولة بحالها، ما قد يضر بقدرته على القتال على جبهات عدة".

وأضاف المحلل في مؤتمر صحفي "ينبغي ألا نضخم قوته. هذا التنظيم يشكل تهديداً خطيرًا جداً للمنطقة، لكن على المستوى العالمي يبقى خطره محدوداً. وعلى هذا المقياس من الأرجح أن تكون فروع القاعدة المختلفة الأفضل تسليحاً"، بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس.

بدوره، أشار خبير التهديدات العابرة للدول في المعهد نايجل انكستر إلى أن "جهاديي التنظيم المتشدد يركزون على عدو قريب فيما تستهدف شبكة القاعدة عدواً بعيدا".

وتابع "لا نرجح هجوماً ينظمه تنظيم الدولة الإسلامية على دولة غربية".

واعتبر التقرير أن "الجهاديين الغربيين المتمرسين قد يشكلون خطراً جدياً عند عودتهم"، وهو خوف تشاطره حكومات غربية كثيرة، التي بدأت في إجراءات أمنية مشددة حيال من يشتبه في ذهابهم للقتال في سوريا أو العراق.

تطور نوعي
إلى ذلك، انشغل الدوائر الاستخباراتية أيضا بالسعي وراء قياس قدرات تنظيم الدولة الإسلامية القتالية، بعد التطور النوعي الذي جرى قبل ثلاثة ايام بإسقاطه طائرة مقاتلة سورية كانت تشن غارات ضد مسلحي التنظيم في محافظة الرقة التي تعد معقله الرئيسي في سوريا.

وتعرضت طائرة حربية تابعة للقوات الجوية السورية الثلاثاء الماضي لإطلاق نار فوق مدينة الرقة خلال قيامها بقصف جوي للمنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأكدت حسابات لمؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية على تويتر إسقاط الطائرة بنيران "أسود داعش".

وهذه المرة الأولى التي يُسقط فيها "داعش" طائرة تابعة للنظام السوري منذ أعلن "الخلافة الإسلامية".
وقلل مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية في حديث مع مصراوي أثناء زيارة وزير الخارجية جون كيري للقاهرة يوم السبت الماضي من إسقاط داعش للطائرة السورية، مشيرين إلى فروقات بين قدرات الطائرات الأمريكية والارتفاعات التي تحلق عليها، والطائرات السورية.

وأضافوا أن معلوماتهم تؤكد أن تنظيم الدولة الإسلامية لا يملك أسلحة مضادة للطائرات تسطيع استهداف الطائرات الأمريكية التي تشن غاراتها على أهداف للتنظيم في العراق ويتوقع أن تستهدف مواقها له في سوريا ضمن الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة داعش.

وقالوا "لو أن داعش لديه أسلحة تستطيع استهداف الطائرات الأمريكية ما كان تأخر في استخدامها في مواجهة الغارات التي شنتها الولايات المتحدة ضده في الأيام الماضية في شمال العراق".

إلا أن ما يخشاه المسؤولون الأمريكيون هي الدفاعات الجوية السورية، خاصة بعد إعلان الحكومة السورية أن استهداف الأراضي السورية دون تنسيق معها ستعتبره عدوانا عليها. ويريد النظام السوري أن يتم تنسق الولايات المتحدة والتحالف الدولي معه في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال المسؤولون، ردا على ذلك الأمر، إن أماكن الدفاعات الجوية السورية معروفة ومراقبة تماما من قبل الاستخبارات الأمريكية، وإذا حدث واستهدف النظام الطائرات الأمريكية التي ستشن غارات على مواقع داعش في سوريا فإن الرد الأمريكي سيكون قويا جدا، بحسب تعبيرهم.

اجمالي القراءات 3651