بقلم نزار بوش
منذ عشر سنوات والولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بتوجيه ضربات في منطقة وزير ستان ما بين باكستان وأفغانستانن ومنذ حوالي عشر سنوات وهي تقوم بتوجيه ضربات جوية للجماعات الإرهابية هناك وعلى الرغم من كل هذه الضربات إلا أنها لم تستطع أن تقوم بالقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية وكأن هذه التنظيمات الإرهابية باتت قدرا لا يمحى، فالولايات المتحدة الأمريكية تستخدم هذه التنظيمات الإرهابية، وخاصة في منطقتنا من أجل تفتيت المنطقة، وهي تجاوزت قصة إسقاط الأنظمة إلى تفتيت المنطقة على أسس إثنية ومذهبية وطائفية وغيرها، لذلك هذه التنظيمات هي عبارة عن أداة تغيير مؤقت في يد الولايات المتحدة الأمريكية تستخدمها من أجل تحقيق مشروعها أي مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي لم ينته، وإنما الولايات المتحدة الأمريكية غيرت من أدواته ولجأت للأسف الشديد إلى الإسلام السياسي سواء من خلال هذه التنظيمات الإرهابية أو من خلال تنظيم الاخوان المسلمين وغيرهم.
أعتقد بأن الولايات المتحدة الأمريكية لو كانت جادة بمكافحة الإرهاب، أين كانت الأقمار الصناعية الأمريكية عندما اجتاحت داعش ثلث العراق، وأين كانت هذه الأقمار الصناعية والمحطات الاستخباراتية الأمريكية عندما تقوم داعش بتهجير المسيحيين وغيرهم من شعوب المنطقة في العراق، وعندما تقوم داعش بخطف العديد من المواطنين وذبحهم، داعش تقوم على استراتيجية أساسية وهي إرعاب الخصم وإرهاب الخصم من خلال عمليات القتل والتنكيل بالناس ومن خلال ذبحهم على مرأى الآخرين وتوزيع الفيديوهات والولايات المتحدة الأمريكية والإعلام الغربي والأمريكي والإعلام العربي الحليف للولايات المتحدة وإسرائيل يقوم بالترويج لهذه الأفلام من أجل أن يدب الرعب في نفوس الخصم وفي نفوس بقية الناس، لذلك أعتقد وأؤكد على أن الولايات المتحدة الأمريكية لو كانت جادة في مكافحة الإرهاب لأوعزت إلى حلفائها الإقليميين مثل قطر والسعودية وتركيا لوقف دعمهم ولوقف توفير غطاء لهذه الجماعات الإرهابية، ولكن أؤكد على أن هذه الجماعات الإرهابية هي عبارة عن أداة تغيير مؤقتة في يد الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما ينتهي دورهم سترميهم كما رمت الكثير من التنظيمات التي تحالفت معها سابقا من أجل تمرير مشاريعها وخططها في أي منطقة تريدها في العالم.
وشعوب المنطقة هي التي تستطيع القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية بكل مسمياتها لو أنها استطاعت أن تصحو من غفوتها بين متاريس الدين، وتنتمي إلى دولها الوطنية وتساند جيوشها الوطنية بعيدا عن التفكير بالانتماء إلى المذاهب والأعراق والإثنيات.
...