الاخوان و المطرية.. من اين بدأت القصة؟

في الأربعاء ٢٧ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

المطرية .. رمز التاريخ والديانات السماوية ، المكان الذى يجمع بين مسلة سنوسرت الاول ، وشجرة العذراء مريم والتى تم اطلاق هذا الاسم المطرية عليها تمجيدا لمرور السيدة مريم بها ، وتعنىباللغة اللاتينية Mattar أى الأم.

كل ما سبق لا يذكره الكثيرون الآن فهم لا يسمعون اسم المطرية الا مرتبطاً كل جمعة بمظاهرات جماعة الاخوان المسملين التى تنتهي بفض الشرطة للمظاهرات بالرصاص و الغاز المسيل للدموع و اشتباكات بين شباب الاخوان و الاهالي حيث ينتشر السلاح فى ايدى الطرفين و من ثم يفتح القوس لمزيد من أسماء القتلى و المصابين و الغضب و الحزب الذي يسيطر على المنطقة على مدار شهور طويلة.

من أين بدأت القصة؟ و لماذا “المطرية” تحمل دائماَ هذا العنف؟ و كيف يمكن قراءة المظاهرات بها الآن فى ظل عدد الشهداء الذي قدمته مع اندلاع الثورة في 25 يناير؟ و كيف يمكن تفسيره فى ظل تفوق المرشح الرئاسى حمدين صباحي فيها بانتخابات الرئاسة 2011 على منافسيه سواء كان المرشح الاخواني محمد مرسي او مرشح فلول نظام مبارك احمد شفيق؟

دماء على أرض المطرية

قدمت المطرية في يوم جمعة الغضب بـ 28 يناير 2011 من أولادها 22 شاب سواء هؤلاء ممن سقطوا على يد الشرطة فى ميدان التحرير او امام قسم المطرية و اعتبرت الدولة فى حكمها القضائي من ماتوا امام القسم “بلطجية” .

و منذ هذا اليوم ووفق منطق كل مرحلة السياسية يتم التعامل مع كل الدماء التى شهدها حي المطرية منذ هذا اليوم فنجد انه في يوم 25 يناير 2014 (الذكري الثالثة للثورة) سقط من بين صفوف جماعة الاخوان المسلمين 40 من أهالي المطرية.

و مع كل جمعة تتوالى و تتجدد الدماء بين قتيل و مصاب و لم يًسلط الضوء على اى منهما إلا بيوم مقتل الصحفية “ميادة أشرف ” التى تفرق دمها بين القبائل و ان كانت رواية الشهود تذهب بشكل واضح الى تورط الشرطة فى قتلها في إطار فتحها النيران بشكل غير قانوني على المتظاهرين .

المطرية .. و السلاح

الخريطة السياسية فى المنطقة تتسع للجميع ما بين سيطرة التيار الدينى (جماعة الاخوان – والتيار السلفى) والانتشار الكبير لفلول نظام مبارك و هو المشهد المتكرر فى مناطق كثيرة لكن يتحول الى هذا العنف داخل المطرية بسبب الانتشار الكثيف لتجارة السلاح .

فالمنطقة التي يصل عدد سكانها الى مليون نسمة وسط حالة مذرية ، من انتشار الفقر و الجريمة اصبح السلاح فى يد الجميع و قد ظهر واضحاً فى الجمعة قبل الأخير حين أطلقت الشرطة الرصاص على متظاهري جماعة الإخوان المسلمين فأسقطت أثنين من الأهالي وفق رواية شهود العيان .

و عندها تحدث السلاح في يد الجميع فخرج سكان المنطقة الخروج هم أيضاً بالسلاح لمهاجمة متظاهري الإخوان المسلمين و مطالبتهم بعدم التظاهر فردوا هم أيضاً بعنف مقابل و توجهوا لمبنى قديم تابع لحي المطرية و “حرقه”.

المطرية و مصيدة السياسة

سبق وظهرت سيطرة الاخوان على اصوات المواطنين فى الانتخابات البرلمانية التى اقيمت فى اواخر 2011 ، من خلال حسم مقعد الفئات لصالحها من الجولة الاولى ، وتمكن مرشح العمال عن “الحرية والعدالة” والعدالة وقتها من اكتساح جولة الاعادة لصالح الجماعة.

ولكن سرعان ماتغير الوضع سريعا فى الانتخابات الرئاسية الاولى بعد ثورة يناير فى مايو 2012 ، حيث تمكن المرشح الرئاسى “حمدين صباحى” من الحصول على اكبرعدد من الاصوات ، يليه الفريق “احمد شفيق” على عكس المتوقع وقتها .

الشرطة .. الطرف الثالث بالمطرية

ما بين كل تلك الأطراف اللاعبة داخل المنطقة تأتي الشرطة دائماً بدور يتسبب فى خلق مشاكل أكثر من حلها سواء بعدم قدرتها على وقف انتشار تجارة السلاح بالمنطقة او باستخدام الرصاص و القتل خلال فض المظاهرات .

و يقول “محمد فؤاد” المتحدث الرسمى باسم حركة 6 ابريل الجبهة الديمقراطية ، ان ماحدث من تزايد حدة العنف فى احداث الاسبوع الماضى ، كان سببه تعامل قوات الشرطة مع الاهالى ، وإطلاق الرصاص عشوائى ، مما تسبب فى مقتل ثلاثة مواطنين من ضمنهم اثنان من الاهالى ، مما نتج عنه غضب المواطنين العاديين ، واستغلته جماعة الاخوان للظهور بمظهر القوة ،والانتصار ،على غير الحقيقة التى تحدث اسبوعيا ، عندما تقوم قوات الامن بفض مظاهرات الجماعة بمجرد تجمعها .

اجمالي القراءات 3326