الموت في سيارة ترحيلات .. يا مصر

في الإثنين ١٨ - أغسطس - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 
dd858c7ea36ef7e984ba4e7576800da9
 

عام بالتمام. هو كل ما مر على حادث سيارة الترحيلات” الذي راح ضحيته 37 معتقلا أثناء نقلهم من قسم الشرطة بمدينة نصر بالقاهرة إلى سجن أبو زعبل، ضمن 45 معتقلا تم ” حشرهم ” بسيارة ترحيلات ابو زعبل جراء إلقاء قوات الشرطة قنابل الغاز داخل سيارة الترحيلات المغلقة بإحكام ، فى جريمة توازى ابشع جرائم الحرب .

قضى عدد من المحتجزين الليلة السابقه للحادث محتجزين في استاد القاهره مع الآلاف من السجناء الآخرين المعتقلين من داخل رابعة وحولها حتى توفير أماكن لهم في أقسام الشرطة الى السادسة والنصف صباحًا من يوم الأحد 18 أغسطس، حيث تم تكبيل 45 سجينًا. ربط كل اثنين معا ليتم حشرهم فى سيارة الترحيلات للمره الأخيرة .

من جانبها أجرت صحيفة “الجارديان” البريطانية، تحقيقًا حول القضية، وأظهرت فيه للمرة الأولى، شهادات الناجين من سيارة الموت مختنقين بالغاز بعد احتجاز 6 ساعات في سيارة الترحيلات في فصل الصيف، وأظهرت فيه للمرة الأولى، شهادات بعض الناجين .

فنان الثورة ” محمد الديب 

الديب

يقول باتريك كينجسلي صانع تحقيق ” الجاريان ” : بعد ظهر يوم الأحد 18أغسطس 2013 نطق المخرج المصري محمد الديب الشهادتين ووصيته الأخيرة، ولم يكن محمد يمتلك أي ورقة لتوقيع اسمه عليها، ولم يكن هناك محام لتوثيقها ، لالتفت ببساطةيقول باتريك كينجسلي صانع تحقيق ” الجاريان ” : بعد ظهر يوم الأحد 1 إلى الرجل المكبلة يداه بجواره وأفصح له عن ديونه المطلوب سدادها إذا توفي، كما أبلغه بما يريد قوله وماذا يقول لوالدته بشأن تفاصيل وفاته.

واشتهر محمد عبد المجيد الديب ، البالغ من العمر انذاك 27 عاما كان مخرج و منسق رابطة فناني الثورة ،التى أسست بميدان التحرير عقب ثورة 25 يناير،بتفانيه فى العمل الخيرى، واقامة معارض خيرية فلم يترك فرصة للعمل الخيرى والإنسانى إلا وبادر وشارك فيها.

وخرج محمد ثائرا مع ثوار 25 يناير، فـ أصيب بأحداث 28 يناير، بخرطوش تركها بجسده بحسب تصريحات ذويه .

شريف صيام ” الركله” لا تزال فى قلبى

ويستكمل التحقيق :لم يكن “شريف” عضواً في الإخوان، ولا مؤيدًا لمرسي. وسبق له أن كتب عبر “فيس بوك” أن عزل مرسي ليس إنقلابًا وإنما ثورة، بالتأكيد ذهب لرابعة مرتين أو ثلاث مرات، ولكنه فى فض رابعة ذهب إلى هناك لمساعدة الجرحى، كما قال والده مستشارا لوزير الزراعة في عهد مبارك وأحد رجال الحزب الوطنى .

كانت الشرطة اعتقلت “شريف” على بعد بضعة شوارع من اعتصام رابعة، حيث بدأ إطلاق النيران قبل ذلك بست ساعات. ويوضح فيديو صوره أحد الأشخاص “شريف” مرتديًا قميص أزرق يقوده ضباط باتجاه سيارة شرطة، بينما يسرع ضابط آخر نحوه يوجه له ركلة في صدره توقعه أرضًا.

ومثل آلاف من المعتقلين في هذا اليوم، اٌتهم شريف بقائمة طويلة من التهم، من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابيه ، ومحاولة القتل وحيازة أسلحة، ولكن عائلته ترى أن هذه التهم من غير الممكن تصديقها ،ووفقًا للناجين كان شريف صيام واحدًا من ثماني ضحايا على الأقل فى مذبحة ابو زعبل لم يكونوا من أنصار مرسي أو ليس لهم علاقة برابعة.

حكم لا يغني و لا يثمن من ظلم

لم يكن شريف و محمد الديب الوحيدين الذين رصدهم تحقيق الجارديان ، فهناك العديد من قصص تلك الجريمة اللا انسانيه بالاضافه لشهادة الناجين والتى لم تكن كافيه لخلق حكم قضائى عادل يقتص لأهالى القتلى الذين عانوا من حالات نفسية سيئه بعد الحادث والذى اسموه ” المحرقه ” وسط تخوف من إفلات المتهمين من العقاب، على الرغم من صدور تقارير المعمل الجنائي والطب الشرعي، والتي أثبتت تعمد “الشرطه ” إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع والتي تسببت في مقتل السجناء أثناء تواجدهم في سيارة للترحيلات.

ووجهت النيابة تهمة “القتل الخطأ” للضباط،و الإهمال، والرعونة، وعدم الاحتراز، والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم من الحفاظ على سلامة، وأرواح المواطنين ولو كانوا متهمين. بينما أنكر المتهمون جميع الاتهامات الموجهة إليهم، وأصروا على أنهم كانوا في “حالة دفاع عن النفس” لمنع السجناء من محاولة الهرب من سيارة الترحيلات، وأكد الضابط أحد الضباط أن السجناء أحدثوا “حالة من الهرج” داخل سيارة الترحيلات، ففتح باب السيارة لاستطلاع الأمر فاحتجزه عدد من السجناء وتعدوا عليه بالضرب

فيما ألغت محكمة جنح مستأنف الخانكة الحكم الصادر ضد عمرو فاروق نائب مأمور قسم مصر الجديدة، المتهم الأول فى قضية سيارة ترحيلات أبوزعبل، بالسجن 10 سنوات وكذلك ضباط القسم الثلاثة على حكم حبسهم سنة مع إيقاف التنفيذ، وأمرت المحكمة بإرسال أوراق القضية إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات من جديد ، واستقبل العشرات من الضباط المتضامنين مع زملائهم الحكم بالتصفيق وترديد الهتافات “يحيا العدل”

و كانت النيابة العامة قد أسندت إلى المتهمين اتهامات التسبب في وفاة 38 من عناصر الإخوان المتهمين بداخل سيارة الترحيلات أثناء ترحيلهم لسجن أبوزعبل وإصابة وإصابة آخرين و الإهمال، والرعونة، وعدم الاحتراز، والإخلال الجسيم بما تفرضه عليهم أصول وظيفتهم من الحفاظ على سلامة، وأرواح المواطنين ولو كانوا متهمين.

 

اجمالي القراءات 1520