في هذا العيد ترسل بوابة يناير رسالة معايدة الى شباب الثورة المعتقلين جميعاً في شخص أحمد دومة و ربما تصل اليهم هذا الكلمات و تؤنس وحدتهم في زنازينهم و لو دقائق و ترسم ابتسامة و لو خافته في انفسهم التي لم تصل اليها نفحات العيد بعد.
هو صائد الفراشات و الذي كان قدره أن اصطادته معتقلات كل الانظمة علي مدار السنوات الاخيرة سواء قبل انطلاق الثورة او بعدها فهو الحر الذي تربي في أسرة اخوانية بالبحيرة و لكن سرعان ما خرج من عبأءة هذة الجماعة و كانت القضية الفلسطينية هي الباب الاوسع الذي اقتحم به عالم السياسة و عرف من خلاله طريق المعتقلات فقد تم سجنه أكثر من 18 مرّة في عهد مبارك والمجلس العسكري ، واتّهم في أكثر من قضيّة في عهد محمد مرسي و سجن مرتين في عهد المعزول محمد مرسي و في كل هذة المرات واجه دومة هذا القهر بكلمات قصائده التي كانت تروي داخله الصبر و الاصرار علي النضال فهو من أقر أنه “مفيش من الموت مهربه..يا تموت هنا.. يا تموت هناك..يا تموت على الوطن اللى ضايع بين ايدينا و مرمى بين حضن الهلاك”.
يقضي هذا العيد بعيدا عن زوجتة و رفيقة نضالة نورهان حفظي و عن اسرته و ربما هذة ليست المرة الاولي الذي يستقبل دومة العيد داخل زنزانته و لكن هذا المرة هي الاثقل علي نفسه فبعد ثورتان شارك دومة فيهم و دفع من أجل إنجاحهم وجد نفسه كبش الفداء لنظام يعادي شباب الثورة و بدء منذ اللحظة الاولي قي قمع تظاهراتهم التي بدونها ما كان ليأتي
يجلس دومة داخل زنزانته و هو لا يعرف كيف سيكون مصيره بعد صدور الحكم بالحبس عامين له منذ عدة شهور و هو الحكم الذي حرمه من الاستمتاع بشهور العسل الاولي مع زوجتة التي تزوجها قبل اشهر قليلة من القبض عليه.
و لكن على الرغم من أنه يشعر أن العيد لم يمر من شباك زنزانته الا أن دومه الثائر العنيد ابداً لن ينهزم أمام حزنه و لم يخضع أمام قهر ربما يقضي عيده وحيدا و لكن من المؤكد أنه مازال يري أن “الحبس ساري لحين قيام ثورة علي كل القيود فتفكها.. ولمصر يرجع مجدها..والثورة جايه رغم كل الكردونات.. والنور هيطلع رغم ان اللون سواد..لون العساكر والشوارع زي جبهة.. والعدو صبيان بلدنا والبنات..ملعونة كل الكردونات ”.
تلك الكلمات التي خرجت من رحم القهر و الذي طالما حول بها زنزانته الي عنبر لطاقات الامل مضيئأ بمصابيح الاحلام و العزيمة التي لا يمكن ان تغيب عن قاموس صائد الفراشات
أحمد دومة كل عام و انت حر في زنزانتك و حاضرا معنا بكلماتك كل عام و أنت الابن البار للثورة الذي لم تقهره الزنازين و قهر داخلها كل معاني الظلم و اليك فأعلم النور هيطلع رغم أن اللون سواد..