- بوابة الوفد - متابعات:
- الأثنين , 28 يوليو 2014 20:38
نشرت صحيفة جارديان البريطانية، اليوم الإثنين، تقريرًا جديدًا يبرز آخر النتائج التى توصلت إليها فى تحقيقاتها المتواصلة عن انتهاكات قطر الجسيمة بحق عمالها، وذلك خلال استعداداها لمونديال عام 2022.
بدأت الصحيفة تقريرها بمقدمة قالت فيها "العمال الذين بنوا المكاتب الفاخرة لمنظمى مونديال 2022 فى قطر، لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من عام، ويعملون الآن بصورة غير قانونية".
وأوضحت الصحيفة ـ وفقاً لتحقيقاتها ـ أن المسئولين فى اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية، باشروا باستخدام المكاتب فى الطوابق 38 و39 من البرج المعروف باسم "برج كرة القدم"، والذى أنشئ بجهود عمال لم يتسلموا رواتبهم منذ 13 شهرًا ومعظمهم من النيبال وسريلانكا والهند.
وتشير الصحيفة إلى أن المشروع المذكور تم تكليفه مباشرة من قبل الحكومة القطرية، ما يشير لشكوك جديدة بشأن التزام الإمارة الاستبدادية بحقوق العمل، تزامنًا مع بدء الدوحة ببناء خمسة استادات جديدة لكأس العالم هذا العام.
وبينت الصحيفة بحسب مصادرها، أنه على الرغم من تكلفة المكاتب المرتفعة والتى بلغت 2.5 مليون جنيه إسترلينى، وبالرغم من تزويدها بالزجاج المحفور الباهظ الثمن، والأثاث الإيطالى اليدوى، فإن المسئولين القطريين تجاهلوا دفع رواتب العمال الزهيدة.
ومن المتوقع أن تستقطب قطر بنهاية هذا العام مئات الآلاف من العمال من بعض أفقر بلدان العالم لبناء مرافق البنية التحتية لكأس العالم، وسط قلق دولى من ارتفاع عدد القتلى فى صفوف العمال المهاجرين.
ونقلت الصحيفة قول أحد العمال الذى لم يحصل على أجره منذ قرابة العام "نحن لا نعرف كم تنفق قطر على كأس العالم، لكننا فقط بحاجة لرواتبنا"، مضيفًا: "كنا نعمل ولكن لم نحصل على أجرنا".
وأضاءت الصحيفة على الأوضاع الرديئة التى يعانيها العمال، مشيرة إلى أنه يتم وضع سبعة عمال فى غرفة واحدة، وينامون على فرش رقيقة قذرة فوق الأرض، أو على أسرة بطابقين، ما يعد انتهاكًا لمعايير العمل الخاصة بقطر.
وتابعت الصحيفة: يعيشون فى خوف دائم من السجن لأنهم تُركوا دون أوراق ثبوتية بعد انهيار شركة "لى" للتجارة والمقاولات التى تعاقدوا معها، وعلى هذا الأساس يتم استغلالهم من خلال دفع أجور زهيدة.
ونقلت الصحيفة عن اللجنة المنظمة لكأس العالم فى قطر تأكيدها بأنه بالفعل تم تجهيز مكاتب مؤقتة فى الطوابق الجديدة ببرج كرة القدم، دون دفع أجر العمال المستحق، وعبرت عن استيائها لمعرفة سلوك شركة "لى" فيما يتعلق بسداد الرواتب، وقالت: "نحن نرفض هذه الانتهاكات بشدة وسنواصل الضغط للحصول على نتيجة سريعة وعادلة لجميع الحالات".
وتظهر العقود، بحسب الصحيفة، أن المشروع كلف عن طريق مشاريع كتارا، وهى منظمة حكومية قطرية تعمل تحت رعاية مكتب ولى العهد تميم بن حمد آل ثانى، الذى هو الآن أمير البلاد، ويرأس أيضًا اللجنة العليا المنظمة لكأس العالم، والتى أنفقت مبالغ ضخمة لبناء استادات جديدة للبطولة، وغرقت فى اتهامات الرشوة، فى حين أن هناك حالة من الذهول لاحتمال إقامة كأس العالم فى ظل درجة حرارة تصل الـ 50.
وقال متحدث باسم مؤسسة "كتارا" للصحيفة، إن المؤسسة أنهت اتفاقها مع شركة لى للتجارة والمقاولات عندما اكتشفت إساءة معاملتها للعمال و"عدم دفع الأجور"، وأشار لبذل الجهود لتعويض المتضررين وإيجاد وظائف جديدة لهم.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه لم يتم حل المشاكل المتعلقة ببرج "كرة القدم" رغم تقديم الحكومة للعديد من التعهدات بشأن دفع أجور العمال وإيقاف الانتهاكات بحقهم، وبينت أنه فى كل صيف يموت عشرات العمال المهاجرين أثناء نومهم فى ظروف غامضة، قد ترجع إلى إصابتهم بنوبات قلبية.