منذ بضعة أيام قرأت مقالة في هذا الموقع المبارك تحت عنوان (الإنسان خليفة لله وابن له)، وكم كان هول مفاجأتي عندما وجدت قوماً يدّعون الإسلام (وأقصد هنا كاتب المقالة ومن علي شاكلته في منتدي معراج القلم)، ويستغلون هذا الموقع العظيم في ترويج أباطيلهم، بل ويدعون أيضاً أنهم يمتلكون علماً غزيراً بالقرآن الكريم نتيجة لتدبرهم وتعمقهم في فهمه علي حد قولهم، ثم ينقضون ما قرءوه وتدبروه بالكلية ليصبحوا أجهل بكتاب الله تعالي ممن لم يقرأه أصلاً!!..... والمصيبة أنهم يتكلمون دائم&Cced;اً عن الطاغوت المذهبي ويصفون كهنوته بالجنون، ثم نجدهم يحذون حذو هذا الكهنوت خطوة بخطوة، بل والأبشع من ذلك أنهم يحذون حذو أهل الكتاب ويستشهدون بكتبهم المحرفة والتي تتناقض مع القرآن الكريم علي خط مستقيم، بل والأدهي من ذلك والأمر أنك تجدهم يغفلون ذكر الآيات الموجودة في كتاب الله تعالي المهيمن علي ما سواه والتي تثبت زيف ادعاءاتهم أو تأويل تلك الآيات بما يتفق وأهوائهم متفانين في تزيين هذا الزيف والشرك الصريح فينخدع بهم الغاوون وقليلو العلم وذوي النفوس المريضة.
إن تلك المقالة التي كتبها هذا الكاتب كادت توصم هذا الموقع المبارك (أهل القرآن) بالعار لولا تدخل الدكتور الفاضل أحمد صبحي منصور، وكذلك الأخ الفاضل عثمان محمد علي (بصفته مشرف) مطالبين كاتبه بحذفه علي الفور ولكنه لم يفعل، وقد انسحب بهدوء من الموقع بسبب حجة واهية بعدما أيقن أن هذا الموقع ليس مرتعاً خصباً لنشر مثل تلك الأباطيل، وبعد تجريح لكل من لم يفكر بطريقته العقيمة واتهامه في عقيدته ليترك هذا المقال كبصمة تفصح عن هوية الكاتب وتفضح سقم فكره.
علي أنني أعتب بعض الشئ علي أصدقائي وأحبائي وإخواني ورفاق دربي أهل القرآن لسكوتهم علي تلك المقالة دون أن يردوا عليها، هذا مع اتفاقي التام مع معظمهم بأنها لا تستحق الرد، ولكن ينبغي أن نرد حتي نحق الحق، ونعيد الأمور إلي شرعيتها.
نعود إلي ما يقوله صاحب تلك المقالة بحجة ما تشابه له فهمه من كتاب الله!!، فيبدأ المقالة بالفرق بين الأب والابن موضحاً أن لهما مفهوماً مختلفاً عن الوالد والولد، فيقول:
فالوالد يذر الذرية التي منها الولد، أما الأب فهو الذي يؤيد الابن بالنور والمنهاج فيتبع الأب ومنهاجه ولا ينقضه!!
وقد بات الآن من حقنا أن نسأل صاحب المقالة، أين وجدت هذا في كتاب الله؟؟، ومن حقنا أيضاً أن نسأله من أين استقي عنوان مقالته؟؟... كيف عرف أن الإنسان خليفة لله؟؟.... هل أخبره الله تعالي بذلك دون أن ندري؟؟!!...... إن الله تعالي قد قرر في كتابه الكريم أنه قد جعل الإنسان خليفة في الأرض، ولكنه لم يقل أنه جعله خليفة له!!.... وكذلك فهو لم يقرر من قريب أو بعيد أنه ابن له (حاشا لله العلي العظيم)، بل يُحَذِر من هذا الزعم في كتابه الكريم متوعداً من يعتقد هذا الإفك بالعذاب والقتال، يقول تعالي: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة 30)، وبالطبع فهو لم يستشهد في مقالته بتلك الآية إطلاقاً، ولكن عندما ذكّره أحد المحاورين (وهو الأخ محمود عبد الله) بتلك الآية الكريمة فما كان جوابه إلا أن قال: (فهم يقولون ويظنون أنهما ٱبنان للّه بدليل ٱلولد(، ودعونا نسأله مرة أخري.... أين وجدت هذا في كتاب الله تعالي؟؟....!!.. ومن الواضح أن رده هذا كان من قبيل الهروب وليس أكثر من ذلك.
ثمة آية أخري قد أغفل صاحب المقالة ذكرها تماماً، وهي: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ) (المائدة 18)، والآية هنا تقرر بوضوح وقوة أن اليهود والنصاري مجرد بشر كسائر البشر الخاضعين للثواب والعقاب ولا مفاضلة لشخص علي آخر إلا بالعمل، فالله تعالي ليس أباً لأحد ولا يجوز أن يدعي أي شخص ذلك حتي ولو علي سبيل المجاز، فالقرآن قد حسم تلك الجزئية حسماً مطلقاً ووصف من يدعي ذلك بتقليد الذين كفروا من قبل، ومتوعداً إياهم بالقتال، فقد تكررت كلمة (عباد-العباد، أو العبيد) ومشتقاتهما في القرآن، ولكن لم تأت إطلاقاً كلمة (ابن) لله تعالي،فمثلاً يقول الله تعالي: (قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم.....)، ولم يقل مرة واحدة (يا أبنائي)، يقول: (وعباد الرحمان الذين يمشون علي الأرض هوناً....)، ولم يقل (أبناء الرحمان)، وكذلك فقد تكررت كلمتي (رب وإله) ومشتقاتهما في القرآن، ولكن لم تأت إطلاقاً كلمة (أب) منسوبة لله تعالي، فقد قال المولي تعالي: (وإلهكم إله واحد....)، ولم يقل (وأبيكم)، ويقول جلت أسماؤه: (كتب ربكم علي نفسه الرحمة....)، ولم يقل (كتب أبوكم)، سبحانه وتعالي عما يصفون وعما يقولون علواً كبيراً.
لقد استشهد صاحب المقالة بإنجيل يوحنا ٱلأصحاح ٱلثامن 12، ويوحنا 28-29 ٱلأصحاح ٱلثامن، وإنجيل يوحنا ٱلأصحاح 8/37/47، إنجيل متي 5، وكلها مخالفة للقرآن الكريم في تلك الجزئية، أما استشهاده بالقرآن الكريم فكان بعضه بآيات في غير موضعها تماما، والبعض الآخر كان يقوم بتأويله بما يتفق مع هواه ليبرر ما يقوله كما سوف نري:
أولاً: استشهاده بالإنجيل (وما كان ينبغي له ذلك):
يقول: "أنا نور ٱلعالم. مَن يتبعنى فلا يمشى فى ٱلظلمة بل يكونُ لهُ نورُ ٱلحيٰوةِ" (إنجيل يوحنا ٱلأصحاح ٱلثامن 12).
وهذا بالطبع يكذبه القرآن الكريم، فعيسي بن مريم هو رسول لبني إسرائيل فقط، يقول تعالي: (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ *ورَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل....) (آل عمران 48، 49).
وهو وأمه الطاهرة البتول أيضاً آية للعالمين: (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) (الأنبياء 91).
فهو آية في تكلمه المعجز في المهد، وفي ولادته المعجزة من غير أب، ولكن الله تعالي لم يخبرنا من قريب أو بعيد أنه نور العالم كما تدعي الفقرة المحرفة من الإنجيل والذي جعلها هذا الكاتب حجة علي القرآن الكريم.
ومع ذلك فهو يعلق علي تلك الفقرة السابقة (لا أقول الآية) من الإنجيل بالآتي:
فقوله يبيّن خلافته وألوهته ٱلتى تستند على تأييد ٱللّه له فيها بٱلروح ٱلقدس!!!!
وبذلك فهو قد بني وهماً علي وهم!
وهو يستشهد أيضاً بفقرة أخري من الإنجيل ليؤيد بها زعمه!! والفقرة هي:
"متى رفعتم ٱبنَ ٱلإنسانِ فحينئذٍ تَفهمونَ أنِّىۤ أنا هو ولست أفعلُ شيئًا من نفسى بل أتكلَّمُ بهذا كما علَّمنِى أبى. وٱلذىۤ أرسلنى هو معى ولم يتركنى ٱلأبُ وحدى لأنِّى فِى كلِّ حِينٍ أفعلُ ما يرضيه" (يوحنا 28-29 ٱلأصحاح ٱلثامن).
فنجده هنا قد استشهد علي بنوة عيسي لله، وكذلك علي صحة الفقرة السابقة (سبحان الله وتعالي عما يقولون علواً كبيراً) بتلك الفقرة، وهو بالطبع استشهاد باطل من الأساس، ولننظر فيما بعد أن لفظ (ابن) ومشتقاته كان في التوراة والإنجيل فقط علي سبيل المجاز، ولم يقل أحد من أهل الكتاب أن الله عيسي ابن الله نتيجة زواجه مثلاً فيكون بذلك والداً لإبنه كما زعم الكاتب (سبحان الله وتعالي هو الغني).
ومع ذلك نجد أن الكاتب يعلق علي الفقرة السابقة بقوله: (فهو إنسان خلف فتألّه بنور ٱللّه بفعل ٱلروح ٱلقدس...)!!..... هل هذا بالله عليه موجوداً في القرآن الكريم؟؟... حاشا لله تعالي.
أما المصيبة الكبري فإننا نجده يدلل علي صدق فقرات الإنجيل السابقة مستشهداً بآية من كتاب الله تعالي، والتي تقول:
("وإذ قالَ ٱللّهُ يَٰعيسى ٱبنَ مَريمَ ءَأنتَ قُلتَ لِلناسِ ٱتخذونِى وأُمِّىَ إِلَٰهَينِ مِن دونِ ٱللّهِ؟" 116 ٱلمآئدة).
فهو إنسان إلٰه وكذلك هى أُمُّه بتأييد ٱللّه لهما وليس من دونه. فهو لم يزعم بنور وألوهة مقطوعين عن مسألة ٱلخلافة وٱلتأييد بٱلروح ٱلقدس "من دون ٱللّه". وهو ما بيّنه فى جوابه:
"قال سُبحَٰنَكَ مَا يكونُ لىۤ أن أقولَ ما ليسَ لِى بحقٍّ".
فعيسى يعلم أنّ ٱلقول بألوهة من دون ٱللّه ليس حقًّا فلا يقول هذا بما يملك من تأييد بٱلعلم ٱلقدس. كمآ أنّه يبيّن فى جوابه ٱلفرق بين علمه وعلم مرسله فيقول:
"إن كُنتُ قلتُهُ فَقَد عَلِمتَهُ تعلَمُ ما فِى نفسِى ولآ أعلمُ ما فِى نفسِكَ إنَّكَ أنتَ عَلَّٰمُ ٱلغُيُوبِ".
عيسى هو ٱلمثل للناس على خلافة ٱلإنسان فى ٱلنّور وبٱلنور تكون للإنسان ٱلألوهة. فٱلروح ٱلقدس ٱلذى تأيّد به عيسى أرسله ٱللّه للناس من بعد ٱلمثل عيسى فى كتاب هو ٱلقرءان وهو ما نزل على قلب رسول ٱللّه محمّد. وهذا ٱلروح لن يكون للإنسان نفع به ما لم ينزّل فى قلبه ويثبّت به فؤاده كما تنزّل مناهج ٱلكومبيوتر على قرصه ٱلصلب.
هذا بالطبع كلام لا يوافق العقل والمنطق ومن ثم فهو لا يوافق القرآن الكريم، إذ أن القرآن يوافق العقل تماماً، ولكن هناك آيات لا يمكن فهمها من القرآن الكريم، ولكنها بالطبع لا تخالف العقل، فهي توافقه ولكنها فوقه، فهناك فارقاً بين ما هو فوق العقل وما يخالفه.
فالكاتب هنا أثبت لقرائه أنه لا يعرف معني كلمة (إله)، فتعريف كلمة (إله) هو (المعبود بحق) نظراً لقدرته المطلقة، وعلمه المطلق، وكماله المطلق، وتفرده بأشياء يستحيل أن توجد في خلقه، فهو لا تأخذه سِنة ولا نوم، وهو كل يوم في شأن، وهو الخالق وهو الرازق أما غيره فلا يستطيع ذلك، كما أنه الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية، فكيف يكون الإنسان إله كما يزعم الكاتب، فهل يستحق الإنسان أن يعبد مهما أوتي من قدرات خارقة؟؟... وما هو حجم تلك القدرات مقارنة بقدرات الله تعالي...... سبحانك ربي هذا بهتان عظيم.
ويقول أيضاً:
سبق لى وقلت بما تشابه لى فهمه من كتاب ٱللّه أنّ ٱلمرء يخلف بٱسم ٱللّه فينير ٱلحقِّ بسيره فى ٱلأرض وبما يوصل بصره ونظره إليه. وهو بمتابعة سيره ونظره يخلف بجميع أسمآء ٱللّه ٱلحسنى فيكون سمعيا بصيرا عليما قويًّا قديرا مقتدرا جبارا إلىۤ أخر ٱلأسمآء ٱلحسنى فيرث ٱلأرض ويصلح فساد ٱلناس فيها.
وهذا أيضاً زعم فاسد، فهل سمع الإنسان وبصره وعلمه وقوته وقدرته تؤهله لأن يكون إله؟؟..... لا إله إلا الله تعالي: (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا) (الإسراء 111)، إن قدرات الإنسان محدودة تماماً وقد خلقها الله تعالي له لتكون مناط تكليفه علي تلك الأرض فيحكم بما أنزل الله، أما صفات الله تعالي فهي مطلقة يتفرد بها دون غيره، والبون شاسع بين هذا وذاك.
نقطة ينبغي التنويه عليها:
إن نبي الله إبراهيم عليه السلام كان من أحب الناس إلي الله تعالي، وأنا أري أن الله تعالي لم يتكلم عن أي نبي في القرآن مادحاً إياه ذاكراً مدي صلاحه وتقواه مثل سيدنا إبراهيم عليه السلام (ربما سوي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم)، ومع ذلك فلن يصف هذا أو ذاك بأنه إبنا له، ولم يقل أنه قد اتخذ كلاً منهما ولداً أو ابناً، ولكن الله قال عن إبراهيم عليه السلام: (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) (النساء 125)، فهو لم يتخذه ابنا له أيها الكاتب فانتبه.
ثم نجده يتهكم علي البخاريين والجعفريين بقوله:
بهذا ٱلمفهوم لخلافة ٱلابن أبيه ينكشف أمر كهنوت ٱلمسلمين ٱلبخاريين وٱلجعفريين وأتباعهم. فهم ليسوۤا أبنآء للّه بل أبنآء لإبليس وأبوهم صاحب حجّة ساقطة. وهم ٱليهود ٱلذين هادوا بقولهم:
"إنَّا وجدناۤ ءَابآءَنا علىٰۤ أُمَّةٍ وإِنَّا علىٰۤ ءَاثَارِهِم مُهتَدُونَ" 22 ٱلزخرف.
ونحن نقول له إن البخاريين والجعفريين هم أرحم منك علي الرغم من ضلالهم وكونهم أهل مذهب، أما أنت فتدعي أن مرجعك الاساسي هو كتاب الله تعالي ثم تستشهد بالكتب المحرفة التي نزل القرآن الكريم مهيمناً عليها وتترك القرآن.
ثم نجده يستشهد بفقرة أخري من إنجيل يوحنا الإصحاح 8/37/47، ولا داعي للتعليق عليها فهي مثل ما سبقها من الفقرات، ولكن مفادها كما قال:
هؤلآء هم من ذرية إبراهيم لكن أباهم هو إبليس وليس إبراهيم. فهم يظنون أنّهم أبنآء إبراهيم وأبنآء ٱللّه لأنهم من ذرية إبراهيم. وهو ما يبيّنه قولهم: "إننا لم نولد من زنًا. لناۤ أب واحد وهو ٱللَّه.
ثم نجده يستشهد بآية من القرآن يزعم فيها أنها تخدم قضيته في التدليل علي صحة تعليقه السابق علي الفقرة المذكورة، فيقول:
أما ذريّة إبراهيم فليست سوآء. وهو ما يبينه ٱلبلاغ ٱلعربىّ:
"وإذِ ٱبتَلَىٰۤ إبرٰهيمَ رَبُّهُ بكلمٰتٍ فأتمَّهُنَّ قالَ إِنِّى جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إمَامًا قالَ ومِن ذُريَِّّتِى قالَ لا يَنَالُ عَهدِى ٱلظَّٰٰلِمِينَ" 124 ٱلبقرة.
فٱلذى يتبع ٱلحق يكون ٱبنًا له وٱلذى يتبع ٱلباطل يكون ٱبنا له. ومن ذرية إبراهيم ظالمون لا عهد لهم عند ٱللّه ومنهم أولئك ٱلمحاورين لعيسى.
ما هذا الافتراء؟؟..... هل تشير الآية السابقة من قريب أو بعيد عن بنوة الإنسان لله تعالي سواء كان يتبع الحق أم لا يتبعه؟؟...... ما هذا الذي نقرأه من عبارات لا تساوي الحبر الذي كتبت به؟؟....!!
ثم نراه يتكلم عن الأزهر واصفاً إياه بالكهنوت المجنون اليهودي!!... إن الأزهر حقاً به الكثير من الموبقات التي تجعله يبعد عن الله تعالي تماماً، ولكن لا يصح أن نصمه بأنه يهودي!!، نعود إلي ما قال:
كهنوت ٱلأزهر ٱليهودىّ سلطة طاغوت مصر على حبس أشخاص يتبعون كتاب ٱللّه كما يتشابه لكلٍّ منهم. وهم فعلوا ذلك كما بيّن قول عيسى لليهود:
"لكنكم تطلبون أن تقتلونى لأَنَّ كلامى لا موضع له فيكم. أناۤ أتكلم بما رأيت عند أبى. وأنتم تعملون ما رأيتم عند أبيكم".
فنجد أن الكاتب هنا يخلط الحابل بالنابل، علي طريقة (سمك، لبن، طمر هندي)، فهو يعطي مثلاً من الإنجيل بما يفعله الأزهر، وهو مثل ليس له أدني علاقة بهذا الفعل!!
ثم بعد ذلك نجده ينصح الناس بالتمسك بكتاب الله تعالي وضرورة بعدهم عن الكهنوت المذهبي!!
وهذا هو ٱلجهاد فى سبيل ٱللّه فلا تخشوا ٱلكهنوت أيها ٱلتابعون لكتاب ٱللّه وٱخشوا ٱللّه وحده فهو مرسل ٱلروح ٱلقدس فى كتابه ٱلقرءان. وعليكم تنزيله فى قلوبكم وتثبيت أفئدتكم به.
ألا يجد القارئ تناقضاً صارخاً بين ما يقوله الكاتب وما ينصح به؟؟!! حاشا لله تعالي رب العالمين لم يتخذ صاحباً ولا ولداً وما ينبغي أن يتخذ ابناً له، فهو الغني:
(قَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ) (يونس 68- 70).