هل يحتاج الله الى خليل ؟؟
وهل اتخذ الله ابراهيم خليلا ؟؟
ان فهم القرءان يحتاج الى فهم لغة قريش التى نزل بها القرءان على سيدنا محمد و هذه لا تفهم الا بفهم لغة القرءان نفسه !!
و حيث ان كل كتب التاريخ الاسلامى و العربى و كتب نشأة علم النحو و الصرف تؤكد أن ابو الاسود الدؤلى الذى مات سنة 69هـ هو الذى شكل القرءان و جعل فى اللغة الفاعل و المفعول و الاسم و ذلك بتوجيهات سيدنا على كرم الله و جهه .
و هذا يعنى ان القرءان نزل ساكنا بدون تشكيل الا بأحرف المدود الطبيعية فى اللغة و هى الا&aaaacute;ف و الواو و الياء و التى يختلف مدها حسب اللهجات العربية
و نحن نتعلم ان المد الطبيعى لحروف المد حركتان و ليس المد المتصل او المنفصل او اللازم
و لمعرفتنا ان اللغة العربية تؤخذ من جذور الكلمات
فإذا اردنا ان نكتب كلمة ملك كتبناها بدون مدود مثل النطق تماما مع تخيل ان هناك فاتحة مدها الطبيعى حركة واحدة على الميم و كسرة على اللام (ملك)
و لكن اذا اردنا ان نحولها الى مالك فلابد ان نضيف حرف المد الف بعد الميم لكى تنطق مالك مع مد حرف الالف حركتين و تجد ذلك فى سورة الفاتحة
فى كلمة ملك التى رسم على حرف الميم الف صغيرة لتنطق مالك اى بالمد حركتين و كلاهما صحيح !!! اى بلهجتين من لهجات العرب !!
(لم اتمكن من صورة الفاتحة من المصاحف و فيها الف المد التى وضعت للمساعدة على النطق السليم فى كلمة ملك او مالك )
( لا حظ الالف الصغيرة التى ساعدت على النطق الصحيح للقراءة بالاضافة الى التشكيل فماذا لو ان المتشنجين منعوا هذا الرسم )
و هذا الذى جعل النحاة يخترعون الفتحة و الضمة و الكسرة للتفريق بين مد الحرف العربى بحركة واحدة و مد حروف العلة ( و-ا-ى) بحركتين !
ثم حددوا للفاعل الموجود فى الجملة الضمة و للمفعول الفتحة و للمجرور الكسرة و عند التطبيق و جد النحاة صعوبة فى تحديد صفة الكلمات من فاعل و مفعول فاخترعوا المحلات اى ان تكون الكلمة فى محل فاعل مثلا و كثرت المحلات و كذلك التقدير لشىء غير موجود و كذلك التقديم و التأخير ثم تشابكت المشاكل النحوية و حلول هذه المشاكل على حسب تقدير المتكلم !!
و بذلك التشكيل تحدد مفهوم و معنى الكلمة فى الجملة فمثلا الجملة:
احمد اكل الخبز اذا قرأناها بدون اى تشكيل فى اخر الكلمة او بأى تشكيل --- فهل يصل معناها الى القارىء ؟؟ نعم يصل !!
واتخيل كتابة احمد كفاعل مرفوع قبل اختراع التشكيل احمدو اكل الخبزا !!
و مع استخدام التشكيل لتوحيد اللهجات : احمد بضم الدال اكل بفتح اللام الخبز بفتح الزاى .
هذه كانت رؤيتى الشخصية فى تطور الكتابة العربية التى بدأت بالتشكيل فى حياة ابو الاسود الدؤلى ( و التحقق يكون من المخطوطات )
و بالتالى فحين يفهم ابو الاسود ان الفاعل فى الجملة هو فلان فهو يرفعه
و حين يفهم ابو الاسود الدؤلى المفعول فى الجملة هو فلان فهو ينصبه
و هكذا فى باقى الكلمات القرءانية !!
و نظرا لأن النبي لم يشكل القرءان بيده !!
ونظرا لأن ابو الاسود الدؤلى بشر يختلف فى فهم الايات الثابتة ثبوت يقينى و التى لم تكن شكلت فقد حدث ان بعض القراء اختلفوا مع ابو الاسود فى الفاعل و المفعول و دلالات بعض الكلمات و من هنا نشأت القراءات العشرة !!
و كلها صحيحة بإجماع العلماء على صحتها !! و ان خالفت قواعد النحو الذى اسسها العالم النحوى الشهير سيبويه !!
هذه مقدمة ضرورية لتدبر القرءان و اختيار القراءة التى تدل على المعنى الموافق للعقيدة الاسلامية القرءانية .
ولنضرب مثلا فى الاية ()وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً) (الاسراء:16)
المشكلة فى كلمة امرنا حيث ان القائل هو الله و هو لا يأمر بالفحشاء () قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ)(لأعراف: من الآية28)
فكانت القراءة الاخرى بتشديد الفتحة على حرف الميم من امرنا فتغير المعنى الى ان الله قد جعل امراء على القرية و هاؤلاء الامراء هم الذين فسقوا فيها و خالفوا اوامر الله فحق عليهم العذاب و التدمير!!
فهل فى هذا الاختيار جريمة ؟؟ او كفر ؟؟ او فتح باب الفتنة ؟؟
فنحن هنا لا نخالف السلف الصالح فى اتباع اى قراءة صحيحة !!
و نحن الان بصدد فهم ابو الاسود للايات مثل ()وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:28)
فلو كانت الاية بدون تشكيل فإن العرب لا يمكن ان تفهم ان الله هو الي يخاف من العلماء ؟؟ بعقلهم و فطرتهم اليس كذلك ؟
و من المؤكد ان العلماء هم الذين يخشون الله و هذا هو الذى فهمه ابو الاسود و لذلك جعل الله مفعول به مفتوح الاخر ( منصوب ) و العلماء هم الفاعل مضموم الاخر ( مرفوع ) .
و كذلك ()وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)(البقرة: من الآية124)
لا يمكن ان تفهم اصلا على ان ابراهيم هو الذى ابتلى ربه ولو بدون تشكيل !!! و قد اكد التشكيل ذلك بجعل ابراهيم مفعول به منصوب و ربه هو الفاعل مرفوع وهذا الفهم يوافق العقيدة.
و سوف نتدبرالان الاية () وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)(النساء: من الآية125)
فنسأل انفسنا لماذا ؟؟ هل الله يحتاج الى خليل اى صاحب و هو القائل ()وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً) (الجـن:3)
فيكون المنطق ان نفهم الاية على ان ابراهيم هو الذى اتخذ الله خليلا اى ملازما لله بالذكر و فى صلاته و تسبيحه تنفيذا لقول الله ()يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً) (الأحزاب:41)
و فى هذه الحالة يجب ان تقرأ الاية ( و اتخذ الله( بالفتح) ابراهيم (بالضم) خليلا ) اى واتخذ ابراهيم خليلا له و هاديا له و هو الله مثل الاية السابقة !!( )وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ)(البقرة: من الآية124)
و هذا ليس فيه تدخل فى حرف واحد من القرءان بل مناقشة فهم ابو الاسود لمعنى الاية و بالتالى من هو الفاعل و من هو المفعول ؟؟؟
و هكذا يتكون الفهم الصحيح بدلا من تجميد العقول قرابة قرن و نصف من الزمان و الاكتفاء بما قاله السلف !! و العلماء يبررون و يفسرون ما لا نعقله؟
و انا اقول فقة السلف يناسب السلف و نحن فى انتظار فقه الخلف الذى يناسب العصر الذى نعيش فيه !!
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه
و السلام و التحية لمن صوبنى وأ كن له من الشاكرين
على عبد الجواد