اعلن الجهاديون المتطرفون الذين يقودون حملة في العراق اقامة "الخلافة الاسلامية" انطلاقا من الاراضي التي سيطروا عليها في العراق وسوريا.
وغير تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام اسمه الى "الدولة الاسلامية"، كما اعلن مبايعة قائده ابو بكر البغدادي "خليفة" للمسلمين في كل مكان.
تاريخ الخلافة
بعد وفاة نبي الاسلام محمد في العام 632 للميلاد، توافق اتباعه على نظام الخلافة اي ان يكون هناك خليفة للنبي على راس دولة الاسلام.
وكان الخليفة قائدا للامة، يقوم بتطبيق الشريعة على ارض الاسلام. وقام الخلفاء بتوسيع الاراضي الاسلامية انطلاقا من المنطقة التي تقع في عصرنا الحالي في غرب السعودية.
واختير الصحابي ابو بكر الصديق كاول خليفة للنبي محمد بعد وفاته.
واختلف المسلمون حول الخلافة منذ البداية، ويمكن اعتبار نظام الخلافة سني بشكل اساسي لان الشيعة يؤمنون باحقية علي ونسله بقيادة الامة الاسلامية بعد النبي محمد.
وفي ظل نظام الخلافة، تم تطوير نظام حكم كامل فيما توسعت اراضي الخلافة بشكل كبير وفي كل الاتجاهات. كان الخليفة يحظى بوزراء وحكام معينين على الامارات المختلفة.
نظام الخلافة
يعتقد مسلمون كثر ان الخلافة الاسلامية استمرت الى ان الغيت في تركيا في اعقاب هزيمة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الاولى، اذ كان سلاطين العثمانيين يحملون لقب خليفة المسلمين.
الا انه يعتقد ايضا على نطاق واسع بان النظام الاساسي للخلافة لم يستمر الا حوالى ثلاثة عقود عقب وفاة النبي، وهي فترة حكم الخلفاء الراشدين الاربعة.
وفي الفترة التي اعقبت حكم الخلفاء الراشدين، تنازعت عدة سلالات على حكم الاراضي الاسلامية الواسعة، بدءا من الامويين في دمشق (661-750) الى العباسيين في بغداد (750-1258)، وصولا الى العثمانيين (1453-1924).
وبالرغم من منح حكام هذه السلالات لقب خليفة، الا ان نظام الحكم كان وراثيا وظل ضمن اطار السلالة، على عكس الخلافة في فترة الراشدين.
وفي اذار/مارس 1924، الغى الرئيس التركي العلماني مصطفى كمال اتاتورك نظام الخلافة من الدستور.
ما هي حدود الخلافة
لم تحد الاراضي الاسلامية قط بدستور، ولطالما اعتبر توسيع ارض الاسلام جزءا من مهام الخليفة.
وامتد حكم العثمانيين في اوجه على سبيل المثال على سائر اراضي الشرق الاوسط وشمال افريقيا وصولا الى القوقاز وشرق اوروبا.
حركات اسلامية دعت لعودة الخلافة
يدعو الاسلام السياسي بشكل عام الى حكم الشريعة كنظام حياة بما يشمل السياسة.
واعتبر مؤسس الاخوان المسلمين في مصر حسن البنا ان الخلافة هي رمز الوحدة الاسلامية، وان اعادة نظام الخلافة يشكل هدفا للاخوان. الا انه اعتبر انه يتعين ان تسبق عودة الخلافة معاهدات تعاون بين الدول الاسلامية ما يؤدي الى اقامة وحدة يقودها امام متفق عليه.
ويدعو حزب التحرير الذي انشئ عام 1953 الى عودة الخلافة الاسلامية.
هل ارادت القاعدة اقامة الخلافة؟
لطالما شكلت اقامة الدولة الاسلامية "الحلم الاكبر" بالنسبة للقاعدة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001، بحسب الخبير في الشؤون الامنية والعسكرية في مركز الخليج للابحاث مصطفى العاني.
واعتبر العاني ان ما اعلنه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام هو "نواة لخلافة يفترض ان تتوسع مع انهيار الدول القائمة".
واقامت حركة طالبان في 1996 "امارة اسلامية" في افغانستان الى ان اسقطتها عملية اميركية في 2001. الا ان امير طالبان لم يمنح قط لقب الخليفة، بل لقب "امير المؤمنين"، وهو لقب من القاب الخليفة.
مستقبل الخلافة
بحسب العاني، فان "الدولة الاسلامية" يمكن ان تظل قائمة في ظل الاوضاع الراهنة، لاسيما ضعف الحكومة في بغداد وغياب التدخل الاجنبي.
الا انه يتعين على الجهاديين الذين اعلنوا هذه الخلافة ان يقوموا "بتصفية المجموعات الاسلامية الاخرى" غير الموالين لتنظيم الدولة الاسلامية، كما سيتعين عليهم ان يسحقوا ان محاولة انتفاضة على الاراضي التي يسيطرون عليها، وان يقوموا بتعزيز دفاعاتهم وباقامة المحاكم الشرعية.