فيما اتهمت جماعة منشقة عن جبهة العمل الاسلامي حزب الله بشن حملة لنشر المذهب الشيعي في طرابلس، اعلنت تيارات سلفية في لبنان الثلاثاء 19-8-2008 تجميد وثيقة تفاهم كانت وقعتها الاثنين مع حزب الله, مؤكدة "توسيع دائرة التشاور" مع جميع الاطراف الاسلاميين المعنيين.
وجاء هذا التجميد بعدما اثارت هذه الوثيقة انتقادات شديدة من تيارات سلفية اخرى, خصوصا من قبل داعي الاسلام الشهال مؤسس التيار السلفي في لبنان.
وقال رئيس "جمعية الايمان والعدل والاحسان" الشيخ حسن الشهال الذي وقع الوثيقة مع التنظيم الشيعي الاثنين "تتوقف فورا الحملات والسجالات الاعلامية بين اصحاب الوثيقة ومخالفيهم لجمع الصف ولم شمل الطائفة السنية".
واضاف في مؤتمر صحافي "تجمد الوثيقة لدراستها مع اهل العلم والدراية من ابناء الدعوة السلفية".
واكد انه "اذا اعتمد قرار الدخول في حوار ومفاوضات مع حزب الله, يتم العمل على توسيع دائرة التشاور مع كافة الاطراف الاسلامية المعنية وعلى رأسها المؤسسة الرسمية".
من جهته, اعتبر داعي الاسلام الشهال في المؤتمر الصحافي نفسه ان "مبدأ الحوار موجود", مضيفا "اننا اعترضنا على فقدان المقدمات والترتيبات اللازمة والشروط والضوابط التي نحن في حاجة اليها في مثل هذا الظرف لخوض حوار مع تنظيم مثل حزب الله, يمتلك من القوة ما يخوله الضغط حتى على الدولة".
وكان داعي الاسلام الشهال صرح الاثنين ان الوثيقة "استغلال غير لائق من قبل حزب الله لفريق صغير على الساحة السلفية السنية", معتبرا انها "محاولة مكشوفة لزعزعة الساحة السلفية وهي ستبوء بالفشل".
وشهدت الساحة السنية الشيعية في لبنان توترا مذهبيا, خصوصا بعد سيطرة حزب الله عسكريا في مايو/ايار الماضي على بيروت وما تلاها من اشتباكات ذات طابع مذهبي في البقاع (شرق) وشمال لبنان.
وشددت الوثيقة على "حرمة دم المسلم على المسلم" وعلى "الامتناع عن التحريض الذي يذكي نار الفتنة" وعلى "السعي للقضاء على الفكر التكفيري" عند الطرفين.
جماعة تتهم حزب الله بنشر المذهب الشيعي بطرابلس
وجاء تجميد الوثيقة في وقت عرض فيه قيادي اسلامي منشق عن جبهة العمل الاسلامي وثائق قال انها توضح وجود نشاطات امنية لحزب الله في شمال لبنان.
وقال القيادي في تقرير بثته العربية الثلاثاء إن هذه الوثائق توضح تدريبات قامت بها عناصر من جبهة العمل الاسلامي خضعوا فيها لتعبئة ضد تيار المستقبل في طرابلس و تشير الى نشر التشييع في طرابلس.
أولمرت يحذر من تحول لبنان إلى "دولة لحزب الله"
من جانبه، هدد رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت الثلاثاء بان اسرائيل ستتحرك من دون اي قيود عسكرية في حال تحول لبنان الى "دولة لحزب الله".
وقال اولمرت بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه "خلال حرب لبنان, كنا نملك امكانات اكثر قوة بكثير مما استخدمنا, لاننا كنا نحارب منظمة ارهابية وليس دولة. اما في حال تحول لبنان الى دولة لحزب الله فلن نفرض على انفسنا اي قيود".
الا ان اولمرت الذي زار الثلاثاء قاعدة للدفاع المدني لم يقدم تفاصيل حول ما تنوي اسرائيل القيام به في حال نشوب حرب جديدة مع لبنان, واكتفى بالقول ان هذه السياسة ستطبق ضد اي بلد "يهاجمنا".
واضاف "في حال اندلعت حروب جديدة فستكون مختلفة عن سابقاتها. لن يكون هناك وضع تستعر فيه الحرب بقوة على الجبهة في حين تتواصل الحياة في المدن الكبيرة كأن شيئا لم يكن. ان الحرب المقبلة ستطاول المدن والمراكز السكنية الاسرائيلية لان هدف العدو سيكون مهاجمة الخطوط الخلفية".
وكان مسؤول اسرائيلي كبير اعلن في السادس من اغسطس/آب ان اسرائيل تعتبر ان الحكومة اللبنانية "تراجعت بشكل كامل امام شروط حزب الله وسمحت له باستخدام القوة لمواصلة القتال ضد اسرائيل".
واشار الى تقارير واردة من اجهزة استخباراتية اسرائيلية مختلفة تفيد ان الجيش اللبناني "اوقف تماما مراقبته لعبور الاسلحة" المرسلة الى حزب الله من سوريا.
وجاء في البيان الذي نالت على اساسه الحكومة اللبنانية الثقة "تؤكد الحكومة حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني المحتل من قرية الغجر او استرجاعها والدفاع عن لبنان في مواجهة اي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه وذلك بكل الوسائل المشروعة والمتاحة".
طلب وزراء يمثلون الاكثرية اضافة عبارة "في كنف الدولة" الى هذا البند, لكن هذا الاقتراح لم يؤخذ في الاعتبار.
وأدت الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان اثر قيام حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين في الثاني عشر من يوليو/تموز 2006 داخل الاراضي الاسرائيلية الى مقتل اكثر من 1200 شخص في لبنان مقابل 160 لدى الجانب الاسرائيلي غالبيتهم من العسكريين.