السعودية تبحث التنسيق بين الرؤية والفلك لتحديد دخول رمضان
هل هى بداية للتحرر من حديث (صوموا لرؤيته )؟

في الثلاثاء ١٩ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

دبي - فراج إسماعيل، الرياض - إيمان القحطاني

قالت مصادر إن اجتماعات مكثفة لهيئة كبار العلماء في السعودية تبحث حاليا إمكانية التنسيق بين الرؤية الشرعية والمراصد الفلكية لتحديد غرة شهر رمضان القادم.

وأكد الشيخ عبدالمحسن العبيكان عضو مجلس الشورى لـ"العربية.نت" إن هيئة كبار العلماء لم تفصح حتى الآن عن شيء، "لن يتبين شيء سوى بعد إصدار القرار".

و اعتبر العبيكان في حديث لـ"العربية نت" أن على هيئة كبار العلماء أن تتجاوب مع الرأي الصحيح في البعد عن الخيالات والاعتماد على الأوهام، وقال "نحن في عصر التطور والتقنية الحديثة والتي أصبحت الآن متاحة ما يحقق الوصول إلى الرؤية الحقيقة التي لا ظن فيها'.

وكان الشيخ عبدالمحسن العبيكان ويعمل أيضا مستشارا قضائيا بوزارة العدل، قد تقدم في وقت سابق باقتراح للملك عبدالله بن عبد العزيز بهذا الخصوص. وتم على أثر ذلك تشكيل لجنة شرعية برئاسة الشيخ أحمد سير مباركي عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء، بعضوية 4 علماء آخرين، كي يبحثوا موضوع اعتماد الحسابات الفلكية في ترائي هلال الأشهر الحرم، ويبعثوا بالنتائج إلى هيئة كبار العلماء.

وقال إن اللجنة أيدت رأيه والذي ينص على "ألا تقبل شهادة الشهود منفردين عن المراصد الفلكية".

وأبدى في تصريحه لـ"العربية.نت" أسفه من عدم التفات البعض لتحكيم الحسابات الفلكية،"لكنني متفائل بأن علماء الهيئة سيتجاوبون مع رغبة الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورغبة العقلاء، والعلماء الذين ينظرون بعين البصيرة والمصلحة للعالم الإسلامي أجمع لكي تتوحد الرؤية، وأن تنتفي الإشكالات التي يعاني منها العالم في كون هؤلاء يصومون وأولئك يفطرون".

وأكد أن الجدل السنوي بين الشرعيين والفلكيين حول رؤية هلال رمضان سينتهي في حال تطبيق الرأي الصحيح في الوصول إلى الرؤية اليقينية التي لا تحتمل الوهم أو التأويل.

وحول رفض بعض المشائخ في هيئة كبار العلماء للاستخدام الفلكي في تحديد الهلال قال الشيخ العبيكان "ليس الجميع يرفضون بل هم أشخاص معينين".

وتؤكد المراصد الفلكية أنه يستحيل رؤية هلال رمضان يوم 29 شعبان الموافق الثلاثين من أغسطس/أب لغروبه قبل غروب الشمس، وبالتالي فان السعودية ومصر ودول أخرى ستبدأ صيامها يوم الاثنين الأول من سبتمبر/ايلول..


اعتماد الحساب الفلكي


الاجتماعات المحاطة بالسرية والتي تأتي بناء على تحركات رسمية لتفادي مشاكل السنوات القادمة، تؤيد التنسيق والتشاور مع رجال الفلك

وذكرت جريدة "الشرق الأوسط" السعودية الثلاثاء أن مجموعة كبيرة من علماء اللجنة الدائمة للافتاء "الذين درسوا الموضوع بناء على توجيه العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، أقروا بملاءمة اعتماد الحساب الفلكي.

وأضافت الصحيفة أن النقاشات التي دارت بين أعضاء هيئة كبار العلماء منذ يوم السبت الماضي، أحيطت بسرية كاملة، ورفض عدد منهم الادلاء بتفاصيل حول النقاشات، مشيرة إلى أن الهيئة لم تتوصل "حتى أمس إلى قرار بشأن موضوع الحسابات الفلكية".

وأشارت إلى أن هيئة كبار العلماء السعودية "إذا لم تتوصل هذا الأسبوع إلى اقرار اعتماد الحسابات الفلكية في عملية ترائي هلال رمضان، سيعود الجدل ليصاحب دخول هذا الشهر، على اعتبار أن دعوة مجلس القضاء الأعلى لعموم المسلمين لترائي الهلال، ستأتي في وقت تجزم الحسابات الفلكلية باستحالة رؤيته فيه".


لجنة شرعية أيدت


تم تشكيل لجنة شرعية برئاسة الشيخ أحمد سير مباركي عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء بعضوية 4 علماء آخرين

وفي تصريح لـ"العربية.نت" أيد المهندس محمد شوكت عودة رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة، القول بأن الخسوف الجزئي للقمر ليلة النصف من شعبان يؤكد بالفعل أن الاثنين، أول سبتمبر/ ايلول، سيكون الأول من رمضان.

وقال: هذا كلام صحيح لا غبار عليه لكن الحجة الأقوى والتي تنهي القضية تماما، أن القمر لن يكون موجودا في السماء بعد غروب شمس يوم السبت 29 شعبان، لكي يمكن رؤيته بصريا، وبالتالي فان الاثنين سيكون بداية رمضان في الدول التي بدأت شعبان يوم 2 اغسطس/آب.

وقال عودة نقلا عن بيان أصدره المرصد الاسلامي لرصد الأهلة: من المتوقع أن تبدأ بعض الدول الصيام يوم الاثنين، في حين تبدأه دول أخرى يوم الثلاثاء خاصة تلك التي تشترط رؤية الهلال داخل أراضيها مثل الهند وباكستان، أما بالنسبة لليبيا التي تعلن رسميا أنها لا تشترط رؤية الهلال، بل تكتفي بحدوث الاقتران قبل الفجر، فانها ستبدأ الصوم يوم الأحد نتيجة لذلك.

وبالنسبة لرؤية الهلال يوم الأحد 30 شعبان قال: يمكن رؤية الهلال باستخدام المرقب فقط وفي حالة نقاء الغلاف الجوي باليمن والسودان وموريتانيا، وبوسط القارة الإفريقية بشكل عام، وفي الأجزاء الجنوبية من الولايات المتحدة، في حين أنه يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة بصعوبة وفي حالة نقاء الغلاف الجوي فقط في جنوب القارة الإفريقية ومناطق أمريكا الوسطى. هذا ويمكن رؤية الهلال بالعين المجردة بسهولة في قارة أمريكا الجنوبية وما حولها فقط،، في حين أن رؤية الهلال غير ممكنة حتى باستخدام المرقب من أستراليا وقارة آسيا ما عدا اليمن و قارة أوروبا.


تدقيق شهادات الرؤية


من المتوقع أن تبدأ بعض الدول الصيام يوم الاثنين، في حين تبدأه دول أخرى يوم الثلاثاء

وناشد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة المسؤولين في العالم الإسلامي تمحيص وتدقيق شهادات رؤية الهلال، إذ أن رؤية الهلال يوم السبت مستحيلة لعدم وجود القمر في السماء بعد غروب الشمس، وكذلك فإن رؤية الهلال يوم الأحد غير ممكنة في العديد من مناطق العالم الإسلامي أيضا.

وأنشئ هذا المشروع عام 1998 ويضم أكثر من 400 عضو من علماء ومهتمين برصد الآهلة والتقاويم، ويشجع المهتمين في مختلف دول العالم على تحري الهلال وارسال نتائج رصدهم إلى اليه.

من جهته قال أستاذ علم الفلك بجامعة الملك عبد العزيز في جدة د.حسن باصرّة لـ"العربية.نت" إن حدوث الخسوف القمري يعطي دلالة ولكنه لا يؤكد موعد دخول شهر رمضان.

ويرى د.باصرّة فيما يخص الجدل القائم بين أطراف مختلفة حول تحديد رؤية الهلال بالعين المجردة أو الحساب الفلكي انه "يؤخذ بالحساب في النفي ولا يؤخذ في الإثبات"، موضحا ذلك بقوله إنه في حالات ظهور غروب القمر من خلال الحساب الفلكي بشكل قطعي فذلك يعني استحالة رؤية الهلال "و لا يؤخذ بكلام الشهود" .

وشرح حالة الاثبات بقوله انه في حال ظهور تخلف القمر عن الشمس عن طريق الحساب الفلكي فيجب ربط الحساب بالرؤية.

وكشف أن أبحاثا أجريت أظهرت ارتباط الحالة النفسية أحيانا بتخيل رؤية الشهود لهلال رمضان "يحلم الشهود أحيانا برؤية الهلال فيشاهدونه طوال الليل وهو في الحقيقة غير موجود"، مشيرا في ذات السياق انه لا يوجد تناقض بين الحساب الفلكي والرؤية الصحيحة للهلال وليس الرؤية الوهمية.

اجمالي القراءات 3951