قال الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية، أن مقولة محمد الجوادي أحد قيادات تحالف "دعم الشرعية " "الكوميديا الإلهية" جهالات وضلالات داخلة في القول على الله. جاء ذلك تعليقاً علي سؤال أحد اتباعه حول مقولة: "الكوميديا الإلهية" علي موقع الدعوة السلفية "أنا السلفي".وكان السؤال: قام المدعو "محمد الجوادي" المناصر للإخوان بكتابة كلمات فظيعة على حسابه على "تويتر"، وقد عنونها بعنوان: "الكوميديا الإلهية"، ويتخيل حوارًا يدور بيْن مَن دخل النار - وهو يتكلم على مسلمين- وبين الله -سبحانه وتعالى-، بل يتخيل تلقي بعض الأشخاص كتابهم وراء ظهورهم مما يستلزم القطع بدخولهم النار، فما حكم الشرع في أهل الجهل الذين ينطقون بهذا الهذيان، وهذه الحماقات؟ وهل هذا الكلام يحتمل العذر بالجهل وعدم التكفير رغم ما اشتمل عليه الكلام مِن ضلالات، وإطلاق الكوميديا الإلهية على الله -عز وجل-؟".
وقال برهامي: هذه الجهالات والضلالات داخلة في القول على الله - سبحانه وتعالى- بغير علم، قال الله - عز وجل- في المحرمات: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ). وأشد ذلك ما يتعلق بصفات الله -جلَّ وعلا-.
وأضاف: تسمية أفعال الله -عز وجل- بالكوميديا الإلهية جهل عظيم، ثم التعريض بأشخاص مسلمين - وتسمية غيرهم - بأنهم مِن أهل النار؛ هو مِن جنس ما ورد في الحديث عن أبي هريرة قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: (كَانَ رَجُلانِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ مُتَوَاخِيَيْنِ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ، وَالآخَرُ مُجْتَهِدٌ فِي الْعِبَادَةِ، فَكَانَ لا يَزَالُ الْمُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذَّنْبِ فَيَقُولُ: أَقْصِرْ، فَوَجَدَهُ يَوْمًا عَلَى ذَنْبٍ فَقَالَ لَهُ: أَقْصِرْ، فَقَالَ: خَلِّنِي وَرَبِّي أَبُعِثْتَ عَلَيَّ رَقِيبًا؟ فَقَالَ: وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ، أَوْ لا يُدْخِلُكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ، فَقَبَضَ أَرْوَاحَهُمَا، فَاجْتَمَعَا عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ لِهَذَا الْمُجْتَهِدِ: أَكُنْتَ بِي عَالِمًا، أَوْ كُنْتَ عَلَى مَا فِي يَدِي قَادِرًا؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِبِ: اذْهَبْ فَادْخُلِ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَقَالَ لِلآخَرِ: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى النَّارِ). قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ"، أما احتمال العذر بالجهل -رغم الضلالات- فوارد، والأصل عدم تكفير المسلم الذي ثبت إسلامه حتى تقام عليه الحجة التي يكفر مخالفها.