فتاوى برهامي تثير غضب نساء مصر: نصائح من «غير مختص» تهز كيان الأسرة

في الثلاثاء ١٣ - مايو - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

طالبوه بالاعتذار عن رأيه في ترك الزوج لزوجته تغتصب


القاهرة -  محمود صبحي العجيل

مثلما أثارت عليه مشايخ في الدعوة السلفية، ومشايخ في فصائل تيارات الإسلام السياسي، أثارت فتوى نائب رئيس الدعوة السلفية في مصر ياسر برهامي، عن جواز أن «يدفع الزوج الخطر عن نفسه بترك زوجته تغتصب»، غضب أعداد كبيرة من نساء مصر، ورغم اشتراط برهامي «أن يكون هناك احتمال أن ينقذ الزوج حياته، ولا مفر من اغتصاب الزوجة»، فإن فتواه أثارت جدلا كبيرا واستياء من السيدات واعتبرنها تقلل من قدرهن، وأنها فرصة لهز كيان الأسرة وهز ثقة الأسرة في قائدها.

الداعية الإسلامية الدكتورة ملكة زرار، ألقت باللوم على برهامي لتصديه لمسائل تبعد عن اختصاصه، فالفتوى لها قواعد وليست مجرد رأي قائم على الهوى وتمنت زرار أن يعيد برهامي النظر في فتواه.

وقالت الكاتبة الصحافية فريدة الشوباشي، إن «أكثر ما يؤلمني أن برهامي له كثير من المريدين، يأخذون كلامه كله على أنه صحيح، ما يستوجب تنفيذه، وهذا هو الأخطر، وأنا أتساءل منذ أن سمعت بتلك النصيحة البرهامية التي لن أسميها فتوى، إلى أي فصيل إنساني ينتمي وهو يعلن من دون أن يرمش له جفن، مفتقدا نخوة الرجولة أن من حق الزوج ترك زوجته بكل نذالة تغتصب»!.

ووصفت الكاتبة الدكتور لميس جابر فتوى برهامي بقولها: «الجري نص الجدعنة»، أو «الجبن سيد الأخلاق»، ثم أكدت «إننا كمصريين طول عمرنا نتفاخر بترديد الحديث الشريف الذي أعلى من شأن الدفاع عن العرض حين قال الرسول: (من مات دون أهله فهو شهيد)، ما يجعل الأمر في منتهى الغرابة حين نرى أناسا يقومون بقلب المفاهيم التي تربينا عليها، وتفسيري الوحيد لتلك الفتوى الغريبة هو الرغبة في العودة للأضواء التي انحسرت عنه أخيراً».

وكان لفتوى برهامي صدى في الشارع المصري أيضا خاصة بين الشابات، وقالت شيرين فتحي، طالبة جامعية: «ما ينفعش الكلام ده يطلع من رجل مبدئيا، فما بالك أنه كلام صدر عن رجل يفترض أنه شيخ، ويقوم بالتحليل والتحريم، هذا الكلام يثير غيظ أي مستمع».

وقالت مارتينا مجدي، موظفة: إن «أكثر ما يفزعني هو احتمالية أن يكون هناك شباب يستمعون لمثل هذه الفتاوى باعتبارها واجبة التنفيذ، لأن الشوارع مش ناقصة قلة نخوة وعدد حالات التحرش يشهد على ذلك، وسؤالي الوحيد لبرهامي.. وهل ترضى على نفسك لو تعرضت ابنتك لموقف مشابه أن يكون موقف زوج ابنتك هكذا؟»

وأكدت ندى سيد أنها تشعر بأن برهامي وأمثاله كل مفهومهم عن البنات أنهن مجرد شيء يسعد الرجل فقط، فلا تستحق المرأة حسب فتواه أن يضحي الرجل بحياته من أجلها، وكأنهم يريدون أن يعيدونا إلى زمن العبيد والجواري، حيث المرأة جارية ليس لها أي حقوق».

وعلى صفحات التواصل الاجتماعي قوبلت الفتوى بحال من الغضب الشديد ما جعل بعض الناس يدعون لوقفة احتجاجية أمام دار الإفتاء المصرية، للتنديد بتلك الفتوى والمطالبة بعدم تدخل أي أحد في اختصاص دار الإفتاء بإصدار مثل هذه الفتاوى.

وردا على هذه الانتقادات، قال برهامي، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي: إن هذا يعد تحريفا متعمداً لفتواه، والتي يرد فيها على أحد السائلين على موقع «أنا السلفي» التابع للدعوة السلفية حول تقديم حفظ النفس على حفظ العرض.

وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية، إن «سيدنا إبراهيم لما جاء إلى مصر، وطلب الجبار امرأته سارة فقال إنها أختي، ويقصد أنها أخته في الإسلام، حتى لا يُقتل وتُؤخذ، ووقف يصلي ويدعو الله أن ينجيها وقد نجاها الله».

وأهاب برهامي في بيانه بمن يوجهون إليه الانتقاد بأن يتثبتوا ويتحروا الدقة وألا يكتفوا بقرءاة الأخبار عبر وسائل الإعلام، ثم يوجهون سهامهم. 

- See more at: http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2014/5/903695.html#sthash.zSitHzc0.dpuf

اجمالي القراءات 1929