لقاهرة- آفاق وجه ما يزيد عن 250 شابا من المدونين وأعضاء مجموعة "أحوال بلدنا" على موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك 25 سؤالا، حول استشراء "الفساد"، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتعديل الدستور، وأزمة نادي القضاة، والحكم "البوليسي"، والتوريث، وغيرها. ودعا أعضاء المجموعة مبارك للرد عليهم على غرار ما فعل رئيس الحكومة أحمد نظيف قبل أيام عندما علق على مدونة "على اسم مصر" ذات التوجه اليساري تعليقا مطولا شرح فيه أبعاد أزمة التعليم في مصر، وأبدى سعادته بحيوية الشباب المصري في التعبير الحر، وبالحوار البناء على المدونات. ومن بين الـ 25 سؤالا، كان هناك ثمانية أسئلة حول استشراء "الفساد" وعدم وجود آليات رقابية لرصده ومواجهته، هذه الأسئلة هي: - سيادة الرئيس، ما سبب سكوت النظام المصري على الفساد المنتشر في البلد؟ - لماذا نشعر أن هناك سلطة تحمي الفاسدين وتمهد الطريق أمام مطامعهم، بينما يعاني الشرفاء والمكافحون؟ - ما تفسير سيادتكم للوسائل والطرق الخلفية التي تساهم في هروب الكبار والمسئولين من الحساب والعقوبة؟ - لماذا ينشط سوق الرشاوى والكوسة (الوساطة) والمحسوبية، بينما يعجز القانون عن حماية حقوق الشعب المظلوم المغلوب على أمره؟ - لماذا لا يوجد جهاز لرصد الفساد ومحاسبة المفسدين؟ أما عن هموم المصريين فكانت محور 7 أسئلة مما وجهه شباب المدونات ومجموعة "أحوال بلدنا" للرئيس مبارك، هي: - لماذا يا سيادة الرئيس أراضي مصر تُخصَص وتُوَزع مجانا على "المحاسيب"؟ - لما تسافر سيادتك والفنانون والمشاهير للعلاج في الخارج بينما نحن "ندود" (يأكلنا الدود) في المستشفيات العامة غير الآدمية التي لا تصلح حتى للرفق بالحيوان.. أترضى لشعبك ما لا ترضاه لنفسك وأهلك؟! - لماذا لا يجد الفقير دواء ولا رعاية صحية ولا سريرا في مستشفى عندما يغلبه المرض؟ - في رقبة من نعلق ضياع حقوق أهالي عبارة الموت "السلام 98" وضحايا الأغذية المسرطنة؟ - لمن غير وجه الله يتوجه المواطن الفقير بشكواه؟ بالنسبة لوضع حقوق الإنسان المخذي في مصر ، فكان هدفا لثمانية أسئلة ، هي: - إلى متى ستظل مصر بلا ظهر ترتكن إليه؟ نعني بلا قانون ولا دستور عادل يضمن حقوق الناس، وأجهزة تنفيذية غير فاسدة تضمن تنفيذ القانون على الجميع لنشعر بالانتماء ومعنى كلمة "وطن"، أم ترى سيدي أن الحل في عودتنا للهمجية وأخذ حقوقنا بأيدينا؟ ولكننا وقتها سيطبق علينا القانون وحدنا ويقال عنا إرهابيون؟ - سيدي الرئيس، لماذا لم تتدخل لحسم الأمر بين نادي القضاة ووزير العدل؟ أما آخر سؤالين فكانا حول أسلوب حكم الرئيس مبارك لمصر، وما يتردد في الأوساط السياسية والإعلامية حول عزمه توريث نجله جمال - سيدي الرئيس، كيف تحكم مصر وإلى أين تظن أنك تقودها؟ يذكر أن المدونات تعد من الوسائل التي تساهم في حراك المجتمع المصري منذ منتصف 2005، وتبنت العديد من الحملات الفاعلة، ومنها قضايا التعذيب في أقسام الشرطة، وانتهاكات حقوق الإنسان في السجون، إلى جانب قضية التحرش الجنسي في خريف 2006.
وقد أرجعت الغالبية العظمى من المدونات ومجموعات "فيس بوك" توجيههم هذه الأسئلة للرئيس مبارك مباشرة بأنه "الوحيد الذي يملك إجابة شافية عما في صدورهم".
- لماذا انتشرت "الكوسة" (الوساطة) و"المحسوبية" و"الفساد"؟
- لماذا لا توجد جهات رقابية على مستوى عال تتمتع بسلطة قوية؟
- لماذا لا توجد إستراتيجية لخلق رقابة ذاتية داخل المواطن المصري تحول بينه وبين الرشوة والمحسوبية وغيرها؟
- لماذا هذا البذخ الحكومي بأموالنا على المواكب ورحلات ومرتبات المسئولين، بينما الشعب يموت جوعا، والمثل يقول: "ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع"؟
- من وجهة نظر سيادتكم، لماذا يتجه شباب مصر للانحراف؟ ولما لا يجد وظيفة ومسكنا ليتزوج ويكمل نصف دينه؟ ولما يبقى شباب "الحسرة" لا يذوق فرحة في الحياة؟
- أين ظَهْر مصر؟
- لما يُضرَب من لا ظهر له على قفاه؟
- لو تسمح لنا سيادتكم، لماذا تلفق قضايا للشرفاء؟
- ولماذا يحاكم مدنيون أمام المحاكم العسكرية؟
- لماذا نشعر أننا في حكم بوليسي تسيطر فيه قوات وزارة الداخلية على مقاليد الأمور؟
- لماذا القانون المصري "معاق" ومليء بالثغرات؟
- هل مصر بكل مثقفيها وعلمائها واختصاصيها عجزت عن إخراج نظام دستوري وقانوني صحيح يضمن حقوق المواطنين والبلاد بلا ثغرات ولا متناقضات؟
- سؤال أخير: ما رأيك في توريث الحكم في مصر؟ وهل ترى أنه يحقق ما يطمح إليه المصريون؟