البابا تواضروس: الأقباط شعروا بالخوف في عهد الإخوان

في الثلاثاء ٢٢ - أبريل - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

روى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تفاصيل ومشاورات الساعات الأخيرة قبل إلقاء بيان عزل الرئيس السابق محمد مرسي في الثالث من يوليو العام الماضي.

وقال في حوار، تنشره صحيفة "جود نيوز" الكندية نهاية الأسبوع الجاري، إنه قبل 30 يونيو الماضي: "كانت هناك حالة من الغليان الشديدة في الشارع المصري، وكنا نشعر بها جميعاً. وأعطى الجيش مهلة زمنية للنظام السابق، بدأت بأسبوع ثم 48 ساعة، وبعدها كان يجب اتخاذ قرار، ولذلك اجتمعت بنا قيادة الجيش وكان معنا قيادات شبابية وشخصيات عامة، إضافة إلى شيخ الأزهر للتشاور حول ما يجب فعله، بعد أن ساء الأمر وزاد الغليان والاحتقان في ظل رفض نظام الرئيس المعزول محمد مرسي لأي استجابة".

وأضاف البابا قائلاً: "جلسنا نتشاور قبل إذاعة البيان لمدة خمس ساعات كاملة، وكانت مناقشة ديمقراطية، واستمعنا لآراء بعضنا بعضا، وبعد الاستقرار على ما سنفعله بدأنا في صياغة "بيان"، وتم مراجعته عدة مرات للاستقرار على الصيغة النهائية. وبعد المراجعة قام فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر بمراجعة البيان لغوياً، واتفقنا على أن يلقي المشير السيسي البيان، وبعد ذلك طُلب من كل منا أن يُلقي كلمة".

مشاركة الكنيسة في 3 يوليو كانت لصالح مصر

وشدد البابا تواضروس، على أن مشاركة الكنيسة في الثالث من يوليو كانت مشاركة وطنية، وليست سياسية، لأنها كانت لصالح مصر، مؤكداً أن الأقباط شعروا ببعض الخوف في ظل وجود نظام الإخوان القائم وقتها، ولكنه بطبيعته "متفائل دائماً" ولذلك تم تجاوز مرحلة القلق سريعاً، معتبراً أن ما فعله يوم الثالث من يوليو كان وسيلة تعبير، فالمواطن العادي يستطيع أن يشارك بالتظاهرات ويرفع علم مصر، أما هو كرمز ديني فلا يستطيع أن يفعل ذلك، ولكنه يستطيع أن يشارك بتلك المشاورات في ذلك اليوم.

ونفى البابا تواضروس ما نسب إليه حول وجود "أياد خبيثة" تقف خلف ثورة 25 يناير، مشدداً على أن ما قاله في هذا الأمر، هو أن ثورة 25 يناير تمت سرقتها، وقال: "إنني وقبل رسامتي بطريركاً كتبت في ثورة 25 يناير "شعراً" قلت فيه إنها ثورة قام بها أناس، وركبها آخرون وسرقوها".

ونفى البابا نية الكنيسة دعم مرشح معين للرئاسة، وأضاف أنه قال للأقباط تابعوا برنامج كل مرشح واختاروا من تريدونه رئيساً، مؤكداً أن الكنيسة ستتعامل كما هي دائماً مع أي رئيس تأتي به تلك الانتخابات، وسنحترمه كما هي عادتنا مع الأخذ في الاعتبار أن الكنيسة ستقول رأيها في أي أمر لمن هو في سدة الحكم دون خشية من أحد.

وفيما يتعلق بالاعتداء على الكنائس، قال البابا تواضروس: "مجتمعنا المصري لم يستقر بعد، ولكنني أشعر لدى المسؤولين والقائمين على حكم البلاد الآن بتعامل مختلف مع الكنيسة والأقباط عما سبق، وبدأ النظر باهتمام لمدى تأثير الأقباط مع إخوانهم المسلمين في بناء الدولة والمشاركة الوطنية".

وفى رده على سؤال فيما يتعلق بعلاقته بشيخ الأزهر، قال بابا الأقباط إنه من المهم أن تكون هناك علاقات محبة للكنيسة مع الجميع، فضلاً عن أن هناك مؤسسة في المجتمع المصري تجمع الأزهر بالكنيسة وهي مؤسسة "بيت العائلة"، وتلك المؤسسة أخذت على عاتقها أن تنقي مناهج التعليم، ونجحت في ذلك، وبدأنا في إزالة أجزاء من المناهج.

وأضاف: "ما زال مجتمعنا يعانى من الجهل والفقر والأمية، ولهذا تقع بعض الحالات الفردية كل يوم، وحينما تحدث في مجتمعنا عمليات تنمية كاملة وعمليات تعليم كاملة وعمليات ضبط قانون كاملة ستنتهي كل هذه المشكلات".

اجمالي القراءات 2045