دماء السودان في رقبة البشير

محمد عبد المجيد في الإثنين ٢٥ - فبراير - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً



أوسلو في 15 أغسطس 2006

الكذب لا يتجزأ فيصبح صدقا في مكان، ونصف كذب في مكان آخر.
هل يمكن أن يكون هناك طاغية يفتح السجون لابتلاع أبناء شعبه، ويحكم بيد من حديد، ويتحالف مع الشياطين، ويمعن في الفساد ثم نأتمنه على مصالح الشعب في مفاوضات مع القوى الطامعة والاستعمار الجديد؟
منذ أن تولى الحكمَ في الثلاثين من شهر يونيو 1989 بعد انقلاب عسكري على حكومة منتَخبة في الخرطوم، وهذا الرجل يقود السودانَ من كارثة إلى أخرى.

أدخل كثيرين من أبناء شعبه ( بيوت الأشباح ) منافسا الطاغية جعفر النميري. استخدم الدينَ غطاءً للديكتاتورية، وقام بتطبيق بعض حدوده على الفقراء والمساكين.
تحالف مع شيطان بغداد إثر الغزو العراقي الآثم لدولة الكويت وأخذ من طاغية العراق ثمن مواقفه المشينة. تآمر في أديس أبابا على اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك ولم يتأخر فجأة وبدون سابق إنذار

عن إثارة المتاعب لارتيريا والتآمر على اغتيال أسياس أفورقي.

أباد قرى بأكملها في الجنوب قبل عقد اتفاق مع جون جارنج وتعيين الرجل نائبا لرئيس الجمهورية ليأتي خبرُ مصرعه في تحطم طائرته على طريقة صدام حسين مع خصومه إنْ لم يدسّ لهم السُمّ في الشراب يعاتب القضاءَ والقدر بأنه أسقط طائرة الشهيد، ولا مانع من دمعتين ونظرات حزن مفتَعلة.
ترك عصابات الرعب تستأصل السكان في دارفور، وقام رجاله باغتصاب مئات من النساء والفتيات الصغيرات اللائي اغتصبهن من قبل الفقرُ والجوع والمهانة والعبودية.
تحالف مع حسن الترابي وتعلم منه أن تخدير الأمة دينياً يسمح له أن يفعل بها ما يشاء فهو وليُّ الأمر المطاع ويقيم حدود الله.

كانت قوافل الخير الكويتية تجوب السودانَ وتبسط الخير على أهلها وتقيم المساجد والمستشفيات والمدارس وتساعد اقتصاد الحكومة المنهار، وعندما لاحت بوادر تقسيم الكعكة الكويتية صَدّامياً، سال لعابه لذهب البنك المركزي الكويتي، فأغمض له صدام حسين ضميرَه بثمن بخس من أموال الكويتيين.
زادت تجارة العبيد في عهده، وأصبح السودان على شفا انهيار اقتصادي، وتضاعفت السجون والمعتقلات وظل سجن ( كوبر ) منافسا لأبو غريب العراقي في العهدين البعثي والأمريكي.
يحتقر البشيرُ شعبه احتقارا شديدا ويعتبره مجموعة من الغوغاء المتخلفين أو بقايا العبيد الذين ينبغي أن يبيعهم إنْ لم يستطع اطعامهم.
كل الدلائل تشير إلى قرب بسط الهيمنة الأمريكية الغربية حتى لو حملت اسما عالميا أو دوليا أو ينونيفيليا على السودان من دارفور، وهنا تصبح ذراع اسرائيل بامتداد النيل ، ولن تحتاج لأفورقي أو رجلا جديداً يُهَرّب الفلاشا.
عمر حسن البشير يقود السودانَ إلى مصير أسوّد ولن يكون الطوفانُ بعيداً عن الشمال .. عن مصر، وإذا ابتلعت أمريكا البلدين فإنَّ أفريقيا كلها تأتي طائعة للمندوب السامي الأمريكي.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج

http://www.ahewar.org/m.asp?i=461
http://taeralshmal.jeeran.com
http://blogs.albawaba.com/taeralshmal
http://taeralshmal1984.maktoobblog.com

اجمالي القراءات 10867