الفارق بين منهجين

عبداللطيف سعيد في الثلاثاء ٠٣ - أكتوبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

الفارق بين منهجين
الأول
إما أن ترى التراث من خلال القرآن الكريم وتضبط ايقاعه وتحاول الوصول للحقيقة فيه
من خلال كلام رب العالمين القرآن الكريم الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
وبذلك يكون الله سبحانه وتعالى الحكم على كل شئ من خلال كلام الله سبحانه وتعالى فى
كتابه العزيز ( القول الفصل ) مصداقا لقوله تعالى عن كتابه العزيز ( إنه لقول فصل وما هو
بالهزل) .
الثانى
إما أن ترى القرآن الكريم من خلال أقوال تراثية مشكوك فى صحتها ونسبتها للنبى عليه
السلام . وبذلك تغلب الأدلة الظنية الثبوت ( التراث الذى كتبه المسلمون بخلاف القرآن الكريم)
على ما هو قطعى الثبوت ( وهو القرآن الكريم ) الذى توعد الله بحفظه وتجعل الأدلة الظنية
حكما على القرآن الكريم والعياذ بالله.
لقد اختار القرآنيون المنهج الأول
وهو اعلاء كلمة الله على الكلام الذى كتبه البشر ، لإن كلام الله قد توعد بحفظه أما كلام البشر
فتركه الله للبشر ولم يتوعد بحفظه .
ولإ ن كلام الله هو الفصل وذلك لإن الله وحده هو الحكم وكلامه وحده هو القول الفصل أما باقى
أقوال البشر جميعا فإنها نسبية بحسب درجة موافقتها للقرأن العظيم أو إبتعادها عنه .
ويعتقد القرآنيون أن أى إهانة يتعرض لها القرآن العظيم بقصد أو بدون ، وذلك بإن تقول مثلا
أن القرآن الكريم كتابا ليس كاملا ( ناقصا) أو أنه غير واضح أو أنه ليس تاما أو أنه ليس مفصلا
أو أنه ليس تبيانا لكل شئ أو أنه يحتاج لاقوال بشرية لكى تكمله ، فأنت بذلك تهين الله والعياذ بالله من
من ذلك لإنك تهين كلامه ( القرآن الكريم ).
عفا الله وغفر لنا جميعا وتقبل توبتنا أنه غفور رحيم .
ولقد إختار التراثيون المنهج التانى
وهو المعاكس تماما للمنهج الأول ويناقضه فى المقدمات وبالتالى فى النتائج ،فهم يؤمنون بأن القرآن كتابا ناقصا وأنه غير مفصلا وأنه ليس تبيانا لكل شئ بعكس ما اوضح الله فى كتابه العزيز من آيات تؤيد تمام القرآن وكماله وتفصيله لكل شئ وتبيانه لكل شئ .
وبعد التفريق بين المنهجين كيف ننتظر نصر الله ونحن لم ننصره .
هذه مقدمة بسيطة للبحث الرائع للدكتور أحمد صبحى منصور جزاه الله خيرا ونحن نشد على يديه
ونقول له للأمام .
واحب أن أذكره ببعض الذى حدث عندما اصدر كتابه الأول عن السيد البدوى سنة 1982 والذى كان
يحظى بتقديس وعبادة تشبه وربما تفوق البخارى ومسلم.... إلخ .
فقد سرت اشاعة فى طنطا مفادها أن الدكتور احمد صبحى منصور حدث له فقدان للبصر... لإنه تجرأ
وانتقد السيد البدوى الإله المقدس لديهم فى ذلك الوقت وعندما ذهب ليخطب الجمعة فى المسجد التابع
لجماعة دعوة الحق كانت المفاجأة المذهلة انه وهو يخطب كانت عيونهم تلحظ عينيه فى محاولة بائسة
منهم للتدليل على غضب البدوى عليه .
فأين السيد البدوى الآن ...؟ لقد ذهب بلا رجعة .
ولنا رجاء خاص أن تنشر لنا كتابك الأول عن السيد البدوى حتى يلحظ القارئ التطور الفكرى لك وكيف
تهدم الأصنام من السيد البدوى إلى البخارى وإن تاريخك كله وعملك الأساسى هو هدم الأصنام ونحن معك
وياقلبى لاتحزن سنيه ولا صوفية كله فى الهوى سوى .
والباقى هو القرآن الكريم واتباعه جعلنا الله من اتباعه والسائرين على نهجه
اجمالي القراءات 13639