بعد تحويل جيش المهدي إلى "الممهدين" لدولة "العدل الإلهي"
الصدر يدعو أتباعه للتوقيع بالدم على وثيقة "عهد وبيعة" للإمام المهدي

في الثلاثاء ١٢ - أغسطس - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

الصدر يدعو أتباعه للتوقيع بالدم على وثيقة "عهد وبيعة" للإمام المهدي



تثقيف "الممهدون"
النجف (العراق)- نيوزماتيك

دعا الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر أتباعه إلى "التوقيع بالدم" على وثيقة "العهد والبيعة" للإمام المهدي، وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة الإثني عشرية، والتي تتضمن تعهداً بـ"الالتزام بشريعة النبي محمد (صلى الله عليه وسلّم)"، ومعاداة "أعداء الله ورسوله وأهل بيته"، بحسب الوثيقة التي كُشف عنها الثلاثاء 12-8-2008.

ووصف الصدر، في الوثيقة، "المقاومة" بأنها "إما بالجهاد والمقاومة العسكرية أو بالجهاد والمقاومة الثقافية للفكر العلماني الغربي" على حد تعبيره. ودعا إلى معاداة من أسماهم "أعداء الله ورسوله وأهل بيته"، وهم من عرّفهم بأنهم "الاحتلال
أو الغزاة أو الاستعمار أو الكفار أو النواصب"، مضيفاً "فلا أفاوضهم ولا أهادنهم ولا أجلس معهم ما حييت".

حملة جمع التواقيع استهلها الصدر نفسه بدمغ بصمته "بالدم" على الوثيقة التي تأتي في ذكرى ولادة الإمام المهدي، التي تصادف منتصف شعبان

وتعكس الوثيقة الاتجاه الجديد الذي دعا إليه الصدر بين أتباعه، وخاصة "جيش المهدي"، بعدما طلب منهم إلقاء السلاح، ومنع استعماله منعاً باتاً، والتوجه إلى التثقيف الفكرة والإسلامي للمجتمع.

وضمن هذا التوجه، حثت الوثيقة على السعي إلى "تحرير بلاد المسلمين عموماً، والعراق خصوصاً، من جيوش الظلام"، وهو ما يشمل "الاستعمار والاحتلال أيا كان".

ويفترض أن تستمر حملة جمع التواقيع، التي استهلها الصدر نفسه بدمغ بصمته "بالدم" على الوثيقة، التي تأتي في ذكرى ولادة الإمام المهدي، التي تصادف منتصف شعبان، وهي المناسبة التي شهدت، العام الماضي، مواجهات دموية في كربلاء، خلفت عشرات القتلى والجرحى، دفعت الصدر لتعليق أعمال جيش المهدي. 
وكان التيار الصدري وزع على أتباعه، الأسبوع الماضي، كراساً "تثقيفياً" حمل عنوان "الممهدون"، عرّف خلاله جيش المهدي بأنه "الجيش العقائدي الثقافي الديني الاجتماعي الذي يتكفل في الجهاد الفكري والعلمي وتحرير العقول والقلوب والنفوس من المد الغربي العلماني ويمنع استعمال السلاح منعا باتا".

وقد تضمن الكراس تعليمات ثقافية عامة لعمل الكم ّالأكبر من "جيش المهدي" في المرحلة القادمة، في توجه يهدف للاضطلاع التام بالمؤسسة التي وصفها بـ"الربانية"، والتي تمهد لدولة العدل الإلهي بالطرق الدينية والثقافية.

وأشار الكراس إلى أن "أهداف الإشراف العقائدي تتلخص بالتمهيد لدولة الحق، وتكامل الأفراد معنوياً، وهداية المجتمع عبر نشر الوعي الإسلامي الصحيح، ونشر حقوق الإنسان المطابقة للشريعة الإسلامية والسعي لإقامة مجتمع إسلامي، وتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرق الأخلاقية واللسانية والقلبية فقط وتحقيق الأمن الاجتماعي واحترام الأقليات والأفكار".

وقسّم الأشراف العقائدي إلى قسمين، الأول عقائدي يتكفل ببناء الجيش من الناحية الفكرية، وفيه وحدات لإقامة الدورات وإعداد الكفاءات من النخب، أما القسم الثاني فيتكفل ببناء الجيش من الناحية الدينية الإسلامية وتصحيح المسار الإسلامي والدفاع عنه.

وكان "جيش المهدي" تأسس بعد سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، وضم عدداً غير محدد من المقاتلين، الذين فرضوا سيطرتهم على العديد من المدن العراقية وخاضوا معارك ضارية مع القوات الأمريكية والعراقية في العديد من المدن العراقية.

ويعتبر حلّ "جيش المهدي" الشرط الذي وضعته القوى السياسية الحاكمة في العراق لدخول التيار الصدري في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة.

اجمالي القراءات 2062