مغردون يفضلون أنجلينا جولي لاهتمامها باللاجئين السورين وزيارتها لمخيماتهم، ويهاجمون دعاة الفتن ويصفونهم بشيوخ الدجل المنافقين . | ||||||||||
العرب لبنى الحرباوي [نُشر في 25/02/2014، العدد: 9480، ص(19)] | ||||||||||
قارنت يوما حياتها بحياة أم أخرى قد تكون لديها نفس الإمكانيات والإرادة إلا أنها لا تعلم هل سيعود أبناؤها أم ماذا ستوفر لهم من طعام؟ وتساءلت “لماذا لدي هذه الحياة ولديها تلك الحياة”؟ تلك أنجلينا جولي التي تزور اللاجئين السوريين في لبنان “سرا” بعيدا عن عدسات وسائل الإعلام.
وتلقى زيارتها اهتماما متزايدا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي خاصة. والغريب إجراء مقارنة عجيبة بين الممثلة الهوليودية وبين “الممثلين على الناس" وخاصة “الشيوخ” أصحاب العمائم والحسابات البنكية.
وتوجهت جولي في جولة إلى مخيمات اللاجئين السوريين، استهلتها بزيارة لمخيم في الفيضة في سهل البقاع والذي يضم بحسب الأمم المتحدة 300 ألف لاجئ، والذي شهد تحسينات مؤخرا.
ويقول مغردون “أنجلينا جولي تتفقد النازحين السوريين في لبنان. هي بالتأكيد أفضل من لبنانيين وسوريين وعرب كثر لا يحركون ساكنا تجاه هذا الموضوع وهم قادرون”. وتقدر الأمم المتحدة عدد المهجرين السوريين بنحو 3.5 ملايين شخص، سعى منهم 2.5 مليون إلى اللجوء إلى البلدان المجاورة. ويستضيف لبنان نحو مليون لاجئ سوري بحسب المفوضية العليا للاجئين.
وتتوجه أصابع الاتهام والانتقاد إلى شيوخ الجهاد المنافقين الذين يعيشون حياة البذخ مع أبنائهم داخل قصورهم ويلقون بأبناء غيرهم في ساحات الحروب. ويقضون إجازاتهم برفقة أبنائهم وأحفادهم في أشهر المنتجعات الترفيهية في العالم. مشايخ ودعاة الجهاد نالوا الشهرة وراكموا الأموال وتحولوا إلى “أرستقراطية دينية” كما يصفهم مغردون على موقع تويتر.
ويقود هؤلاء حملات على تويتر لتشجيع الشباب على الجهاد في سوريا..
ويصفهم آخرون أنهم “أحقر قذارة تمشي على وجه الأرض”.. “شيوخ النكاح ودعوات الجهاد في سوريا وتقسيم السبايا حسب العمر والجمال”.
ويرفع هؤلاء شعار “تضامنا مع السوريين المشردين قررنا نكاح بناتهم وسرقة تبرعاتهم وإرسال أبناء غيرنا للموت لتعذيب أمهاتهم”.
هم لم يذهبوا يوما إلى مخيمات اللاجئين بل يرسلون من ينوب عنهم لماذا؟ ليقايض فتاة سورية بثمن خبز والديها وإخوتها الصغار حتى ينكحها...!!
وغرق هؤلاء في فضيحة بسبب اختفاء مبالغ تصل إلى ملايين الريالات لإغاثة الشعب السوري ما أثار جدلا واسعا في السعودية.
وكشف أحد المقربين من هذه الحملات، النقاب عن سرقات بالملايين من تبرعات تجمع باسم إغاثة الشعب السوري، فيما طالب ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي بمحاسبة القائمين على هذه الحملات والتشهير بهم، خصوصا أن بينهم دعاة وأسماء معروفة.
ولعل أشهر هؤلاء على الإطلاق “ابن سوريا” عدنان العرعور وأكبر المعارضين لنظام بشار الأسد. لم يكن كذلك قبل انطلاق الثورة السورية إذ حرّم سابقا الخروج ضد الرئيس بشار الأسد. يقيم في السعودية ويدعو الشباب إلى الالتحاق بالجهاد في سوريا. سأل العرعور يوما من سيدة مفجوعة لماذا لا يرسل أبناءه إلى الجهاد.
أجاب أنه يجاهد بلسانه. أما على المستوى العربي وبـ7 ملايين متابع يأتي الداعية السعودي محمد العريفي الأشهر على تويتر.
يدعو الشباب إلى الجهاد لكنه رغم صغر سنه الذي يمكنه من حمل السلاح والانضمام إلى المقاتلين يسافر ليستجم ويلعب كوتشينة مع ساحر على متن طائرة متوجهة إلى لندن.
تطول قائمة الدعاة الذين أعادتهم الأزمة السورية إلى الأضواء مجددا. في مصر يشتهر محمد حسان الذي يدعو في البرامج التلفزيونية، إلى وجوب الجهاد في سوريا. ويتهم بامتلاك ملياري دولار مودعة ببنوك سويسرية وأن لديه قصورا في أوروبا ويعتبر من أغنى أغنياء مصر.
في قطر، يشتهر يوسف القرضاوي أحد أبرز منظري الفتنة في العصر الحديث ويعتبر الشيخ منظر جماعة الإخوان المسلمين. يقيم القرضاوي في قطر وهو حاصل على جنسية هذا البلد، يساير أجندة الدوحة وفتاواه موجهة سياسيا فقط.
لا يمر أسبوع واحد دون أن يخرج للدعوة إلى قتال نظام بشار الأسد في سوريا.
|