كتب عمر القليوبي (المصريون): : بتاريخ 9 - 8 - 2008
علمت "المصريون" أن وفدا مصريا سيتوجه إلى الولايات المتحدة بهدف معالجة التوتر الأخير في العلاقة بين البلدين، بعد الانتقادات الأمريكية لمصر، على خلفية عقوبة الحبس الصادرة صدرت بحق الناشط السياسي وعالم الاجتماع البارز الدكتور سعد الدين إبراهيم، التي اعتبرتها القاهرة تدخلا في الشئون السياسية المصرية.
ويتألف الوفد من أعضاء فيما تسمى "بعثة طرق الأبواب" والمجلس المصري الأمريكي وغيرها من الهيئات المهتمة بمسار العلاقات المصرية الأمريكية في محاولة لاحتواء الأزمة، وتفادي إمكانية فرض واشنطن عقوبات على مصر، من بينها تقليص المعونة الأمريكية لمصر.
وتخشى القاهرة من تكرار سيناريو تجميد ما يقرب من 200 مليون دولار، كما حصل قبل عدة سنوات في أعقاب صدور الحكم بحبس الدكتور سعد الدين إبراهيم، بعدما حكمت عليه محكمة مصرية بتهم مماثلة في العام 2001 قبل أن يُلغى الحكم من محكمة النقض، وإثر تهديدات أمريكية بالتوقف عن تقديم المعونة السنوية لمصر، وهي الأموال التي لم تحصل عليها مصر إلا بعد إطلاق سراحه.
وأعربت السفيرة الأمريكية لدى مصر مارجريت سكوبي عن استيائها من الحكم الصادر بحق إبراهيم، ووصفته بـ "الحكم المخزي"، وهو تعليق اعتبره وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط "تدخلا غير مقبول في الشئون الداخلية لمصر". وسيسعى الوفد المصري نقل رسالة لواشنطن مفادها، أن العلاقة الوثيقة بين واشنطن ومدير مركز ابن خلدون ليست السبب وراء العقوبة، وإنما الحكم بإدانته جاء بتهمة تشويه صورة مصر، وهي التهمة التي يعاقب عليها القانون المصري.
وكانت محكمة جنح الخليفة أعلنت في حيثيات حكمها ضد إبراهيم، إنها تأكد لديها أن مدير مركز بن خلدون قد طلب من الإدارة الأمريكية ربط برنامج المساعدات السنوية المقدمة إلى مصر بتحقيق تقدم في مجرى الإصلاح السياسي.
لكن من غير المتوقع أن يجد هذا المبرر قبولا لدى واشنطن المستاءة بشدة من تباطؤ النظام في إجراء خطوات إصلاحية وتصميمه على العصف برموز المعارضة ولاسيما الليبرالية منها لاسيما بعد رفض مصر التعاطي بإيجابية مع جهود أمريكية لإطلاق سراح زعيم حزب "الغد" الدكتور أيمن نور.
ومن المرجح أن يركز الوفد المصري على ضرورة إبعاد المعونة الأمريكية المقدمة لمصر عن أي جدل سياسي بين القاهرة وواشنطن، لاسيما وأن النظام المصري يولي المعونة أهمية كبيرة ويرفض أي مساس بها، كما يرفض إخضاعها للخلافات السياسية بين الطرفين.
كما يتوقع أن يتطرق الوفد إلى محاولة فتح نوافذ مع فريق المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما، لاستطلاع رأيه حول تصوره لمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية ورؤيته للدور الأمريكي فيما يخص قضية التسوية في الشرق الأوسط ووجهة نظره فيما يخص استمرار المعونة الأمريكية لمصر.