الأمير هشام بن عم ملك المغرب: الربيع العربي سيستمر رغم محاولات أطراف التحكم في مساره ومنهم السعودية

في الأحد ٠٢ - فبراير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً

أياما قليلة بعد حديث الأمير الوليد بن طلال عن تفاقم الفساد في العربية السعودية، يأتي ابن خالته الأمير هشام بن عبد الله وهو ابن عم ملك المغرب ليحمل العربية السعودية جزءا من وزر تدهور الربيع العربي ويشير إلى أنها تسعى في التحكم في مساره عبر المال.

ويدافع الأمير في العدد الأخير للمجلة الشهرية “لوموند دبلوماتيك” الصادرة في باريس والتي نزلت الى الاسواق اليوم، وفي مقال بعنوان “الربيع العربي لم يقل كلمته الأخيرة”، عن أطروحة استمرار الربيع العربي رغم العقبات الضخمة التي تواجهه حاليا، معتبرا أن الأمر يتعلق “بشبه نهضة حقيقية” في العالم العربي “ستستمر على شاكلة النهضات الاخرى في حضارات وثقافات سجلت منعطفات تاريخية”.

ويبرز الأمير المغربي بالتحليل القناعات الفكرية والسياسية التي تبلورت لدى الشعوب العربية حتى بات لها دور فاعل، وبدأت تعي وجودها بمفهوم يقطع مع التصورات السائدة التي كانت ترسخه فيها نظم السلطة العربية المهيمنة، حيث كانت تصفه بالرعية وتتعامل معه بناء هذا الاعتبار، وبدأت هذه الشعوب تتجاوز بإدراكها الجديد ووعيها وضعه كرعية ويدافع في علاقته مع السلطة عن إطار المواطنة، وبدأ يلزم تلك السلطة بالنظر إليه من خلال هذه القيمة. ويعتبر الأمير هشام أن التحول لدى الشعوب في إدراك هذه القيمة والانتقال بعلاقته مع السلطة من إطار الرعية إلى المواطنة خير مؤشر على استمرار مشروع التغيير مستقبلا وقد يكون، كما يؤكد، بالحدة نفسها.

وكان الأمير منذ كتاباته الأولى في أواسط التسعينات حتى الآن يشدد على ضرورة انتقال الشعوب العربية بوعيها وإدراكها السياسي لعلاقتها بالسلطة والأنظمة من مفهوم”الرعية” الى “المواطنة” لأن هذا التفكير سيعمل على تحقيق الإصلاح الحقيقي.

ويقف في مقاله عند العوامل التي تعيق تطور الربيع العربي وألقت بتأثيراتها الخطيرة في الشرق الأوسط، وهي عوامل استراتيجية يمكن تلخيصها في التدخلات الخارجية وأساسا الولايات المتحدة وروسيا وإيران للتحكم في مسار الربيع العربي لتحقيق أهداف استراتيجية.

ولا يتردد في التركيز على العربية السعودية التي تنتمي الى العالم العربي ولكنها يعتبرها قوة تريد التحكم فيه من خلال مبادراتها الفردية او تلك التي يتخذها في مجلس الخليج العربي، ويتجلى هذا في توظيف المال في دول مثل مصر والأردن والمغرب والبحرين. وتتخوف السعودية من تطورات مصر أساسا، ويشرح هذا التخوف من “الهاجس التاريخي للوهابية من فكر الإخوان المسلمين” والهاجس الديمقراطي لأن الرياض لا تتحمل رؤية ديمقراطية فتية في دول ذات وزن مثل مصر.

الأمير يلقي الضوء كذلك، على عناصر مزعجة للربيع العربي ويتفاوت تأثيرها ويختزلها في الليبراليين المزيفين في مصر والعالم العربي الذين لا يترددون في تبني أفكار قد تبدو ديمقراطية ولكنها في العمق تكرس الديكتاتورية وخاصة في مصر، بوقوفهم الى جانب الانقلاب العسكري.

والعنصر الثاني يتجلى في السلفية المتطرفة التي تحاول عرقلة التطور السياسي في تونس، معتبرا أن نموذج تونس يبقى الأمل في استمرار هذا الربيع العربي لأن الفاعلين السياسيين اقتنعوا بضرورة المشاركة السياسية على أسس ديمقراطية وإن كان ذلك قد يتطلب منهم تضحيات سياسية حقيقية.

والأمير هشام هو ابن عم الملك محمد السادس وهو ابن الأمير عبد الله شقيق الملك الحسن الثاني وجده محمد الخامس من أبيه ورياض الصلح من أمه. وبدأ في أواسط التسعينات يكتب عن حقوق الإنسان والديمقراطية والمناداة بالإصلاح مما تسبب له في مواجهة مع الدولة الحاكمة في المغرب. ويلقب بالأمير الأحمر بسبب مواقفه السياسية.

-

اجمالي القراءات 3082